هل النساء أقل كفاءة من الرجال في مجال التحكيم؟
هل النساء أقل كفاءة من الرجال في مجال التحكيم؟
بدأ التحكيم النسوي لمباريات كرة القدم رجال يظهر ويبرز في البطولات الأوروبية، مثل بطولات إنكلترا وأسبانيا وألمانيا، إلا أن النساء يشاركن في إدارة المباريات بدور المساعد ولا يؤدين أبدا دور الحكم الرئيسي.
نشر الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم قبل أيام بيانا صحافيا أعرب فيه عن دعمه لامرأة كانت حكما مساعدا في مباراة المرحلة الرابعة عشرة للدوري الانكليزي الممتاز بين ناديي فولفرهامبتن وليفربول وتعرضت خلالها للشتم والإهانة من قبل لاعب سابق أصبح معلقا على قناة "سكاي سبورتس" الرياضية. وأوضح الاتحاد الإنكليزي أنه "يفتخر" بوجود ما لا يقل عن 853 امرأة يعملن كحكام بمختلف مستويات التحكيم في البلاد، مشيدا بكونهن "أفضل سفيرات لكرة القدم الإنكليزية". لكن، ما حقيقة التحكيم النسوي في بريطانيا وفي أوروبا بصورة عامة؟ فهل اقتحمت النساء فعلا مجال التحكيم، أم يبقى ذلك حكرا على الرجال؟
"الاتحاد الدولي لا يفرق بين الرجال والنساء"
الجواب على هذه التساؤلات واضح وضوح الشمس: التحكيم في مجال كرة القدم يهيمن عليه الرجال بوجه شبه مطلق في مختلف البلدان الأوروبية عندما يتعلق الأمر ببطولات قسم الدرجة الأولى، ولئن لعبت النساء أدوارا في بعض المباريات فدورهن لا يتعدى إطار المساعدة على خط التماس - مثلما هو الأمر في "بلد كرة القدم الأم"، إنكلترا. ولئن قام بعضهن بإدارة مباراة في دور الحكم الرئيسي فلن يحصل ذلك إلا في بطولات قسم الدرجة الثانية أو ما دون ذلك. السؤال المطروح هو: هل احتكار الرجال لمجال التحكيم شكل من أشكال التمييز ضد النساء؟
ينفي سيباستيان دوري، وهو رئيس تحرير موقع "فوت أوفيمانان" الالكتروني أن تكون النساء موضع تمييز، ويشدد على أن ما يميز الرجال عن النساء في هذا المجال هو قدرتهم على تحمل العبء الجسدي الذي يتطلبه التحكيم. ويتابع دوري قائلا: "إن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم كما الاتحاد الدولي لا يفرقان بين الرجال والنساء من حيث الشروط التي يجب أن يستوفيها الحكام، أيا كان جنسهم". وهنا يكمن تفوق الرجال على النساء، بحسبه، بمعنى أن الرجال يتمتعون بقدرات بدنية أقوى من النساء. ويشير إلى أن التحكيم النسوي في بلدان شمال أوروبا يسجل حضورا قويا في بطولات قسم الدرجة الثانية، ما يثير نوعا من التنافس بين النساء حول ممارسة مهنة التحكيم.
السويسرية نيكول بيتينا أول امرأة تتولى إدارة مباراة كرة قدم بين الرجال
وقد كانت السويسرية نيكول بيتينيا أول امرأة في تاريخ كرة القدم تتولى إدارة مباراة بين الرجال كحكم رئيسي، وكان ذلك في 2003 خلال مباراة في إطار الدور التمهيدي لمنافسة دوري أبطال أوروبا بين ناديي ستوكهولم السويدي وفيلكير الأيسلندي.
في الدوري الفرنسي، كانت صابين بونان أول امرأة تقود مباراة في كرة القدم عندما حلت مكان الحكم الرئيسي - الذي انسحب بعد تعرضه للإصابة - خلال مباراة دوري الدرجة الثانية بين أنجيه وتور في تشرين الثاني/أكتوبر 2008، وتلتها سيفرين زينك التي أدارت في تشرين الأول/أكتوبر 2010 مباراة لدوري قسم الدرجة الثالثة بين روديز وكريتاي. ويؤكد سيباستيان دوري في ختام قوله أن "النساء لسن أقل كفاءة من الرجال"، مستشهدا بالعدد الكبير من النساء اللواتي يدرن مباريات أقسام الدرجة الرابعة والخامسة في فرنسا.