الخبز والشورانية حسبنا الله ونعم الوكيل
إنى أتعجب كثيرا لمن لمن يتلذذ برؤية آلام الناس ومشاهدة تعذيبهم النفسى والبدنى بل والتفنن بشتى الطرق فى ذلك . قد يكون ذلك من باب عزة السطوة والتباهى بقدرته كى يثبت قيمة الذات الضائعة فى نفسه والشعور بالأهمية الزائفة . لا أطيل عليكم فلنأخذ مثالا حيويا على ذلك لفئة مجهولة تحكمت الآن فى قوت الناس ألا وهى فئة عمال عمال مجالس القرى والمدن المكلفة بتوزيع الخبز فبعد أن كانت مهمشة جدا . تسعى الآن الفئات العليا والطبقات المختلفة من المجتمع لكسب ودهم بل والتودد والتوسل أحيانا لهم من أجل رغيف الخبز . فهم يمنحون الخبز حسب أهوائهم وصارت لهم الكلمة العلياعلى أصناف المجتع المختلفة على الرغم أن الخبز توفره الدولة ويكفى . لكن عمال الأكشاك يتفننون فى صناعة أزمة الخبز بالتحكم فى أوقات الناس الصباحية حيث يماطلون فى توزيع الخبز بتأخير عربات الخبز مدة نصف ساعة بين العربة والعربة فيتواحم الناس كثيرا ويطول الصف بالناس حتى يصل للمئات وكى تحصل على عشرين رغيفا لابد أن تقف ساعة فى الصف مما أطلق الناس على هذا الطابور طابور التأديب الصباحى . أما إذا كانت أمزجة البائعين مبسوطة فرحة فيسرعون فى طلب عربات الخبز وعلى الفور يحصل الناس على الخبز فى سهولة ويسر دون زحام يذكر أى أن أزمة الخبز يتفنن فى صنعها بائعى الخبز وهم القادرون على العمل على راحة الناس وهم القادرون على نرفزة الناس وإزهاق أخلاقهم ومن مظاهر صناعة أزمة الخبز أيضا عدم التزام البائع بالطابورفيعطى المقربين له الخبز بمجرد رؤيتهم دون الوقوف فى طابور التأديب الصباحى لمدة ساعة أو أكثر مع شدة البرد أو الحرمما يثير حزن الواقفين فى الصف أكثرومنهم القليل الذى يثور بكلمات لاذعة وقد يتشابك مع البائع والكثير يقف صامتا فى قمة اليأس والخضوع والاستسلام لأفعال البائع هذا بالإضافة إلى عدم انضباط المسئول يساعد فى صنع الأزمة أكثر فنجد أن مفتش التموين المكلف بمتابعة المخبز وغيره من موظفى الوحدات المحلية والصحةيحصلون على أعلى درجات الخبز من داخل المخبز ويأخذ كل منهم كيسه وينصرف فى هدوء مستأنس لايهمه آلام الناس مادام يحصل على أحسن أنواع الخبز فى راحة ويسر بل قد يصل الخبز إلى بيته فى أرق وأجمل كيس وإذا دخلت أى مخبز نرى الأكياس المرصوصة بأحسن الخبز لهذه الطبقة . ومن مظاهر الأزمة أيضا اتفاق البائع وصاحب المخبز على عدم بيع حصة الخبز كاملة ويقوم البائع بالتوقيع بالاستلام على كامل الحصة مقابل حافز مادى من صاحب المخبز . هذه سلبيات تعمل على تقويض وإهدار مجهود الدولة واقترح لتلافيها الأتى : 1 - الاستغناء عن جميع عمال المجالس المكلفة بتوزع الخبز ونكليف أفضل العناصر من الشباب الحصلين على مؤهلات ولا يعملون بيتوزيع الخبز 2- وضع غرامة مالية على كل مخبز يتسبب فى تأخير الخبز عن زمن قياسى معين بحيث لايتسبب فى التزاحم على أكشاك الخبز 3- تكليف مفتشى التموين بمتابعة مخابز غير قريبة لهم ويفضل أن يراقب مفتشى التموين مخابز غير نطاق مكتب تموينهم أى عمل خطة لكل مفتش بحيث يقوم بمرقبة 30 مخبزا مختلفا فى الشهر وكل يوم فى مخبز مختلف 4- تكليف كل محافظة بحملات تموينية مرة على الأقل شهريا بمحافظة أخرى أى يكون كل محافظة رقيبة على الأخرى 5- توقيع مفتش التوين مع البائع أمام المنفذ على كمية لخبز التى ترد أول بأول و مراقبة المجالس الشعبية المحلية لتوزيع الخبز بالإضافة إلى لجنة مراقبة من المترددين على أكشلك الخبز لرصد السلبيات وعلاجها أولا بأول هذا و،نأمل من الجميع عدم إهدار حق المواطن فى الحصول على رغيف الخبز فى راحة ويسر خاصة وأن أزمة الخبز نحن بعدم إنضباطنا وإهمالنا وتلاعب عمال توزيع الخبز فى المنافذ تصنعها بأنفسنا رغم أن الخبز يكفى الجميع والدولة مشكورة تبذل جهودا جبارة من أجل توفير الخبز وتدعيمه .