فضاءات جديدة المنزلة

جديدة المنزلة

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عطا درغام
مسجــل منــــذ: 2010-12-13
مجموع النقط: 39.96
إعلانات


مصر ليست السودان أو العراق


مصر ليست السودان أو العراق
بقلم عطا درغام
رسالة قوية يوجهها تاريخ مصر لكل من أراد أن يزعزع استقرار مصر ،أو ينشر بذورالفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
فمصر عبر تاريخها لم تشهد نزاعا طائفيا ،أو حربا أهلية بين أبنائها،وما يحدث من صراعات كان بين قوى خارجية طامعة في مصر،أو حكاما يتصارعون على كرسي الحكم، وتفردت مصر بين جيرانها بمقومات ساعدت على بقائها وتلاحم أبنائها،كالتدين والأصالة ،والوطنية والفداء والحرص علي الكرامة والوحدة بين أبنائه....فتجدهم متلاحمين ضد قوى البطش والطغيان،حتي في أحلك الظروف والأزمات التي مرت بمصر عبر عصورها،ففشلت كل محاولات القوي الخارجية في نشر بذور الفتنة بين أبنائها.وعبر النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك خير تعبير في حديثه صلي الله عليه وسلم-:(إذا فتح الله عليكم مصر ،فاتخذوا فيها جندا كثيفا ،فهم خير أجناد الأرض)وذلك للترابط بين أبنائها.
فأبدا لن تكون مصر ميدانا للصراع بين أبنائه ،ومهما نفثت أبواق الشر سمومها،ودعاة الفتنة والكراهية ،لأن رب العزة سبحانه وتعالي قال في كتابه العزيز:(ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) أبلغ شهادة ورد علي كل من يحاول أن يمس أمن مصر،ويزعزع استقرارها ،ونشر الفتنة والوقيعة بين أبنائه.
وليفعلوا مايفعلوا....فلن تتغير مصر ،ولن تهتز لنا شعرة...لا ولن تنتهي مصر...فالتاريخ يقول ذلك.....!!!!ولن تفلح محاولات دعاة الفتنة في تحقيق مايصبون إليه؛لأن مصر وراؤها تاريخ عريق وشعب أصيل(وليس عنصري الأمة كما يقال خطأ....بل الأمة عنصر واحد سواء أكان مسلما أو مسيحيا ...ذلك العنصر هو مصر).
ويميل هؤلاء إلي اللعب علي مايمس الشعور المصري ،وهو الدين ليزكي النيران تأججا،وتندلع بذور الفتنة بين أبنائه،ويحسن هؤلاء اختيار زمان ومكان ارتكاب جرائمهم،لنشر بذور الفتنة والطائفية في مصر علي أساس أن هناك مسلمين ومسيحيين.
وهؤلاء أشبه بالطابور الخامس الذي يلعب دورا أساسيا لصالح القوي الخارجية التي تتحين الفرصة للانقضاض علي مصر،وتنتظر الوقت المناسب لتحقيق ماتريد،ولا يهمها مسلمين ولا مسيحيين،وتنجرف وراءها بعض التيارات الحنجورية التي ترفع شعارات زائفة بدعوي حقوق الإنسان ،والحرية الدينية،وحقوق المواطنة,والاضطهاد الديني.
ولا يهمها حقوق الشعب المصري سواء أكان مسيحيا أو مسلما،بل ينطلقون مدفوعين لأن سادتهم في الغرب يريدون ذلك،ويحركونهم وقتما يشاءون،حتي فشلت كل محاولاتهم في زعزعة أمن واستقرار مصر.وتعود هذه الفئران إلي جحورها تجر أذيال الخيبة والفشل،وهم لايعلمون بأن الطائفية لا تؤثر في مصر،ولا يرفع المسلم السلاح في وجه المسيحي ،أو المسيحي في وجه المسلم ،بل يرفعونه في وجه عدو واحد هو الذي يحاول نشر الفتنة والوقيعة بينهم.
لانقول أو ندعي ذلك ،بل التاريخ....والغرب يعلم عنا أكثر وأكثر،وفي أحلك الظروف سبق أن لعب الاستعمار علي نزعة الطائفية ظانا بأن مسيحي مصر سيفتحون له ذراعيهم وينخدعون بالشعارات الزائفة,ويساعدونهم في احتلال مصر ،لكنه فشل ولم يستطع أن يستميلهم لأنهم مصريون يعيشون علي أرض مصرمع إخوانهم المسلمين يشربون من نيل مصر.
وانتفض المصريون مسلمون ومسيحيون ضد كل قوي البطش والظلم والاستعمار،وتلقت صدورهم رصاصات الاحتلال التي لم تفرق بين مسلم ومسيحي،لأن المحتل لايهمه طوائف بعينها بل مصلحته فقط.
واختار الخديو إسماعيل نوبار باشا كأول رئيس للوزارة المصرية ،وتولي بطرس غالي(ولم يكن اغتياله لنزعة دينية ،ولكن لاختلاف سياسي) ومكرم عبيد ويوسف وهبة كذلك ،ولم يثر الشعب أو يعترض بحجة الاختلاف في الدين لأنهم مصريون،والمصريون لاتؤثر فيهم النزعة الطائفية،حتي اللورد كرومر نفسه ذكر في كتابه(مصر الحديثة):لاتستطيع أن تفرق بين المسلم والمسيحي ،غير أن المسلم يصلي في المسجد ،والمسيحي يصلي في الكنيسة.
من هنا نذكر بأن كل محاولات الوقيعة والفتنة ستبوء بالفشل،ونهمس في آذانهم بأن يتركوا مصر ،لأنها أكبر من أن تؤثر فيها رصاصات الغدر أو تفجيرات طائشة ،لأن هذا قدر مصر أن تكون مستهدفة لأنها قلب العروبة ،وقلب الشرق،وقلعة الإسلام التي تحميه ،وتحافظ علي حقوق المسيحيين ....ولا يلعبون علي وتر الطائفية وتقسيم مصر لأن مصر ليست العراق أو السودان بل وطن كل المصريين مسلمين ومسيحيين

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة