قصة للاطفال
ابراهيم أبو دية
استيقظ أهل البيت مبكرين ...لبس الأب و الأم و ابراعيم أحسن ملابسهم, و حملت الأم زوادة الطريق... و خرجوا من البيت ...و اذا بالشارع يزدحم يسكان القرية, كل يحمل زوادته,بعضهم يركب "الكروسة" يجرها حصان أو حمار....
و بعضهم يمشي على قدميه و بعضهم يركب الباص... و ابراهيم يحمل علم صوريف و يركب الكروسة يجرها حماران, و الجميع يتجه إلى مدينة الخليل...و في الخليل صلى الجميع في الحرم الابراهيمي الشريف و اتجهوا على القدس.
صاح ابراهيم: هذه جموع نابلس با أبي, أعرفها من أعلامها ...و هذه الجموع من مدينة يافا ...و تلك من حيفا ...و تلك من الناصرة و من صفد يالله ما أروعهاو ما أجملها .. كل المدن الفلسطينية تشترك بموسم النبي موسى هذا. و كل مدينة تحمل علما يختلف عن المدينة الثانية و سيكون علم صوريف أعلى علم...
و فجأة قال ابراهيم أبو دية : انظري يا أمي إلى تلك النار.
قالت الأم: لا تخف يا ابراهيم فتلك مشاعل يشعلها البعض ليتسلى بمنظرها و يتبارز الشباب بالسيوف أمامها .... و يرقصون الدبكة و يقومون بالألعاب و حلقات السمر ....اذهب اذا أردت و أرقص معهم ولا تتأخر.
و في اليوم التالي صلى ابراهيم في الجامع الأقصى و شاهد الصخرة المشرفة و تحرك مع أهله و مع موكب القرى و جموع الناس الى مقام النبي موسى قرب أريحا....انتشر الجميع في الوديان و الجبال.و نصب البعض الخيام, و اتجه البعض ضيوفا على أهالى مدينة أريحا...و ابتدا النشاط يدب في المركز "الاسلامي" التابع لمقام النبي موسى حيث كانوا في المركز يقومون بطهي اللحم و الأرز و خبز الخبز و توزيع الأكل مجانا لكل الناس..
حمل ابراهيم صينية اللحم و الأرز و الخبز الساخن و بدا يأكل وهو يقول:" كل شىء هنا لذيذ و ممتع..زو الزهور متفتحة و الحشيش يملأ الأرض و شقائق النعمان تملأ المكان ألسنا في شهر نيسان شهر الربيع و الجمال؟! ما أروع هذا..!