فضاءات بئر مقدم

بئر مقدم

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
djamel68
مسجــل منــــذ: 2010-11-19
مجموع النقط: 343.35
إعلانات


غازي ملولي للشروق:عائلة بن علي سجنتني وحاولت قتلي..وهذه قصة هروبي إلى وهران

غازي ملولي للشروق:عائلة بن علي سجنتني وحاولت قتلي..وهذه قصة هروبي إلى وهران2011.01.23

رجل الأعمال التونسي المطارد من نظام بن علي غازي ملولي

القصة الكاملة لمحاولة اغتيالي من طرف سائقي الخاص ليلة مقابلة أم درمانعائلة جزائرية استضافتني وأشخاص ساعدوني على الهروب ولا أعرف حتى أسماءهمغازي ملولي رجل أعمال تونسي وصاحب عدة شركات، كان شريكا في بعض أعماله مع شقيق الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، غير أنه بعد وفاته استولى الرئيس المخلوع على أملاكه وسجن بأمر من ليلى طرابلسي وعائلتها، وقضى سنوات تحت الاضطهاد والمتابعة، تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في طرابلس، وهو يتابع المقابلة التاريخية بين الجزائر ومصر بأم درمان في إطار تصفيات كأس العالم، وأطباء مختصون قالوا إن بقاءه حيا معجزة حقيقية، يعيش كلاجئ سياسي في باريس، يروي لـ "الشروق" قصته من بدايتها إلى نهايتها، ويكشف أسرارا لم يسبق له نشرها ولا الحديث عنها.

  • كيف كانت البداية مع عائلة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي؟
  • البداية كانت بالشراكة في بعض أعمالي مع منصف بن علي شقيق الرئيس، فاشتغلنا معا في مجالات متعددة منها المواد الخام، وقد كنت أعرف منصف من قبل، والعلاقة بيننا بدأت ما بين 85 و1986 وقبل أن يتقلد شقيقه الحكم، وكنت أنا حينها أسيّر شركة عائلية يملكها والدي.

  • كيف تعرفت على منصف بن علي؟
  • كان بيننا أصدقاء مشتركين، وكان يتردد عليهم، وعن طريق ذلك تعرفت عليه وتوطدت علاقتنا، ولم تبدأ الشراكة بيننا إلا بعد 7 نوفمبر 1987، وبالضبط عام 1988، وكانت علاقتنا جيدة في بدايتها، ولم تكن بيننا أي مشاكل قبل أن تتدهور علاقتي به، بسبب عنجهية السلطة والنفوذ.
  • شريكك توفي عام 1996 في ظروف غامضة، فماذا تعرف عن ذلك بحكم صلتك الوثيقة به؟
  • وفاته رسميا قالوا إنها حدثت بسكتة قلبية، ولكن الحقيقة التي لا نعرف تفاصيلها أنها كانت في ظروف غامضة، وشخصيا لا أحبذ الخوض في هذا الموضوع الغامض، وقد توفي ونحن شركاء في بعض الأعمال، حيث كانت لدينا شركة مشتركة، كما أن لدي أعمال خاصة بي.

  • ماذا حدث بعد وفاة منصف بن علي؟
  • نعم بعد وفاة منصف بدأت تنشب المشاكل بيني وبين عائلته المتمثلة في شقيقه الرئيس زين العابدين وكانت كبيرة جدا.

  • ما طبيعة هذه المشاكل؟
  • الأمر يتعلق بتصفية الميراث، وعائلة الرئيس تريد الإستحواذ على كل شيء، وبقرار فوقي منه تم تصفية كل أعمالي وشركاتي، واستحوذ على ما أملك، وتحوّل الأمر من الميراث إلى تصفية حسابات لفائدة العائلة الرئاسية.

  • كيف حدث ذلك وأنتم بينكم توثيق شراكة؟
  • تصفية الشركات حتى تلك التي ليس لمنصف أي علاقة بها، تمت من دون إعتماد الوثائق، بل تمت مباشرة بأمر من الرئيس بن علي شخصيا، وذلك باستعمال سلطته ونفوذه طبعا، وكنت حينها أنا في تونس واتخذوا ضدي إجراء بمنع السفر استمر إلى غاية 2000 .

  • هل يوجد دور لليلى بن علي في ما حدث؟
  • يجب أن أشير لأمر هام، أن المشاكل قد ظهرت حتى في حياة منصف بن علي، لكن لم تكن بيني وبينه، بل كانت كبيرة مع عائلة طرابلسي، وبدأ ذلك منذ عام 1993 . حيث أنه منذ تزوجها الرئيس في 1992 بدأت ليلى في مشروع الإستحواذ على كل شيء، وقامت بوضع إخوتها على رأس كل المجالات من أجل السيطرة عليها، وأذكر أنه في تلك الفترة قد تردد شقيقها منصف طرابلسي علينا وحاول أن يدخل شريكا معنا وبأي طريقة كانت وذلك بإيعاز من ليلى.

  • كيف كان موقف منصف بن علي من هذا الأمر؟
  • منصف في تلك الفترة كان قد صدر بحقه حكما قضائيا بفرنسا، ولم تكن علاقته طيبة مع شقيقه أصلا، ولم يستطع فعل أي شيء تجاه تحرشات ليلى وعائلتها، ولكن بالرغم من كل ذلك توجد خطوط حمراء لم يستطيعوا تجاوزها، إلا أنه بعد وفاته الغامضة فتح لهم الباب على مصراعيه لتنفيذ كل ما كانوا يخططون له، حيث تم الإستحواذ على كل ما أملك وعاد كل شيء إليهم، وتمت التصفية وفق ما يريدون، وخرجت أنا خالي الوفاض.

  • هل كان الرئيس بن علي هو من يقوم بذلك شخصيا أم عبر وسائط؟
  • كل شيء أخذه الرئيس لعائلته، غير أنه كلف بشأني مدير مكتبه وقتها المدعو العربي عيسى الذي كان يباشر عملية تصفية الميراث، وأؤكد أنه تم ذلك بإيعاز من ليلى، والطرف الأساسي في العملية هو شقيقها منصف طرابلسي، وقد نالوا من هذه العملية القسط الوافر من الأموال المقدرة بالملايين من الدولارات.

  • كيف حدث ذلك وشقيق ليلى بن علي لم يكن شريككم؟
  • استغلت ليلى طرابلسي زوجة الرئيس، تردد شقيقها علينا من قبل، لتعتبره شريكا من دون وثائق ولا مستندات، بالرغم من أنه ليس له شراكة معنا أصلا، ولكنها فرضته بنفوذها وسطوتها حتى يأخذ حصته مما كان موجودا ومتوفرا.

  • تعرضت للسجن في2001 فكيف كان ذلك؟
  • حدث ذلك بعدما خدموا بي أو بتعبير دارج في لهجتنا -بعدما قطعوا بي الواد-، حيث أخذوا ما أرادوا من أموال وممتلكات، لكن في عام 2000 استرجعت بعض حقوقي منها جواز السفر، وهو الذي لم يعجبهم ففبركوا لي عام 2001 قضايا وزجّوا بي في السجن، بحكم أنني شاهد فعال على ما اقترفوه.

  • ماذا تقصد بقولك استرجعت بعض حقوقي؟
  • لقد تأكدوا أن كل الأموال أخذوها، غير أنني قمت بإعادة بعض نشاطي في 2000 مجددا، من أجل أن أقف على أقدامي وأعيل نفسي وأسرتي وأهلي، وأخبركم أن الأموال التي استولت عليها عائلة بن علي وطرابلسي يوجد منها ماهو عبارة عن قروض تحصلنا عليها من البنوك، وقد أخذوها من دون أن يسددوها، وأنا من قام بعد ذلك بإرجاع حق البنوك ومن مالي الخاص، بعدما وفقت في استعادة نفسي ولوحدي ومن دون مساعدة أي أحد.

  • وماذا عن القضايا التي لفقت لك على حد قولك؟
  • لفقوا لي عشر قضايا في2001، وتم إيداعي السجن المدني بتونس العاصمة، كما صدر في حقي حكمين في كل واحد 4 سنوات سجنا نافذا، ما مجموعه ثماني سنوات، وقد تعرضت لمضايقات لا يمكن تصورها، حيث ظلوا يتنقلون بي في السجن من وضع لآخر، مرة في السجن الجماعي ومن حجرة لأخرى، ثم السجن الإنفرادي وهكذا، وقد عايشت في السجن ما لا يطاق.

  • ما نوع القضايا التي لفقت لك؟
  • كلها تتعلق بالمال والأعمال، إن القضايا في تونس كانت تأتي عن طريق التعليمات ودائما تختصر في كلمتين لا ثالث لهما وهما -محل تتبع-، وكانت تأتي من القصر الرئاسي وتصل إلى وكيل الدولة العام، الذي بدوره يعطي أوامره للقضاة من أجل التنفيذ السريع ومن دون مناقشة ولا تردد. بالنسبة للقضايا التي لفقوها لي هي عبارة عن جنح وليست ذات الطابع الجنائي، فلم يجدوا أي جناية يمكن أن يلفقوها لي، والمعلوم أن الحكم في الجنح حسب القانون لا يتجاوز الستة أشهر، ولكن بالأوامر حكم علي بأربع سنوات إلى جانب بطاقات إيداع أخرى لاحقتني.

  • غادرت السجن بعد عامين فقط، فكيف تمّ ذلك؟
  • كانوا من قبل عندما يزجون بالناس في السجون يلفقون لهم تهما تتعلق بأمن الدولة، ووزارة الداخلية هي التي تكون دوما طرفا في القضايا، لكن بالنسبة لي قد سخروا وزارة العدل وفبركوا قضايا من نوع آخر تتعلق بالحق العام، وهذا من أجل أن أبقى طول الوقت وأنا أصارع تطورات هذه القضايا المعقدة في إجراءاتها الجزائية، ويجب أن يعرف الجميع أن المظالم لم تتعلق فقط بالسياسيين بل لاحقت حتى رجال الأعمال وعموم الناس، وقد حدثت الويلات. بالنسبة لخروجي من السجن فقد وقع لما استوفيت الحكم المتعلق بي.

  • لكن أنت قد حكم عليك بثماني سنوات وغادرت خلال عامين؟
  • القضايا التي كنت على ذمتها هي في الأصل موضوع واحد، لكن قسموها فبركة لعدة قضايا، وهذا ما يعرف في القانون بوحدة الموضوع ووحدة الأطراف، فقد ترددت على المحكمة من أجل كل قضية لوحدها، وهذا حتى تسلط علي أحكاما ثقيلة وأقضي عمري في السجن. ولكن من ألطاف الله أن تعدد القضايا كان بحوزة قضاة ودوائر مختلفة ولا يمكن متابعتها لصعوبة الأمر وتعقد الإجراءات وتمكنت من نيل أحكام بعدم متابعة الدعوى في مجمل القضايا، مما يؤكد أنها مفبركة لأن الأحكام كانت متناقضة، فكيف يمكن أن أكون بريئا ومذنبا في نفس الوقت، وفي نفس القضية وفي نفس الموضوع ومع نفس الأطراف؟ لذلك قمت بإجراءات قانونية ابتدائيا واستئنافيا وتعقيبا لينتهي الأمر بسنتين وثلاثة أشهر سجن. وأغتنم الفرصة في سياق الحديث عن منطق العدلية في تونس، وفي حادثة كنت حاضرا فيها، سمعت بنفسي قاضيا من المعروفين بقربهم من النظام يقول بالحرف الواحد: "أنا أحكم بأقصى العقوبة التي يسمح بها النص القانوني والرحمة عند الرئيس بن علي بالنسبة للقضايا التي فيها تعليمات". وقد نالت هذه الجملة استحسان الحاضرين من رجال السلطة وقتها.

  • لماذا لم تلفق لك تهما سياسية أو أخرى تتعلق بالإرهاب مثلا؟
  • التهم تخاط حسب مقاس الشخص، فأنا بصفتي رجل أعمال لا يمكن أن تلفق لي تهما تخرج عن هذا الإطار الذي أعمل فيه، وهذا حتى تبعد عنهم الشبهات ولا يجعلوا مني زعيما سياسيا وحتى أبقى منبوذا من جميع الأطراف وعلى رأسها المنظمات الحقوقية.

  • ألم تحاول إجراء وساطات لتسوية الوضع وديا؟
  • كانت غاية عائلة بن علي وطرابلسي هو إبعادي نهائيا عن طريق الإبقاء علي في السجن، ولذلك لم أفكر مطلقا في أمر هذه الوساطات ولا أي شيء من هذا القبيل، بل قمت بكل ما يلزم عن طريق المحامين لحل المشكلة في القضاء، وخاصة أن كل القضايا مفبركة ولا يوجد عليها أدنى دليل، لأن طريق الفبركة لا يصمد أمام عامل الوقت.

  • ماذا رأيت في السجن بتونس؟
  • معاناة كبيرة، تعذيب وحشي، انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، المعاملة السيئة بلغت حدا لا يطاق، ظروف الإقامة تجاوزت ما يمكن تخيّله من السوء، الأمراض المزمنة ومن دون علاج... الخ. تخيلوا أن حجرة سعتها لا تتعدى الستين نزيلا، يضعوا فيها مابين 150 إلى300 شخص ويقضون الأشهر وفي عزّ الصيف من دون حمام ولا غسل ولا تهوية وينامون على البلاط. والله الحياة البدائية في الغابات أفضل آلاف المرات من الحياة في سجون تونس. لقد قضيت فترة قاسية لا تغادر مخيلتي بالرغم من أنني غادرتها في 2003 .

  • كيف صارت أمورك بعد مغادرتك السجن؟
  • حاولت مرة أخرى أن أبني نفسي مجددا، بالرغم من أنهم صادروا مالي وحرموني من رزقي، وقضيت عامين في السجن ضيعت الكثير من حياتي. كان ظني أن الأمور ستهدأ وسيتركونني في حالي، وخاصة أنني صرت في نظرهم رجلا منتهية صلاحيته، ولا أشكل عليهم أي خطر، ولكن عندما بدأت من جديد زادت الأمور تعقيدا وأدركت أنهم لا يزالون يستهدفونني بأساليب متطورة ومفضوحة وعلنية وزاد الجبروت، عما كنت أعرفه من قبل، فقد كلفوا بي طاغيتهم الجديد علي السرياتي مدير الأمن الرئاسي.

  • ماذا فعل معك علي السرياتي؟
  • اتخذ ضدي عدة إجراءات منها منعي من السفر ومغادرة البلاد، الحرمان من حقي في العمل المستقل لجبري على الخضوع لعائلة طرابلسي، فبركة قضايا، استدعاء تعسفي من غير وجه قانوني لإدارة الشرطة العدلية والأبحاث الاقتصادية، وضعني في ما يشبه الإقامة الجبرية، حيث استدعيت لدى الأمن وقضيت اليوم كاملا عندهم من دون أي إجراء، بقيت أنا برفقة شرطي ورئيس الأبحاث العدلية في انتظار أن يرن الهاتف ويأمرهم بإطلاق سراحي وعودتي لبيتي، كما تعرضت لزيارات تفتيشية مفاجئة لبيتي من طرف أعوان الأمن من غير تصريح قانوني وعدلي، ومن دون مرعاة لحرمة المنزل ولا لسن الوالدة، وأذكر أن إحدى الزيارات كانت في اليوم الثالث من وفاة والدي رحمه الله، ولم تتم مراعاة لا حرمة أهل البيت ولا الميت ولا المعزين.

  • ما قصة مغادرتك نحو الجزائر؟
  • غادرت إلى الجزائر في 3 ماي 2007 ليلا، وبمساعدة صديق تونسي الذي يعرف جزائريين، حملوني بسيارتهم من العاصمة إلى القصرين ومن ثمة إلى المركز الحدودي بوشبكة، وغادرنا تونس في سيارة أخرى كانت تنتظرنا عبر مسلك آخر عبر الجبل، قضيت يوما في ولاية تبسة التي وصلت إليها في السادسة صباحا، واستضافتني عائلة جزائرية كريمة، وبعدما قاموا معي بأكثر من واجب الضيافة تكفلوا بتوصيلي لولاية وهران وعبر مطارها غادرت نحو باريس بعد 48 ساعة من إقامتي في التراب الجزائري، واغتنمت الفرصة عبر الشروق التي هي جريدة كل الجزائريين أن أرفع لهم كل التحية والتقدير على ما قدموه لي لأنهم أنقذوا حياتي في ذلك الوقت.

  • كيف تمكنت من المغادرة وأنت دخلت الجزائر بصفة غير قانونية؟
  • لقد أحضروا لي جواز سفر وقاموا بختمه لأنهم كانت لهم علاقات قوية في تونس والجزائر أيضا، ومرة أخرى أقول أن الجزائريين أبطال قد عملوا ما لا يقدر عليه غيرهم من أجل مساعدتي، وأنا ممنوع من السفر بأمر رئاسي، وأؤكد أن الذين ساعدوني من الجزائريين لا أعرفهم أصلا بل لما عرفوا قصتي مع عائلة طرابلسي تعاطفوا معي.

  • ماذا حدث بعد ذلك؟
  • عدت إلى تونس مرة أخرى بعد فترة قضيتها بباريس، وأذكر أنهم اتصلوا بي لما وصلت لباريس عن طريق وسائط، وكانوا يخافون كثيرا من الحديث للصحافة الأجنبية وكشف المستور، فطلبوا مني العودة وتعهدوا بأنني لن أتعرض لمضايقات، وهو الذي قمت به فعلا لأنني صراحة لم أتحمل الغربة، ولكن بالرغم من كل ذلك دفعت مبلغا ماليا، وهذا أمر معتاد يعرفه الكل، وشخصيا برغم منعي من الخروج إلا أنني تمكنت من مغادرة البلاد ست مرات عن طريق دفع أموال لأطراف معينة، وحتى العودة كذلك تخضع لنفس الأمر.

  • كيف كان ذهابك إلى ليبيا؟
  • ما بين 2006 و2007 اشتغلت في النقل البحري، وكنت مجبرا على أن يأخذ منصف طرابلسي حصته من هذا العمل، ومن دون وجه حق، ولكن لا أستطيع أن أقف ضده لأنه يتم استعمال الأمن والقضاء وأشياء أخرى كثيرة، وفي ظل هذه الضغوطات الرهيبة وذلك الإبتزاز قررت في ماي 2008 مغادرة تونس نهائيا، فسافرت إلى باريس قبل أن يتم تجديد أمر منعي من السفر، ومن باريس ذهبت إلى طرابلس في جوان 2008 .

  • تعرضت لمحاولة اغتيال في بيتك بليبيا فكيف حدث ذلك؟
  • بعد سنة وبضعة أشهر من إقامتي بليبيا، وبالضبط في نوفمبر 2009، اتصل بي المسمى لطفي الهادي الذي كان يشتغل عندي بتونس لمدة 5 سنوات وسبق وأن عمل عندي أيضا في ليبيا بمشروع فلاحي كنت أملكه، لكنه غادر إلى تونس ومكث فيها 3 أشهر. أخبرني أنه عاد مجددا وطلب العمل عندي لأنه لم يعد له مكانا في تونس. التقيت به من دون أي تردد أو أدنى شك. ويوم مقابلة الجزائر ومصر في إطار تصفيات كأس العالم بالسودان، طلبت منه أن يأتي لبيتي لمشاهدة تلك المباراة التاريخية التي كنا مهتمين بها، وصل عندي وجلسنا في الصالون أمام جهاز التلفاز، وكنت حينها أجلس على الأريكة، طلبت منه أن يخرج ليشتري له بطاقات تعبئة هاتفية، وعند عودته، كنت أدير ظهري له فاجأني بضربة قوية تمثلت في طعنتين بسكين ضحم على جانبي الأيسر، بعدما قام بخنقي بيده اليمنى، فقاومته برغم الجرح العميق ونشبت بيننا شبه معركة، وكان بحوزته حبل أراد أن يربطني به وشريط لاصق من أجل تكميم فمي، وهذا يعني أنه كان في مهمة خاصة لإغتيالي. تمكنت من فتح الباب والخروج، فهرب هو من ناحية البحر فقد كان منزلي على الشاطئ وكان متيقنا أن الضربة قاضية وأن مقاومتي ليست سوى حرارة موت فقط، لأن أمعائي وأحشائي كانت تتدلى من بطني. كلمت أحد الجيران بصعوبة كبيرة الذي طلب الإسعاف وتمّ نقلي للمستشفى بطرابلس. مكثت 5 أيام في غيبوبة، و15 يوما بغرفة الإنعاش في قسم العناية المركزة، حتى الأطباء كانوا يعتقدون أنني سأموت وصعب إنقاذ حياتي، وبالمناسبة أشكركهم على الجهود التي بذلوها.

  • بعدها سافرت لباريس؟
  • نعم بعد فترة الإنعاش مباشرة غادرت لباريس من أجل العلاج، حتى الأطباء الفرنسيين تعجبوا من بقائي على قيد الحياة، فأجريت 3 عمليات جراحية، والحمد لله مرت الأمور بسلام.

  • هل فتح تحقيق قضائي في ليبيا على محاولة اغتيالك؟
  • جاء الأمن الليبي وجرى الإستماع لي بعدما استفقت من الغيبوبة، وبعدها لم يحدث أي شيء ولا أدري إلى أين وصلت الأمور، لأنه لا يوجد أي أثر لقضيتي.

  • هل رفعت دعوى قضائية وأنت في باريس؟
  • كلفت محامي بفرنسا وقمنا برفع شكاية وجهناها للسفارة التونسية، لكنها رفضت رفضا قاطعا. حاولنا أن نجد محام في تونس لذلك، فإتصلت بالأستاذة راضية نصراوي بتونس وأرسلنا لها ملفي كاملا والذي توجد به شهادات طبية وكل ما يتعلق بمحاولة اغتيالي، بعثناه لها عن طريق البريد مضمون الوصول، غير أن الرسالة لم تصل وإلى يومنا هذا يجهل مصيرها هي ضائعة، فقد صادروها قبل وصولها للسيدة نصراوي. بعد ذلك تمكنت الأستاذة نصراوي من وضع شكوى في تونس، ولكن لم تتحرك أصلا وبقيت مجمدة. الجاني يتمتع بحرية تامة بل تم انتدابه للعمل كسائق عند عائلة طرابلسي وصار تحت حمايتهم، أما أنا الضحية فقد قامت وزارة الداخلية بإرسال مذكرة بحث دولية وهي البطاقة الزرقاء التي تتعلق بكبار المجرمين، ولو لم أكن طالبا للجوء السياسي في فرنسا لكنت الآن في السجن، وذنبي الوحيد أن القاتل لم يفلح في إزهاق روحي. هكذا في ظل ديكتاتورية بن علي وفساد عائلته، تجد القاتل يتمتع بالحماية والضحية الذي أراد العيش بكرامة مطاردا بمذكرات بحث. لقد أرادوا تدميري بالسجن ولما عجزوا خططوا لإسكاتي بالموت لأنني أعرف الكثير عن أعمالهم القذرة، وقصتي معهم نموذج من جرائمهم واستبدادهم واضطهادهم للشعب التونسي بكل طوائفه.
  • ما مطلبك الآن بعد سقوط نظام بن علي؟
  • أولا وقبل كل شيء أطالب بفتح تحقيق قضائي في محاولة اغتيالي، وخاصة أن عائلة الرئيس الأسبق استعملت سلطتها ونفوذها لحماية المجرم الجاني. أطالب بالقصاص القانوني والعادل. سأرفع دعوى قضائية ضد المتهم المنفذ لطفي الهادي وضد كل من خططوا ووفروا الحماية والدعم اللوجستيكي.



  • من تتهم مباشرة في محاولة قتلك؟
  • أنا سأرفع شكاية ضد الجاني المعروف باسمه وكل من سيكشف عنه البحث والتحقيق، والأكيد أنه كان مدعوما من قبل جهات عليا في النظام الأسبق، ومن دون شك أنه عند توقيفه والسماع لأقواله سينكشف المستور، وفي الوقت نفسه لدي اتهام ضد عائلة طرابلسي التي وفرت له الحماية.

  • هل ستعود لتونس؟
  • طبعا وفي أقرب الآجال، وأنا بصدد الإجراءات اللازمة منها الحصول على جواز سفري. وفي الختام أشكر الشروق على هذه الإلتفاتة الطيبة، كما لا يسعني سوى الترحم على أرواح شهداء ثورتنا الخالدة التي حررتنا من التسلط والفساد والظلم، وأؤكد من خلالكم أن مستقبل تونس الآن لا يمكن إلا أن يكون زاهرا لأنه ستصنعه أيدي أبنائها بكل حرية وديمقراطية.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة