السيدة خديجة
السيدة خديجة ( رضى الله عنها )
النشأة
فى بيت خويلد بن أسد،كان من أصحاب السلطان والكبراء
وكانت فتاة جميلة ،ذكية ،مرحة ،فصيحة اللسان،طيبة القلب
يحبها من يراها ويتعلق بها ،لعطفها وحنانها، وما نمتاز به من
الصفات الطيبة.
فى يوم من الأيام ،ذهب إليها أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم
سيد مكة ، فقابلته باحترام ، وجلسا يتحدثان فى أمور التجارة
فقال لها ما رأيك يا خديجة فى محمد بن عبد الله ابن أخى ؟
أترينه يصلح للقيام بعمل فى القافلة للشام؟
فقالت مثل محمد يا أبا طالب تلقى إليه الأمانات،
ويوثق به كل الثقة ،لكنه لم يجرب التجارة من قبل .
فطمأنها أبو طالب إلى معرفته التجارة .
وذهب أبو طالب مسرعا وأخبر محمدا بما وفق إليه
فلما كان يوم الرحيل ، سلمته مالها ،وزودته بنصائحها ،وبعثت معه
غلاما يسمى :ميسرة"
وشقت القافلة طريقها بين الجبال والرمال إلى الشام
وعندما حانت عودة المسافرين من الشام ،ونهضت مكة لاستقبالهم
وأخذت السيدة خديجة تفكر فى مالها وتجارتها ،وسار محمد وميسرة
إلى دار السيدة خديجة فاستقبلتهما ببشاشة ولطف .
وعاد سيدنا محمد إلى أعمامه وأقاربه مسرورا .
أما السيدة خديجة فذهبت إلى مخازنها ،ثم وقفت فى دهشة شديدة
ما هذا الربح الوفير الذى عاد به محمد ؟
وما هذه السلع الكثيرة التى رجع بها ؟
فصاحت بميسرة فى عجب :ملذا فعلتم ياميسرة ؟ وما هذا الربح كله؟
وكيف حصلتم عليه؟
فأسرع ميسرة باسما :
بركة محمد ياسيدتى
لم نكد ندخل مدينة بصرى وندخل السوق حاى اجتمع علينا المشترون
وقد راقت سلعنا فى أعينهم ,وقد أظهر محمد مهارة فى البيع ،انتهت تجارتنا
فقالت خديجة فى عجب :لكن أثمان سلعنا لا تفى بأثمان ما اشتريتموه
فازداد سرور خديجة ، وقالت لميسرة فى رفق :
حدثنى يا ميسرة عن كل ما حدث فى الذهاب والإياب
فقال ميسرة : إن شأن محمد عجيب يا سيدتى
استقر كلام ميسرة فى قلب خديجة ، ولم تستطع
أن تطرد صورنه من عقلها ، فأرسلت خادمة لها تسمى "نفيسة"
تستطلع رأى محمد وتعرض عليه الزواج من السيدة خديجة
واستأذنت ودخلت ،فرات رجلا وسيما ،يشع من وجهه نور
ثم حياها وقال لها فى رفق :
خيرا يا نفيسة ماذا جاء بك ؟
قالت باسمة :
جئت أهنئك بسلامة العودة ، ثم تلفتت حولها ، فلم تجد أحدا فقالت :
ألا تحس بالوحشة ، أتحب أن تعيش هكذا ؟
أليس لهذه الوحشة نهاية ؟
فقال وكيف اقطع هذه الوحشة يا نفيسة ؟
فقالت نفيسة : وإذا وجدت المرأة الصالحة المستقيمة الشريفة ،
وكانت ذات ثراء وجمال كبير ؟
فأسرع باسما يزيد المهر يا نفيسة ، وأنت تعرفين مهور الأغنياء،
وتعلمين أنه ثقيل ، ويعجز الكثيرين .
فازدادت المرأة سرورا ، وأحست أنها اقتربت من الهدف.
وقالت وهى تتكلف الهدوء :
وإذا يسر لك المرأة الجميلة ، الغنية ، الشريفة الصالحة ،
دون أن تتكلف ذلك المهر ؟
ليت يا نفيسة ، ومن تكون هذه ؟
فقالت فى صوت منخفض :خديجة يا محمد ، ألا تصدق ؟
فقال فى أمل :
ومن لى بذلك يا نفيسة ؟
فقالت المرأة فى سرور : أنا يا محمد ،فأنت خير زوج لمثل خديجة .
ثم انصرفت مسرعة ، وزفت إليها البشرى بقبول محمد ،فقبلتها
خديجة وضمتها مرات ، ثم نهضت إلى أحد مخازنها ،
واختارت بعض الهدايا وقدمتها إليها فى سرور .
( البقية )