قواعد في منهج أهل السنة والجماعة فى (الخروج على الولاة الظلمة والفسقة)
قواعد في منهج أهل السنة والجماعة فى (الخروج على الولاة الظلمة والفسقة)
القاعدة الثالثة عشرة: أنهم لا يَدْعُون إلى الخروج على الولاة الظلمة والفسقة، بل يَذمّون ذلك ويذمون على من خرج على الولاة ديناً ودنيا، لقوله تعالى:{ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( سيكون بعدي أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع ) قالوا: أفلا ننابذهم بالسيف. قال: ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ) رواه مسلم، وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( يكون بعدي أئمة، لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ) قلت: كيف أصنع إن أدركت ذلك. قال: ( تسمع وتطيع للأمير وإن أخذ مالك فاسمع وأطع ) رواه مسلم، وعن عرفجة الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[ ( إنها ستكون هناة وهناة، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهم جميع فاضربوا رأسه بالسيف كائناً من كان ) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية ) رواه البخاري ومسلم]?. وبالجملة العادة المعروفة أن الخروج على ولاة الأمر يكون لطلب ما في ايديهم من المال والإمارة، وهذا قتال على الدنيا؛ ولهذا قال أبو بَرْزَة عن فتنة ابن الزبير وفتنة القراء مع الحجاج وفتنة مروان في الشام : هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء إنما يقاتلون على الدنيا، وأما أهل البدع كالخوارج فهم يريدون إفساد دين الناس فقتالهم قتال على الدين. والمقصود بقتالهم أن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله؛ فلهذا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا ونهى عن ذاك.
__________
القاعدة الرابعة عشرة: أنهم يسعون في النصح لولاة الأمر وفق ما جاء في السنة الصحيحة، فعن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( الدين النصيحة ) . قلنا: لمن يا رسول الله . قال: ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) راوه مسلم. وعن أنس قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا؛ فإن الأمر قريب ) رواه ابن أبي عاصم بسند صحيح، وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( خمس من فعل واحدة منهن كان ضامناً على الله: من عاد مريضا، أو خرج في جنازة، أو خرج غازيا، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم منه الناس ) رواه أحمد وابن أبي عاصم وغيرهما، وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة الأمور، ولزوم جماعتهم؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ) رواه ابن ماجه وغيره بسند صحيح. قال ابن القيم في شرح هذا الحديث:" وقوله: ( ومناصحة أئمة المسلمين ) هذا أيضا مناف للغل والغش؛ فإن النصيحة لا تجامع الغل فهي ضده، فمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل. وقوله: ( ولزوم جماعتهم ) هذا أيضا مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسره ما يسرهم، وهذا بخلاف من انحاز عنهم واشتغل بالطعن عليهم والعيب والذم لهم كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلا وغشا، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشهم للأئمة والأمة، وأشدهم بعداً عن جماعة المسلمين " انتهى كلامه رحمه الله.
__________ _______
القاعدة الخامسة عشرة: أن دعوتهم ظاهرة للناس جميعا لا سرية فيها ولا تخصيص، عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أوصني. قال: ( اعبد الله لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة، وآت الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت، واعتمر، واسمع وأطع، وعليك بالعلانية وإياك والسر ) رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بسند صحيح، وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) رواه مسلم، وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: " إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة " رواه الدارمي، وقول الله تعالى:{ وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الآية، وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( ابغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتُنصرون بضعفائكم ) رواه البخاري ومسلم.
''''تحيات :[ (أبو العدل) أحمد فؤاد العدل بكفر علام]''''
القاعدة الثالثة عشرة: أنهم لا يَدْعُون إلى الخروج على الولاة الظلمة والفسقة، بل يَذمّون ذلك ويذمون على من خرج على الولاة ديناً ودنيا، لقوله تعالى:{ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( سيكون بعدي أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع ) قالوا: أفلا ننابذهم بالسيف. قال: ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ) رواه مسلم، وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( يكون بعدي أئمة، لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ) قلت: كيف أصنع إن أدركت ذلك. قال: ( تسمع وتطيع للأمير وإن أخذ مالك فاسمع وأطع ) رواه مسلم، وعن عرفجة الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[ ( إنها ستكون هناة وهناة، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهم جميع فاضربوا رأسه بالسيف كائناً من كان ) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية ) رواه البخاري ومسلم]?. وبالجملة العادة المعروفة أن الخروج على ولاة الأمر يكون لطلب ما في ايديهم من المال والإمارة، وهذا قتال على الدنيا؛ ولهذا قال أبو بَرْزَة عن فتنة ابن الزبير وفتنة القراء مع الحجاج وفتنة مروان في الشام : هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء إنما يقاتلون على الدنيا، وأما أهل البدع كالخوارج فهم يريدون إفساد دين الناس فقتالهم قتال على الدين. والمقصود بقتالهم أن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله؛ فلهذا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا ونهى عن ذاك.
__________
القاعدة الرابعة عشرة: أنهم يسعون في النصح لولاة الأمر وفق ما جاء في السنة الصحيحة، فعن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( الدين النصيحة ) . قلنا: لمن يا رسول الله . قال: ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) راوه مسلم. وعن أنس قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا؛ فإن الأمر قريب ) رواه ابن أبي عاصم بسند صحيح، وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( خمس من فعل واحدة منهن كان ضامناً على الله: من عاد مريضا، أو خرج في جنازة، أو خرج غازيا، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم منه الناس ) رواه أحمد وابن أبي عاصم وغيرهما، وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة الأمور، ولزوم جماعتهم؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ) رواه ابن ماجه وغيره بسند صحيح. قال ابن القيم في شرح هذا الحديث:" وقوله: ( ومناصحة أئمة المسلمين ) هذا أيضا مناف للغل والغش؛ فإن النصيحة لا تجامع الغل فهي ضده، فمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل. وقوله: ( ولزوم جماعتهم ) هذا أيضا مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسره ما يسرهم، وهذا بخلاف من انحاز عنهم واشتغل بالطعن عليهم والعيب والذم لهم كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلا وغشا، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشهم للأئمة والأمة، وأشدهم بعداً عن جماعة المسلمين " انتهى كلامه رحمه الله.
__________
القاعدة الخامسة عشرة: أن دعوتهم ظاهرة للناس جميعا لا سرية فيها ولا تخصيص، عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أوصني. قال: ( اعبد الله لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة، وآت الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت، واعتمر، واسمع وأطع، وعليك بالعلانية وإياك والسر ) رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بسند صحيح، وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) رواه مسلم، وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: " إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة " رواه الدارمي، وقول الله تعالى:{ وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الآية، وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( ابغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتُنصرون بضعفائكم ) رواه البخاري ومسلم.
''''تحيات :[ (أبو العدل) أحمد فؤاد العدل بكفر علام]''''