أولادنا بين البر والعقوق
بسم الله الرحمن الرحيم
أولادنا بين البر والعـقوق إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعـوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله
] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [ [ آل عمران : 102 ] .
] يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [ [ النساء : 1 ] .
] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِـرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِـعِ اللَّهَ وَرَسُـولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [ [ الأحزاب : 70-71 ] .
أما بعـد :-
فإن أصدق الحديث كتاب الله ،وخير الهدى هدى محمد r وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار .
أحبتى فى الله …
أبناؤنا بين الـبر والعقوق ، هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم فى هذا اليوم الكريم المبارك وكما تعودنا حتى لا ينسحب بساط الوقت من بين أيدينا سريعاً فسوف أركز الحـديث مع حضراتكم تحت هـذا العنـوان المهم فى العناصر الآتية :
أولاً : حقاً إنها مأساة .
ثانيــــاً : خطـر العقوق .
ثالثــــاً : فضـل البر .
رابعـــاً : حقوق تقابلها واجبات .
خامساً : إنها مسئولية المجتمع .
فأعيرونى القلوب والأسماع ، والله أسأل أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب .
أولاً : حقاً إنها مأساة .
لا شك أن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى حب ورعاية الأولاد ، بل وإلى التضحية للأولاد بكل غالى ونفيس فكما تمتص النبتة الخضراء كل غذاء فى الحبة فإذا هى فتات ، وكما يمتص الفرخ كل غذاء فى البيضة فإذا هى قشرة هاشة ، فكذلك يمتص الأولاد كل رحيق وعافية واهتمام فإذا هما شيخوخة فانيـة ، ومع ذلك فهما سعيدان ، ولكن من الأولاد من ينسى سريعاً هذا الحب والعطاء والحنان والرعاية ، ويندفع فى جحود وعصيان ونكران ليسىء إلى الوالدين بلا أدنى شفقة أو رحمة أو إحسان ، وتتوارى كل كلمات اللغة على خجل واستحياء بل وبكاء وعويل حينما تكتمل فصول المأساة ، ويبلغ العقوق الأسـود ذروته حينما يقتل الولد أمه ، وحينما يقتل الولد أباه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وإليك قصة غاية فى البشاعة والإجرام والجحود .
لقد وقعت فى إحدى قرى دكرنس جريمة مروعة شنعاء هى التى دفعتنى إلى الحديث اليوم عن هذا الموضوع ، فى أسرة فقيرة تتكون من عشرة أبناء ، يقضى الوالد المسكين ليله ونهاره ليوفر لأبنائه العيشة الطيبة الكريمة ويلحقهم بأرقى الكليات بالجامعـة ومن بين هؤلاء الأبنـاء ولد عاق ، بدلاً من أن يساعد أباه فى نفقات هذه الأسرة الكبيرة راح يلهب ظهر والده بالمصروفات ليضيعها على المخدرات والفتيات ، فقال له والده المسكين : أى بنى أنا لا أقدر على نفقاتك ومصروفاتك، دعنى لأواصل المسيرة مع إخوانك وأخواتك وأنت قد وصلت إلى كلية العلوم فاعمل وشق طريقك فى الحياة ، ولكن الولد تمـرد على التقاليد والقيم وعلى سلطان البيت والأسـرة ، بل وعلى سلطان الـدين ، راح هذا الولد العاق يفكـر كيف يقتل أباه ؟! إى والله حدث ما تسمعون !! إنه طالب فى كلية العلوم راح يستغل دراسته استغلالاً شيطانياً خبيثاً حيث أعد مادة كيمائية بطريقـة علمية معينة ، وأخذ كمية كبيرة ، وعاد إلى البيت ، وانتظـر حتى نام أبوه المسكين ، فسكب المادة الكيميائية على أبيه وهو نائم ، فأذابت المادة لحم أبيه وبدت العظام، الله أكبر !! لا إله إلا الله !! لا إله إلا الله !!
والله إن الحلق ليجف ، وإن القلب لينخلع ، وإن العقـل ليشط ، وإن الكلمات لتتوارى فى خجل وحياء ، بل وبكاء وعويل ، أمـام هذه المأساة المروعة الشنعاء بكل المقاييس .
قد يرد الآن عليَّ أب كريم من آبائنا أو أخ عزيز يجلس معنا ويقول إنه الفقر ، قاتل الله الفقر !!
والجـواب : مع تقديرى لكل آبائى وأحبائى، ما كان الفقر سبباً ليقتل الولد أباه ، وإذا أردت الدليل فخذ الحـادثة الثانية المروعـة التى طالعتنا بها جريدة الأهـرام منذ أسبوعين اثنين فقط أسرة ثرية وصل الوالدين فيها إلى مرتبة اجتماعية مرموقة فالأم تحمل شهادة الدكتوراه فى الهندسة جلست هذه الأم المثقفـة لتناقش ابنها فلذة كبدها الـذى أنهى دراسته الجامعية فى أمر خطيبته التى أراد أن يتزوجها ، فالأم تعارض هذا الزواج لاعتبارات وأسباب ترى أنها وجيهة من واقع خبرتها ومسؤليتها تجاه ولدها فاحتج الولد على أمه وما كان من هذا المجـرم العاق إلا أن أسرع بسكين ثم انقض بالسكين على أمه بطعنات قاتلة حتى فارقت الحياة ، ما هذا ؟!
والله إن الحلق ليجف ، وإن القلب لينخلع ، من هول هذه الصورة البشعة من صور العقوق للآباء والأمهات الذى حذر الله جل وعـلا منه فى أدنى صوره ، وأقل أشكاله وألوانه ، فقـال جل وعلا : ] وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا(23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [
[ الإسراء : 23-24 ]
أيها المسلمون : أيها الأبناء : اعلموا علم اليقين أن العقوق كبـيرةٌ تلى كبيرة الشرك بالله وهذا هو عنصرنا الثانى .
ثانيا : خطر العقوق .
العقوق من أكـبر الكبائر ففى الصحيحين من حديث أبى بكرة t أن النبى r قال : (( ألا أُنَبِّئُكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً ) )) قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : (( الإشراك بالله وعقوق الوالدين ، ألا وشهادة الزور ، أو قول الزور )) وكان متكئاً فجلس فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت([1])
وفـى الصحيحين من حديث عبد الله بن عمـرو بن العاص رضى الله عنهما أن النبى r قال : (( إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه )) فقال الصحابة : وهل يشتم الرجل والديه ، فقـال المصطفى : (( نعم يسب الرجل أبا الرجل ، فيسب أباه ، ويسب أمه ، فيسب أمه ))([2]).
انظر إلى هذا السؤال الاستنكارى من الصحابة رضوان الله عليهم ،وهل يشتم الرجل والديه لا أن يقتل والديه ، لا يتصور الصحابة فى مجتمع الطهر مجرد أن يشتم الرجـل والديه ، فقال الحبيب المحبوب : أن يشتم رجل بأبيه فيرد هذا الرجل على الشاتم بأن يشتم أباه ، وبهذا يكون الرجـل سب أباه بطريق غير مباشر ، وهذا الفعل من أكبر الكبائر والعياذ بالله .
أيها الأبناء ... العقوق سبب من أسباب الحرمان من الجنـة والطرد من رحمة الله التى وسعت كل شىء ، ففى الحديث الذى رواه النسائى و البزار بسند جيد وحسنه الألبانى ورواه الحاكم فى المستدرك ، وصححه على شرط الشيخين البخارى ومسلم من حديث عمر أن النـبى r قال : (( ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة )) قيل من هم يا رسول الله ؟! قال :
(( العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة ([3]) ، والديوث([4]) ))([5]) .
أيها الأبناء ، أيها الآباء تدبروا قول الرسـول r : (( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة )) خابوا وخسروا ورب الكعبة هؤلاء هم الذين طردوا من رحمة الرحمن ، التى وسعت كل شىء ، وأول المطرودين : العاق لوالديه .
أيها الأبنـاء : أخاطبكم بكل قلبى وكيانى ، يا من منَّ الله عليكم الآن بنعمة الآباء والأمهات ، وأنتم لا تدركون قدر هذه النعمة ، ولن تشعروا بها إلا إذا فقدتم الوالدين ، أسأل الله أن يبارك فى أعمار أبائنا وأمهاتنا ،وأن يختم لنا ولهم بصالح الأعمال إنه على كل شىء قدير ،
أيها الأبناء .. العقوق لا ينفع معه أى عمل ، سواء صـلاة أو زكاة أو حج أو صيام ، ففى الحديث الذى رواه الإمام الطـبرانى وابن أبى عاصم فى كتـاب السنة بسند حسن ، وحَسَّنَ الحديث الشيخ الألبانى فى السلسلة الصحيحة من حديث أبى أمامة أن النبى r قال : (( ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفاً([6]) ولا عـدلاً ، العاق لوالديه والمنان والمكذب بالقدر ))([7]).
ولكى أختم هـذا العنصر لأعرج على بقية عناصر الموضوع أقول : إن العقوق دين لا بد من قضائه فى الدنيا قبل الآخـرة ، فكما تدين تدان ، فإن بذلت البر لوالديك سَخَّرَ الله أبناءك لـبرك ، وإن عققت والديك سَلَّط الله أبناءك لعقوقك ، ستجنى ثمرة العقوق فى الدنيا قبل الآخـرة ، ففى الحديث الذى رواه الطـبرانى والبخارى فى التاريخ وصححه الألبانى من حديث أبى بكرة t أن النبى r قال : (( اثنان يعجلهما الله فى الدنيا البغى وعقوق الوالدين ))([8]).
تدبر معى والدى الكريم وأخى الحبيب .. هذا ابن عاق يعيش معه والده فى بيته فكبر الوالد ، و انحى ظهره، وسال لعابه، واختلت أعصابه ، فاشمأزت منه زوجة الابن ، وكم من الأبنـاء يرضون الزوجـات على حساب طاعة الأمهات والآباء ، فطـرد الولد أباه من البيت ، فَرَقَّ طفلٌ صغير من أبنائه لجده فقال له : لماذا تطرد جدنا من بيتنا يا أبى، فقال : حتى لا تتأففون منه ، فبكى الطفل لجده وقال: حسناً يا أبتى ،وسوف نصنع بك غداً إن شاء الله!! العقوق دين لابد من قضائه .
وهذا ابن آخر يصفع والده على ، وجهه فيبكى الوالد ويرتفع بكاءه ، فيتألم الناس لبكاء هذا الشيخ الكبير ، وينقض مجموعة من الناس على هـذا الابن العاق ليضربوه فيشير إليهم الوالد ويقول لهم : دعوه ثم بكى وقال والله منذ عشرين سنة ، وفى نفس هذا المكان صفعت أبى على وجهه !! العقوق دين لابد من قضائه .
وهـذا ابن ثالث عاق يجـر أباه من رجليه ليطرده خارج بيته ، وما إن وصل الولـد بأبيه وهو يجره حتى الباب ،وإذا بالوالـد يبكى ويقول لولده: كفى يا بنى ، كفى يا بنى إلى الباب فقط ، فقال : لا بل إلى الشارع ، قال والله ما جررت أبى من رجليه إلا إلى الباب فقط !! كما تدين تدان .
أيها الأخ الحبيب اذهب اليوم إلى أبيك فقبل يديه وقدميه وارجع اليوم إلى أمك فقبل يديها وقدميها فثم الجنـة ، ما أشقاها والله من حياة ، حياة العقوق ، وما أطيبها وأروحها وأسعدها وألذها من حياة ،آلا وهى حياة البر وهذا عنصرنا الثالث .
ثالثا : فضل البر .
أيها الحبيب الكريم .. يكفـى أن تعلم أن الله جل وعـلا قد قـرن بر الوالدين والإحسان إليهما بتوحيده قال تعالى :] وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [ [ الإسراء : 23 ]
وقال تعالى : ] وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [
وقال تعالى: ] وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [ [ البقرة : 83 ]
قال ابن عباس ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاثة لا يقبل الله واحدة بدون قرينتها .
أما الأولى فهى قوله تعالى : ] أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [ [ محمد : 33 ]
فمن أطاع الله ولم يطع الرسول فلم يقبل منه .
وأما الثانية فهى قول الله : ]وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ [
[ البقرة : 43 ]
فمن أقام الصـلاة وضيع الزكاة لم يقبل منه .
وأما الثالثة فهى قول الله تعالى : ] أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [
[ لقمان : 14 ]
فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه .
حياة البر ما أروعها من حياة ، إنها حياة السعادة والطمأنينة ، إنها حياة الأمن والأمان يالها من لذة !! فيها ستشعر بانشراح الصدر ، ستشعر بالسعادة فى كل الخطا ، بل سيوسع الله عليك رزقك ، بل سيبارك الله لك فى عمرك ، فى حياة بر الوالدين .
البِرُّ سبب دخول الجنة :
تدبر معى كلام النبىr كما فى الحديث الذى رواه مسلم من حديث أبى هريرة ، قال الحبيب r : (( رغم أنفه ، رغم أنفه ، رغم أنفه )) قيل من يا رسول الله ؟ قال المصطفى : (( من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة ))([9]).
الرسول r يقول : رغم أنفه ثلاثاً : أى ذل وهان وتعرض للخيبة و الخزلان من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ولا يكونا سبباً فى دخوله الجنة .
إياك أن تضيع هذا الخير ، يا من منَّ الله عليك به الآن .
بر الوالدين من أعظم القربات إلى رب الأرض والسموات .
اسمع كلام سيد المرسلين ، ففـى الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود t قال : سألت النـبى r فقلت يا رسول الله : أى العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال : (( الصـلاة على وقتهـا )) قال : ثم أى ؟ قال : (( ثم بــر الوالدين )) قال : ثم أى ؟ قال : (( الجهاد فى سبيل الله ))([10]).
وفى الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر قال رجل للنبى r :
أُجاهد ؟ قال: (( لك أبوان ؟ )) قال : نعم . قال : (( ففيهما فجاهد ))([11]).
وفى رواية مسلم أن رجـلاً جاء للنبى r فقال: يا رسول الله جئت أبيايعك على الهجرة والجهاد فقال له المصطفى : (( هل من والديك أحدٌ حى )) قال : نعم بل كلاهما . قال : (( فتبتغى الأجـر من الله ؟ )) قال : نعم .
قال : (( فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما ))([12]).
بر الوالدين سبب تفريج الكروبات :
ففى الصحيحين من حديث ابن عمر أن النـبى r قال : (( بينما ثلاثة نفر ، يتماشون أخذهم المطر ، فمـالوا إلى غارٍ فى الجبل ، فانحـطت على فم غارهم صخرة من الجبـل ، فأطبقت عليهم فقـال بعضهم لبعض : انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة فادعوا الله بها لعله يفرجها : فقال أحدهم : اللهم إنه كان لى والدان شيخان كبيران ، ولى صبية صغار كنت أرعى عليهم ، فإذا رُحتُ عليهم فحلبت ، بدأت بوالـداى أسقيهما قبـل ولدى ،وإنه نأى بى الشـجر فما أتيت حتى أمسيت ، فوجدتهمـا قد ناما ، فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤسهما ، أكره أن أوقظهما من نومهما ، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما ، والصبية يتضاغـون عند قدمى ، فلم يزل ذلك دأبى ودأبهم حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغـاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ،ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء .. )) ([13])
إلى آخر الحديث .
انظر جيداً فى معنى هذا الحديث لما تقرب الرجل إلى الله عز وجـل ببر والديه استجاب الله دعـاءه، فعليك ببر الوالدين بإخـلاص تكن مستجاب الدعوة .
أيها الأحبة الكرام : معلوم أن بر الأم مقدم على بر الأب ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة جاء رجل إلى رسول الله r فقال : (( مَنْ أحق الناس بحسن صحابتى ؟ قال : (( أمك )) قال : ثم من ؟ قال : (( أمك )) قال ثم من ؟ قال : (( أمك )) . قال ثم من ؟ قال : (( أبوك ))([14])
بل وتدبر معى هذا الحديث الرقيق الرقراق الذى رواه البيهقى ورواه ابن ماجة وحسنه شيخنا الألبانـى فى السلسلة الصحيحة من حديث معاوية بن جاهمة ، أن جاهمة t عندما جاء إلى النبى r فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو أى فى سبيل الله وقد جئت أستشريك ، فقال : (( هل لك أم ؟ )) قال : نعم . قال : (( فالزمها ، فإن الجنة عند رجلها ))([15])
وقد يتحسر الآن أباؤنا وأحبابنا ممن حرموا من نعمة الوالدين لذا أسوق إليهم حديثاً ربما وجدوا فيه العزاء : وللأمانة العلمية التى عاهدنا الله عليها فى سنده على بن عبيد الساعدى ، لم يوثقه إلا ابن حـبان وبقية رجال السند ثقات عن أبى أسيد مالك بن ربيعة الساعدى t قال : بينا نحن جلوس عند رسول الله r إذ جاءه رجل من بنى سلمة فقال : يا رسول الله هل بقى علىَّ من بر أبوى شىء أبرهما بعد موتهما . فقال: (( نعم الصلاة عليهما )) أى الدعاء لهما ، والترحم عليهما، والاستغفار لهما-وانفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التى لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما ))([16])
فيجب علينا أن ندعو لأبائنـا ونستغفر لهما ونحـج عنهما ونتضرع لله بالدعـاء لهما فنقول ربى ارحمهما كما ربيانى صغـيرا ، فلقد كان السلف رضـوان الله عليهم إذا ماتت أم أحدهما بكى وقال : ولم لا وقد أغلق اليوم علىَّ باب من أبواب الجنة .
رابعاً : حقوق تقابلها واجبات ..
كما أن للوالدين حقوقاً على الأبناء فإن للأبناء حقوقاً على الآباء ، كم من آباء ، وكم من أمهات قد ضيعوا الأبناء ؟! إن التربية منذ أول اللحظات مسئولية كاملة للوالدين بل و قبل أن يأتى الولد للحياة ، فالوالد مسئول عن هذا الابن الذى لم يأتى بعد ، كيف ذلك ؟! أن يحسن اختيار أمه التى يجب أن تربيه بعد ذلك على الصلاح والفضائل .
أحبتى فى الله :
أسألكم بالله أن تتـدبروا معى هذه الكلمـات التى سأطرحهـا على حضراتكم ، ماذا تقولون لو قلت لحضراتكم الآن : بأن أباً قد عاد اليوم إلى بيتـه فأخرج ورقة وكتب عليها استقالة لزوجته من تربية أبنـائه ؟!! حتماً سيتهم هذا الوالد بالجنون .
أقـول وماذا تقولـون لو أن أمّاً قد عادت اليـوم من عملها إلى بيتها فسحبت ورقة وكتبت عليها استقالة لزوجها من تربية الأبناء ؟!! حتماً ستتهم هذه المرأة بالجنون بل وقد يفكر هذا الوالد المسكين فى طلاقها .
فماذا تقولون لو قلت لحضراتكم بأن نظرة صادقة إلى الواقع الذى نحياه تقول بأن استقالة جماعيـة قد حدثت فى بيوت المسلمين ؟ نعم لقد استقال كثير من الآباء تربوياً ، واستقالت كثير من الأمهات تربوياً ،والوالد المسكين يظن أن دوره يتمثل فى أن يكون وزيراً للمالية والنفقات ، طـوال النهار فى التجارات والسفريات والأعمال أو على المقاهى والمنتديات فإذا ما حَلَّ الليل رجع لينام أو ليسهر أمام التلفاز ، ما فَكَّر مرة أن يخلوا بأولاده يطمئن على أحوالهم .
أنا لا أقول فَرِّغ كل وقتك لولدك لأننى أعلم ظروف الحياة وأعلم الحالة الاقتصادية الطاحنة التى ترهق ظهور الآباء .
لكن أقـول : والله إن جلوس الأب بين أبناءه وهو صـامت لا يتكلم فيه من عمق التربية ما فيه ، فما بالكم إذا تكلم فَذَكَّر بجنةٍ ، وحَذَّرَ من نارٍ، وحل مشكلة ، ووجـه نصيحة ، وأشعر أولاده أنه يشعر بهم و بأحاسيسهم ، وسأل عن صديق الولد ، وسأل عن صاحبة البنت ، بكل حنان ورحمة وأُبوَّة حانية .
والله يا أخوة لقد جاءنـى فى الأسبوع الماضى شاب تزين اللحية وجهه وهو يكاد يبكى ، قلت له لماذا ؟ قال : إن أبى يقسم علىَّ بالله إن ذهبت إلى المسجد فسوف يطردنى من البيت !! أيها الوالـد أنت مسئول أن تربى ابنك من أول لحظة .
مشى الطـاووس يومـاً باختيـالٍ فقلد مشيته بنـوه
فقال : علام تختـالون ؟ قالوا لقد بدأت ونحن مقلدوه
يشب ناشىء الفتيان منا على ما كان قد عَوَّده أبوه
أيها الوالد الكريم : إذا ربيت ولدك على الفضائل ، والأخلاق الكريمة والصلاح منذ نعومة أظفاره ، شب حتماً على هذه الفضائل والأخلاق ، نعم قد يقول لى والد إننى أربى ولدى فى البيت وسيخرج إلى الشارع ليعود وقد طُمِس بنـاؤه الجميل الذى اجتهدت فى تزينه وتجميله ، سأقـول لك أبشر واطمئن فما دام الأصل سليماً وما دام الجوهر نقياً فسرعان ما يزول هذا الغبش الذى تأثر به ظاهره ، وسرعان ما يعود إلى أخلاقه وجوهـره النقى ، الذى اجتهدت فى تأصله فى بيتك على كتاب الله و سنة رسول الله r .
أيها الوالـد الكريم … ابنك أمانة ، اجتهد لا تضيـع ولدك فسوف تسأل عنه قال تعالـى : ] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [ [ التحريم : 6 ]
وفى الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبى r قال : (( كلكم راع ومسئول عن رعيته ، الإمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل فى أهل بيته راع ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع فى مال سيده ومسئول عن رعيته ، وكلكم راع ومسئول عن رعيته ))([17])
وتزداد المأساه يامسلمون إذا انضم إلى استقالة الآباء استقالة الأمهات ، فالأم هى الحضن التربوى الطاهر ، الأم هى المدرسة الأولى للتربية ، ماذا تقولون لو أغلقت المدرسة الأولى للتربية ؟! آلا وهى مدرسة الأم .
ليس اليتيم من انتهى أبواه وخلفاه فى هم الحياة ذليلاً
إن اليتيم هو الذى ترى له أم تخـلت وأبا مشـغولاً
ماذا تقولون لو علمتم كما ذكرت لحضراتكم أن من الآباء من يمنع ولده من الذهاب إلى المسجد أو يمنع ولده من الذهـاب إلى مجالس العلم ، نعم أسأل الله أن يجعلنى من المنصفين ، أنا لا أريد أن أقلل الآن بعد ما أصلت للوالدين من حقـوق من شأنهما عند أبنائنا وإخواننا ، وإنما أود أن أقول لإخوانى وأبنائى قد يأمرك الوالد بذلك من منطلق الخوف عليك ، وهذا هو الواقع ، فالولد قرة عين أبيه ، وثمرة فوائده أبيه ، فإن أمر الوالد ولده بذلك فليعلم الوالد الكريم أن المعصية أكـبر ، وبأنه سيزداد خوفه بصورة أكبر إذا منع الولد من معرفـة طريق المساجد ، وإذا حال بين الولد وطريق السنة ، وسوف يبكـى الوالد دماً بدل الدمـوع إذا رأى ولده يحقـن نفسه بحقنة مخدرات أو يتعاطى المخدرات أو يمشى مع فتاة فى الحرام ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لذا أذكر أبائى الكـرام بأن يفتحوا الباب على مصراعيه لأبنائهم وليسلكوا طريق سنة النبى r .
أيهـا الأحباب الكرام … إن للوالدين حقوقاً على الأبناء وإن للأبناء حقوقاً على الوالدين وهناك من الوالدين من يقع الوالد فى عقـوق ولده قبل أن يقـع ولده فى عقوقه .
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين أشكو إليك عقوق ولدى ، فقال : ائتنى به ، فجـاء الولد إلى عمر t ، فقال عمر : لم تعق أباك ، فقال الولد : يا أمير المؤمنـين ما هو حقى على والدى ؟ فقال عمر حقـك عليه أن يحسن اختيار أمـك وأن يحسن اختيار اسمك وأن يعلمك القـرآن . فقال الولد : والله ما فعـل أبى شىء من ذلك ، فالتفت عمر إلى الوالد وقال : انطلق لقد عققت ولدك قبل أن يعقك .
وأخيراً حتى لا أطيل عليكم إنها مسئولية الجميع ، أرجىء الحديث عن هذا العنصر إلى ما بعد جلسة الاستراحة وأقـول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمـين وأشهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمـداً عبده ورسوله ، اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأحبابه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .
أما بعد : أيها الأحباب الكرام
خامساً : إنها مسئولية الجميع .
نعم يجب أن نعلم أن المسئولية تقع على كواهلنا جميعـاً ، فعلى البيت مسئولية ، وعلى مناهـج التعلم مسئولية ، وعلى المدرسـة مسئولية وعلى الإعـلام مسئولية ، وعلى الشـارع مسئولية ، فالمسئولية تقع على كواهل الجميع ، تبدأ من البيت ومن الأسرة ، ولكن قد يتألـم الآن بعض الأحـبة ويقول إذا كان الوالد من الصالحين فاجتهد فى تربية أبناءه تربية ترضى الرب سبحانه واجتهدت الأم كذلك ، لكن خـرج من بين هؤلاء الأبناء ابن عاق انحرف عن الطريق .
نقول : إن هذا لا يقدح فى أصل القاعـدة فإننى أرى بيتـاً من بيوت المسلمين يشرف على التربية فيه نبى كريم من أنبياء الله وهو نبى الله نوح عليه السلام ، ومع ذلك لا يخـرج الولد من هذا البيت عاق وإنما يخـرج كافراً والعياذ بالله ، وألمح بيتاً آخر يقوم على أمر التربية فيه فرعون مصر طاغوت الدنيا بأسرها ويكون هو المشرف على تربية طفل ، هذا الطفـل هو نبى الله موسى عليه السلام ( كليم الله ) .
فابذل ما استطعت واجتهد ، وضع النتائج بعد ذلك إلى الله الذى يعلم كل شىء ، والذى يعلم الحكمة إنه عليم حكيم .
أيها الوالد الكريم ، أيتها الأم الفاضلة … تبدأ المسئولية فى التربية للأبناء من البيت فهى المدرسة الأولى لكل نَشْأ وهى المكان التربوى الأكـبر الذى يؤثر فى شخصية وتكوين الأبناء ، فاجتهدوا واتقـوا الله فى التربية ولا تهنوا ولا تحزنوا فمن زرع حصد ، واعلموا يقيناً أن من زرع خـيراً سيجد خيراً بإذن الله ومن زرع شراً فسوف يجنيه بإذن الله .
أولادكم أمانة فى أعناقكم ، فهذه مسئولية ويالها من مسئولية !! عندها تتوارى كل المسئوليات ، فالأبوة بمعناهـا الحقيقى هى العطـاء بلا حدود ، هى العطف ، هى الحنان ، هى الرحمة ، هى الشفقة ، هى البذل والتضحية بكل غالى وثمين ، هى النصيحة هى الاهتمـام ، هى الشعور بمشاعر الأولاد ومعايشة أحزانهـم وأفراحهم وحوائجهم ، فالأبـوة فى خصالها السامية لم ولن تعادلها مسئولية قط ، ولم لا ؟! وأنت تبنى جيل الآن يصبح صرح أمة التوحيد الشامخ غداً ، يصبح صاحب الكلمة غداً ، يصبح رافع راية لا إله إلا الله غداً ، ما أسماها من مسئولية ! وما أرفعها من مكانة !!
فكن لابنك كما كان محمد r لأولاده ياله من أب جمع كل حسنات فى التربية ، وكونى أيتها الأم كما كانت أمهات المؤمنين .
ولن يقع عاتق المسئولية جمعـاء على البيت وفقط ، فالمدرسة لها دور فى صناعة جيل الأمة حامل الراية غداً ،والإعلام له دور خطير فى توجيه النشىء فليتق الله كل مسئول فى الإعلام فى بفلذات أكبادنا فإن الإعلام سلاح خطير ومهم فى تعليم أبنائنا الأخـلاق العالية والمثل السامية إذا أحسن استغلاله .. وسلاح مدمر للفرد والأسرة والمجتمع إذا أسىء استغلاله فإن الكثير من وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة تعزف على وتر الجنس وعلى وتر أخلاق الغرب التى تصطدم بديننا الحنيف وتقاليدنا العريقة وبعض هذه الوسائل تعزف على وتر .
لذا وأصبح الولد ينظر إلى أبيه المحـافظ صاحب الأخلاق والفضائل ، نظرة احتقار ، نظرة ازدراء ، نظرة سخرية .
هكذا أُشرب فى قلبه أن كل من يتمسك بالأخـلاق الفاضلة فهو رجل رجعى .. فلا عيب أن تجد ولد يقول لأبيه أنت رجل رجعى لا تعيش عصرك ، أنت لا تعيش زمانـك ، إنكم مازلتم تعيشون فى مجاهـل القرون الماضية .
العزف بصورة واضحة على نغمة التحرر ، جعل الأبناء تتمرد على كل شىء ، على سلطة الأسرة ، على سلطة الوالدين ، بل وتمرد الأولاد أخيراً على سلطة الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فعل القائمين على الإعـلام أن يتقوا الله وأيضاً على المـدارس ومناهج التعليم وكل المسئولين عن دفة التعليم مسئولية كبيرة فهم يبنوا عقول نشىء ، وانظر إلى من يبنى عقلاً هذا العقل سوف يكون مستقبلاً قائداً للأمة أو أميراً أو طبيباً أو مهندساً أو معلماً أو …. فانظر كيف يُبنى هذا العقل ؟! إن لم يُبنى على أُسس وقواعد وأخلاق وغايات وقيم ومبادىء قرآنية محمدية ، فكيف يكون هذا العقل مستقبلاً ؟ والله إن لم نربى أولادنا على مناهج ربانية محمدية فسوف نجنى أسوأ الثمار بل سوف نجنى أشواك تجرحنا قبل الآخرين وتؤذينا قبل الآخرين ، فاعلموا أيها المسئولون عن التعليم أن جزءً كبيراً جداً من دفة المسئولية موضوع فى أيديكم فاتقوا الله فيه ، فالمدرسة أب ثانى وأم ثانية لنشىء هو قرة أعيننا وقرة أعينكم قبلنا ، فإن ما نسمع الآن من تطاول الطالب على مدرسه ليدمع العين دماً ، لذا يجب أن تعود المدرسة من جديد إلى دورهـا الريادى فى التربية قبل أن تعلم أبناءنـا العلم وإن ما نسمع من أخلاق البنات فى مدارس البنات ليستحى اللسان أن يتلفظ به ، فمن أجمل ما قال محمـد إقبال رحمه الله : إن العلوم الحديثـة تحسن أن تعلم أبناءنا المعانى والمعارف ، ولكنها لا تحسن أن تعلم عيونهم الدموع ، وقلوبهم الخشوع .
وعلى الشارع أيضـاً دور ، فلو خرج الأبنـاء إلى الشوارع بأخـلاق البيـوت الطيبة لتغـير الحال ، إذاً المسئولية مشتركة وعلى الجميـع ، فكل مسئول يجب عليه أن يؤدى ما عليه بأمانة واقتدار حتى نجنى قرة عين لا شيطان ، لا أريد أن أطيل عليكم أكثر من ذلك .
أسأل الله أن يقر أعيننا وإياكم بصلاح أبنائنا وستر بناتنـا إنه ولى ذلك والقادر عليه .
…… الدعــاء
([1]) رواه البخارى رقم ( 2653 ) فى الشهادات ، باب ما قيل فى شهادة الزور ، ومسلم رقم
( 87 ) فى الإيمان ، باب بيان الكبائر وأكبرها ، والترمذى رقم ( 2302 ) فى الشهادات ،
باب ما جاء فى شهادة الزور .
( 90 ) فى الإيمان ، باب الكبائر وأكبرها ، وأبو داود رقم ( 5141 ) فى الأدب ، باب
بر الوالدين .
و الحاكم فى المستدرك وهو فى صحيح الجامع ( 3063 )
وهو فى صحيح الجامع ( 137 ) .
ولم يدخل الجنة ،والترمذى رقم ( 3539 ) فى الدعوات ،ورواه أحمد فى المسند ( 2/345 )
رقم ( 8538 ) ، وهو فى صحيح الجامع رقم ( 3511) .
الإيمان باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال .
( 2530 ) فى الجهاد ، والترمذى ( 1671 ) فى الجهاد ، والنسائى ( 6/ 10 ) فى الجهاد
( 2743 ) فى الذكر ، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة ، وأبو داود رقم ( 3387 ) فى
البيوع باب فى الرجل يتجر فى مال الرجل بغير إذنه .
البر والصلة ، باب بر الوالدين وأنهما أحق به .
( 2781 ) فى الجهاد ، باب الرجل يغزو وله أبوان ورواه أيضاً أحمد فى المسند ( 3/ 429 )
وصححه الحاكم وذكره الهيثمى فى المجمع ( 8/ 138 ) وقال : رواه الطبرانى فى الأوسط
ورجاله ثقات وحسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة .
فى الأدب ، باب صل من كان أبوك يصل ، وابن حبان رقم ( 2030 ) وضعفه الأرناؤوط
والألبانى فى ضعيف سنن أبى داود .
( 1829 ) فى الإمارة ، باب فضيلة الإمام العادل ، والترمذى ( 1705 ) فى الجهاد ، باب
ما جاء فى الإمام ، وأبو داود ( 2928 ) فى الإمارة ، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية .