الأحرار والعبيد
بسم الله الرحمان الرحيم
في مصر الجولة حاسمة بين الاحرار والعبيد.. ومع تدفق الدم الزكي الحر تشرق صفحات ايامنا القادمات.. انها الجولة الحاسمة التي يكتب فيها هؤلاء الاحرار من جديد ان ارادة الناس هي ارادة الله، وان قلوبهم مستودع السر الالهي، اما العبيد الذين يتطوعون لأرذل مهمة عرفها التاريخ في الدفاع عن طاغوت مصر فهم ليسوا سوى الخبث الذي سيلقى على مكبات التاريخ..
- اجل، انهم عبيد.. فليس العبيد الذين تقهرهم ظروف معيشتهم القاهرة فتستبد بهم ايادي الاستحواذ والاذلال.. وليس العبيد الذين تقهرهم ظروف سياسية معينة فتحولهم الى اشياء في عجلة الطاغوت.. وليسوا اولئك الذين توارثوا اوضاعا اجتماعية طبقية حكمت فيهم بقوانينها.. انما العبيد هم اولئك الذين يسيرون على اقدامهم لم يدفعهم احد نحو خيانة اهلهم وذويهم ووطنهم ويقدمون دمهم وسمعتهم ومستقبل اولادهم فدية للطاغوت المتسلي بهم وبعرقهم وبدمهم.. هم العبيد الذين بمقدورهم ان يفلتوا من المهانة والاحتقار والمهمات الوسخة بعد ان دق شباب مصر ابواب الحرية والكرامة، ففتحت لهم آفاقها السماوات والارض ووقف الكون كله احتراما وتقديرا لأروع انتفاضة عاشها الانسان.
- اما الاحرار فهم الذين قهروا اللحظة ومزقوا الغشاوات وكسروا القيود.. فالاروح حرة والافكار مبدعة والايادي ملوحة في الفضاء والحناجر تصدح في السماء، ان مصر حرة وان الطاغوت الى الزوال.. الاحرار اليوم يثبتون في الميدان عارية صدورهم، ثابتة ارجلهم على ارض صلبة في ميدان التحرير، ينوبون عن مصر كلها، بل وعن الأمة في واحدة من اكثر معارك الحرية اشراقا..
- الاحرار اليوم يدخلون مشهدا من مشاهد لم تتكرر في كيفية تحرك العبيد لقتل انفاس الحرية الوليدة.. انها اللحظات التي تولد فيها الافكار وتصنع فيها الخطوات الضرورية نحو النهضة والاستقلال والرفاه.
- والاحرار اليوم يدركون ان ثمن الحرية دمهم الغالي، وان الحرية هي بوابة الصعود الحضاري، كما انها هي بوابة التنمية والتقدم والحياة الكريمة.. وذلك من اجل يومهم ومستقبل اطفالهم.
- اما الطاغوت فإنه لايدخر جهدا من ادوات واساليب وووسائل ليزود بها العبيد في معركة الحسم.. ولسان حال لطاغوت، فليحترق المركب ولتشتعل كل مصر وليزول كل مافيها ان كان اهلها يرفضون الفرعون..
- ورغم كل العنف والجريمة التي يستخدمها العبيد، الا ان الحرية تشرق في لحظات تنتظر الامة كلها ويدها على قلوبها نتيجة الملحمة التاريخية.
- لقد انتصر الاحرار عندما قرروا منازلة الطاغوت، وانتصر الاحرار عندما اختاروا درب الحرية، وانتصر الاحرار وهم يبعثون في الامة امل الانعتاق من اوهاق الذل والمهانة.. وليس للعبيد الا الذل في الدنيا والخزي امام الله الجبار العزيز.