الخائفون من الشارع
بسم الله الرحمان الرحيم
ليس سرّا القول إن السلطة تبحث في الوقت الراهن، عن طرق جديدة وأساليب مبتكرة، من أجل اختراق مسيرة 12 فيفري الجاري، سياسيا وأمنيا، ولبسط سيطرتها على الوضع بكل تفاصيله، خوفا من حدوث أي انفلات غير متوقع، خصوصا بعدما باتت أساليب المنع القديمة، لا تجدي نفعا في زمن الثورات وإسقاط الأنظمة، أو في ظلّ العاصفة الهوجاء التي تجتاح العالم العربي برمّته مثلما وصفتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون
- هذا الاختراق المنظم، يُمارس بوجوه مختلفة وخطابات متعددة، على غرار دعوات بعض الإسلاميين، المعارضين للسلطة شكلا، والمرتبطين بها مضمونا، المشاركة في المسيرة، ومعهم، بعض الحقوقيين العلمانيين، ونشطاء الأحزاب غير المعتمدة، فكلّ واحد من هؤلاء، يبحث عن تحقيق هدف ما، مستغلا الضعف الذي تتواجد فيه مراكز القرار وخشيتها مما قد تفرزه المسيرة من تداعيات ونتائج، أقربها للتصور، إحداث تعديل حكومي مؤجل، تتغير بموجبه بعض الوجوه الثابتة في التسيير، وليكون ذلك بمثابة الورقة الأخيرة، التي توظفها السلطة، لإقناع الشعب بوجود تغيير.
- لكن، السؤال المطروح بإلحاح، لماذا لا تستفيد السلطة في الجزائر، وهي تيارات متباينة ومراكز متعددة، كما يعرف الجميع، من الدروس المجانية التي يقدمها الشارع يوميا في بلدان مجاورة، شملتها الثورة، مثل تونس ومصر، أو باتت قاب قوسين أو أدنى من احتضانها، على غرار ليبيا واليمن. هذه الدروس التي عنوانها الأساسي، أن الشعب لم يعد مقتنعا في المرحلة الراهنة بتغيير الوجوه فقط مع الإبقاء على السياسيات، وإنما قد، ترتفع مطالبه إلى السقف الأعلى، لتشمل تغييرا راديكاليا، لا يمكن تفاديه أو التفاوض فيما بعض على تفاصيله وشخوصه.
- النخبة الحاكمة في البلاد، تعيش مأزق حقيقيا، جعلها تتخلى عن كل أوراقها الرابحة لسنوات طويلة، وتمارس سياسة التقارب مع الشعب، في ظرف يكاد يكون قياسيا، بعد مرحلة طويلة، لم تتبن فيها غير القرارات المنفّرة، حتى أن القيادات الحزبية في التحالف الحكومي، وخارج التحالف، باتت تفكر في كل شيء إلا في تدهور شعبيتها وسط المواطنين، من أجل الترشح للمناصب العليا، كما بات الشعب، ورقة خريف صفراء، لا يُحدث سقوطها، فارقا مهما، على غرار الفوارق الأساسية التي تصنعها مثلا، الخلافات الداخلية بين أركان النظام، أو بين قيادات الأحزاب فيما? ?بات? ?يسمى? ?بالحركات? ?التصحيحية? ?العوجاء?!?
- كما يخطئ المعتقدون أن الأزمة الحالية، ترتبط فقط بنخبة النظام، ولكنها تمس أيضا النخبة التي باعت ذمتها، واسترخصت قيمة المواطنين، وفاوضت على قوتهم، بالمناصب، والثروات، وكونت لوبيات فكرية، وسياسية، موازية للمافيا الاقتصادية والمالية، فهؤلاء جميعا، عليهم أن يخافوا? ?على? ?قواعدهم? ?وكراسيهم،? ?اليوم،? ?وبعد? ?تاريخ? ?12? ?فيفري،? ?وسواء? ?نجحت? ?المسيرة،? ?أو? ?فشلت? ?حتى? ?في? ?المسير?!??