الشرطة المصرية تنهي "يوم الغضب" بالغاز المسيل للدموع ومقتل 4 وإصابة العشرات
القاهرة - العربية، مصطفى سليمان ،أحمد بجاتو، دار الإعلام العربية
فضت قوات الشرطة المصرية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء 26-1-2011 مظاهرات لمحتجين في ميدان التحرير، أكبر ميادين العاصمة المصرية القاهرة، وذلك بعد يوم غضب دعت إليه حركة 6 أبريل وناشطين سياسيين للمطالبة بإدخال إصلاحات سياسية وإجتماعية، ووضع حد أدني للأجور.
وشارك في التظاهرات عشرات الآلاف من المواطنين في عدة مدن على رأسها القاهرة والإسكندرية والسويس وامتدت جنوبا حتى أسيوط، وأسفرت المصادمات عن مقتل ثلاثة محتجين وشرطي.
صدامات مع الشرطة
واستخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين اعتصموا في ميدان التحرير حتى فجر الأربعاء. وقال متظاهرون إنهم سيعاودون التجمع اليوم، لكن الشرطة قالت إنها لم تسمح لهم بالتجمع مرة أخرى.
وتجوب قوات الشرطة ميدان التحرير منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بينما يقوم عمال النظافة بتنظيف الشوارع وإزالة الحجارة والمخلفات.
دعوة للهدوء
وفي واشنطن دعت الولايات المتحدة السلطات المصرية إلى التعاطي "سلمياً" مع المظاهرات والمسيرات، بعد مقتل ثلاثة أشخاص من المتظاهرين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي في بيان "نراقب عن كثب الوضع في مصر. الولايات المتحدة تدعم الحق الأساسي لكل شخص في حرية التعبير والتجمع".
وأضاف "يجب أن تتحلى كل الأطراف بضبط النفس، ونحن ندعو السلطات المصرية إلى التعاطي مع هذه التظاهرات سلمياً".
وتعد هذه التظاهرات هي الأكبر التي تشهدها مصر منذ انتفاضة الخبز في يناير/ كانون الثاني 1977 إبان عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
قطع خدمة تويتر
من جانبها، أكدت شركة تويتر أن موقعها الذي يقدم خدمات التراسل والاتصال عبر شبكة الإنترنت حجب في مصر خلال وقت الاحتجاجات.
وكتبت الشركة في رسالة أكدت فيها حجب خدمتها وقالت "نعتقد أن التبادل الحر للمعلومات ووجهات النظر يفيد المجتمعات ويساعد الحكومات على التواصل بشكل أفضل مع شعوبها".
وكان ثلاثة متظاهرين قد قتلوا في مدينة السويس (شمال شرق العاصمة المصرية) متأثرين بجروحهم في اشتباكات مع الشرطة.
وفي القاهرة، سقط شرطي متأثراً بجروحه إثر تعرضه للضرب على أيدي متظاهرين خلال تظاهرة وسط العاصمة، وفق مصدر أمني، فيما اتهمت وزارة الداخلية المصرية جماعة الإخوان المسلمين بالقيام بأعمال شعب.
إصابة 77 مواطناً و23 شرطياً
وحول الإصابات، أكد الدكتور سامح شكرى مدير مستشفى السويس العام، أن اثنين من المتظاهرين بالسويس لقيا حتفهما، وهما مصطفى رجب عبدالفتاح (22 عاماً) بعد إصابته برصاصة فى القلب، خلال إطلاق الشرطة النار فى منطقتى جامع الأربعين وميدان الإسعاف، وسليمان صابر على (31 عاماً - عاطل)، مختنقاً بدخان قنابل الغاز التى أطلقتها الشرطة على المتظاهرين، وهو ما أكده أيضاً الدكتور هشام الشناوى وكيل وزارة الصحة بالسويس.
وأشار الدكتور شكرى إلى وصول 13 حالة إصابة بطلق نارى، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 77 مواطناً آخرين، وتم نقل 45 منهم إلى مستشفى السويس العام، ونقل 32 آخرين إلى مستشفى التأمين الصحى متأثرين باختناقات، وإصابات خطيرة، بالإضافة إلى إصابة 23 من رجال الشرطة بينهم 3 لواءات.
ومن زاوية أخرى، نفت شركات المحمول الثلاث العاملة في مصر أي مسؤولية عن انقطاع الخدمة في منطقة التحرير وسط البلد، مؤكدة أنه ليس لها علاقة بهذا الانقطاع، فيما تدور أنباء عن قيام أجهزة الأمن باستخدام أجهزة تشويش على شبكات المحمول.
وسقط أكثر من 20 مصاباً من المحتجين المصريين القادمين من محافظة الجيزة باتجاه ميدان التحرير، جراء اشتباكات مع قوات الأمن قبل وصولهم إلى كوبري قصر النيل، بعد رفضهم الرضوخ لأوامر رجال الأمن الذين طالبوهم بالرجوع من حيث أتوا.
وكانت المسيرة قد بدأت من شارع وادي النيل ثم شارع جامعة الدول العربية ثم شارع البطل أحمد عبدالعزيز باتجاه ميدان التحرير.
أكثر من 20 مصاباً
وفي بداية المظاهرات، أكد مراسل "العربية" أن الأمن تعامل مع المظاهرات دون عنف، لكنه حاول تغيير مسار المظاهرات بإغلاقه للشوارع التي تتجه إليها المظاهرة، مضيفاً "أن الأمن يسير وراء المظاهرات على جانبي الطرق وعلى الأرصفة حيث خرج الآلاف من منازلهم للمشاركة في المظاهرات ".