تونس تحتفل بذكرى فرار بن علي
تونس تحتفل بذكرى فرار بن علي
احتفال التونسيين بذكرى سقوط بن علي
احتفل التونسيون اليوم بمرور شهر على فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وسقوط نظامه، حيث نظمت أكثر من مظاهرة في العاصمة شارك فيها فنانون وتشكيليون، بيد أن متظاهرين رأوا أن الفرحة ناقصة والثورة لم تصل إلى غاياتها، فهناك مطالب أساسية كان الثوار يطمحون لتحقيقها لم تلب بعد.
وفي شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تشكل تجمعان أحدهما يرقص على أنغام فوز الثورة فرحا بما حققت، معتبرا 14 فبراير/شباط عيد حب لتونس مكان "الفلنتاين"، والآخر يطالب التونسيين بالترفع عن المطالب الشخصية، والتآزر خلف مطالب العدالة والحرية التي من أجلها سالت دماء الشهداء.
ويقول مهدي الكعبي -أحد المحتفلين- إنهم هواة مسرح وفنانون أحبوا أن يشاركوا الشعب فرحته فنزلوا إلى الشارع يقدمون بعض العروض والأغاني ابتهاجا بنجاح الثورة وهم جزء من هذا الشعب وحقه عليهم "أن يفرحوه" في هذه الذكرى.
ويعترض محمد علي أحد الحاضرين بقوله إن الاحتفال مبكر، فحزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم سابقا) لا يزال موجودا ولم يحل ورموز النظام السابق في الحكم ولا يزال الدستور الذي فصله بن علي على مقاسه نافذا والبرلمان الذي يضم أزلام بن علي لا يزال عاملا، وكل ما تحقق وعود لم تنفذ بعد.
وأشاد بالثورة المصرية التي استطاع ثوارها حمل النظام المصري على وقف العمل بالدستور وحل البرلمان ومجلس الشورى وتحويل رموز من النظام السابق إلى المحاكمة، ورغم ذلك لا يزال شبانها متأهبين خشية أن يقطفوا ثمار ثورتهم كاملة.
وغير بعيد طالب متظاهرون ينتمون للوسط الجامعي التونسيين بأن يؤجلوا مطالبهم الشخصية ويتحدوا خلف المطالب التي قدم الشهداء لأجلها دماءهم، معلنين أنها ثورة كرامة وليست ثورة لزيادة الرواتب والمزايا.
التونسيون يدعون لعدم تلويث الثورة
لافتات
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "خبز وماء والأنانية لا" و"لا لتلويث الثورة" منددين بالوزير التونسي الأول محمد الغنوشي، ومعلنين أن استقالة أعضاء الحكومة من التجمع الدستوري لا تكفي.
وقال رشاد واحد ممن دعوا للمظاهرة- للجزيرة نت إنهم يؤيدون مطالب الشعب عامة لكن المطلوب الآن تأجيل المطالب الشخصية والتكتل خلف مطالب كافة التونسيين "فأولاد عمنا وأهلنا لم يموتوا لأجل أن تزاد رواتب بعض الموظفين" ولم يكن يدور هذا الهدف بخلد من قتل من الثوار في تالة والقصرين.
وأيدته في حديثه متظاهرة جامعية مبدية خوفها من ذهاب دماء الشهداء هدرا، وانجرار التونسيين إلى تحقيق مطالب وقتية تلهيهم عن المطالب الحقيقة التي ثاروا لأجلها، أو استطاعة فلول النظام السابق من الالتفاف على الثورة وقطف ثمارها في غمار انشغال شرائح الشعب التونسي بالسعي وراء مطالب وصفتها بالأنانية.