مستفيدين من حالة الفوضى في أعقاب الاحتجاجات أقدم سجين فلسطيني يهرب من سجن أبو زعبل المصري
العربية. عاد أقدم سجين فلسطيني معتصم القوقا إلى قطاع غزة بعدما هرب مع مجموعة من المعتقلين في سجن أبو زعبل مستفيدين من حالة الفوضى في السجون المصرية في أعقاب الاحتجاجات التي عمت مصر.
وعن الحادثة التي وقعت يوم الأحد 30-01-2011، سمع القوقا طلقات الرصاص ودخان كثيف وصراخ يعلو من كل مكان دون أن يدري ما أسباب الجلبة بعد أدائه صلاة الفجر ومن ثم مواصلة نومه في زنزانته. ولكن فجأة وبدون سابق إنذار، فوجئ بأحد السجناء المصريين ومعه أناس كثيرون يفتحون باب زنزانته ليخبروه بأن أهالي المئات من المعتقلين المصريين قد اقتحموا السجن وأطلقوا السجناء.
وأوضح القوقا وهو من مخيم الشاطئ أن الحراس أطلقوا النار بكثافة صوب السجناء الذين كانوا يتدفقون من الزنزانات، بعد أن حطموا النوافذ والأبواب.
وقال:"لقد رأيت على الأقل عشر جثث لمعتقلين، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى داخل السجن وفي محيطه".
دخول غزة عبر الأنفاق
وأضاف القوقا الذي كان قد أمضى سبع سنوات في السجن، أنه خرج ومعه 11 معتقلاً فلسطينياً كانوا يتواجدون في السجن وتوجهوا إلى سيناء، حيث قام عدد من بدو سيناء بإيصالهم إلى العريش عبر طرق التفافية، حتى لا تتمكن سلطات الأمن المصرية من إيقافهم، ودخلوا إلى غزة عن طريق الأنفاق.
واستدرك أن مجموعة المعتقلين لم تتحرك معاً، مشيراً إلى أنه بمجرد أن وصل إلى العريش سلك الطريق إلى قطاع غزة ،وأنه علم فيما بعد أن الأمن المصري تمكن من توقيف عدد من المعتقلين الذين فروا من السجن وأعادهم إلى السجن.
وقد عاد مع معتصم كل من حسان وشاح، الذي يقطن مخيم البريج وسط القطاع، بالإضافة إلى كل محمد عبد الهادي وجمعة الطلحة وعمر شعث.
ومن بين المعتقلين الذين ألقى الأمن المصري القبض عليهم عبد الله أبو ريا، الذي أمضى 4 سنوات في سجون مصر، ونضال أبو ريا الذي قضى 3 سنوات، ومحمد السيد الذي أمضى عامين، ورمزي الراعي وهو جريح اعتقل منذ عدة شهور أثناء توجهه للعلاج في مصر بجواز سفر فلسطيني، وهو مهدد ببتر إحدى ساقيه نتيجة لسوء حالته الصحية.
وعن التهمة التي حكم القوقا بسببها عشر سنوات، وجهت له تهمة التسلل إلى مصر والعضوية في "منظمة عربية إرهابية" وفق قانون الطوارئ المصري، مشيرا إلى أنه تمت معاملته ومن معه كإرهابيين قادمين لتخريب مصر، مستدركا أنه تم إلقاء القبض عليه عندما كان يرافق قريب له مريض قدم لمصر للعلاج.
وأضاف: "لقد صدر قرار بالإفراج عني عام 2005، لكن إدارة السجن تلاعبت حيث قامت بإخراجي، فقام جهاز أمن الدولة باعتقالي لعدة أيام ثم صدر بحقي قرار اعتقال لأمضي 5 سنوات بعد قرار الإفراج عني".
معاناتهم مع التعذيب
ومن ناحيته، قال وشاح إنه قد تم اعتقاله من قِبَل جهاز المخابرات وأمن الدولة، وأضاف:"لقد حاولوا إجباري على الاعتراف بأني قادم للتخريب وأصدروا بحقي حكما بالسجن 10 سنوات، مضى منها 3 سنوات".
وتحدث الفاران عن تعذيب شديد تعرضا له، مثل الصعقات الكهربائية، وأضاف وشاح أن الأمن المصري حقق معهم حول قضية الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط، وهو ما حدث مع المعتقلين الفلسطينيين الآخرين، وذلك حسب ما ذكر في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الثلاثاء 01-02-2011.
وقال منسق تجمع أهالي المعتقلين في السجون المصرية علاء السيد أن 6 من المعتقلين السياسيين الذين تمكنوا من الفرار من السجون المصرية خلال الأحداث وصلوا إلى قطاع غزة حتى الآن، وأن 12 من المعتقلين في السجون المصرية البالغ عددهم 39 معتقلا تمكنوا من الفرار خلال الأيام الماضية".
ومن جانبه، قال أحد هؤلاء المعتقلين والذي وصلوا إلى غزة محمد عبد الهادي، والذي اعتقل في 2009 بتهمة الانتماء لكتائب عز الدين القسام وحركة حماس: "تمكنت من الفرار من سجن أبو زعبل في مصر مع 8 من زملائي المعتقلين السياسيين الفلسطينيين بعد أن تم حرقه خلال الأحداث".
ووصل عبد الهادي إلى القطاع مع معتقل آخر عبر أحد الأنفاق المنتشرة على الحدود الفلسطينية المصرية في مدينة رفح جنوب القطاع.