سعوديون: "لا مكان للرئيس التونسي المخلوع في بلاد الحرمين"
سعوديون: "لا مكان للرئيس التونسي المخلوع في بلاد الحرمين"
رفض العديد من المواطنين السعوديين أن تكون بلاد الحرمين الشريفين ملاذا آمنا للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، في حين رأى آخرون أن السعودية، التي "أعزها الله بالإسلام"، لا يمكن أن ترّدَّ الزعيم المطرود، كما حدث مع الرئيس الاوغندي عيدي أمين، لأن بلاد الحرمين هي مأوى لكل مُسلم.
وكان الديوان الملكي قد أعلن أمس الجمعة أن حكومة المملكة "انطلاقا من تقديرها للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق، وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق، فقد رحبت بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة". و أعلنت في نفس الوقت "وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي الشقيق".
غير أن الكثير من السعوديين، الذين عبروا عن آراءهم في على صفحات "التعليقات" في الصحف المحلية و على المواقع الإلكترونية، رأوا في هذا البيان "تناقضا صارخا" بين "حرص المملكة على خير الشعب التونسي" و الترحيب" ب"مجرم طرده شعبه بعد أن أذاقه الأمرين لأكثر من عقدين".
الطيور على أشكالها تقع
وتساءل أحدهم:"لماذا نستضيف من منع الحجاب بالجامعات ومنع أداء فريضة الحج بحجة أنفلونزا الخنازير ؟ كيف ننعته بفخامة الرئيس ؟ ولماذا نعطيه الشرعية ؟ هذا امتهان للشهداء الذين سقطوا على يدي هذا الجزار. لا أهلا ولا سهلا يا فخامة الرئيس بن علي ! سكان المملكة العربية السعودية لا يرحبون بك".
وتساءل آخر في مقال مطول: "هل نقبل باستهانة آل سعود بنا ؟ وبأن تكون بلادنا ملجأ وملاذا للمجرمين والطغاة والمستبدين؟ و أضاف: "بلادنا الطاهرة ملجأ للعلماء وطلاب العلم والمضطهدين وقاصدي بيت الله وليست ملاذا للطغاة والمجرمين الذين سفكوا دماء شعوبهم ... فمن يأوي مجرم هو مجرم مثله بلا شك ... والطيور على أشكالها تقع".
رسائل تحذيرية من "ثورة الياسمين"او انتفاضة البوعزيزي
وذهب أحدهم إلى القول: "الشعب هنا يعاني من البطالة وارتفاع الأسعار والفساد وغياب الحريات، الشعب هنا مضطهد ومقهور كما كان حال الشعب التونسي. الشعب يريد الخلاص من طغاته وليس زيادتهم بطغاة آخرين مطرودين من قبل شعوبهم".
وكان العديد من الصحف المحلية التي تحاشت في البداية التعليق على الاحتجاجات علي البطالة التي انطلقت شرارتها منذ حوالي شهر من سيدي بوزيد التونسية لتعلق بالثوب الجزائري، قد بدأت تطلق منذ حوالي أسبوع رسائل تحذيرية لكل الدول العربية، من بينها السعودية، البلد السابح فوق بحر من النفط والذي يمتلك أكبر مخزون بترولي في العالم، ولكن يئن هو الآخر من الفقر و البطالة.
بلد الله ملاذ لكل مُسلم
في المقابل، رأى البعض في استقبال السعودية للرئيس التونسي السابق "الذي رفضت استقباله فرنسا والدول القريبة منه، موقفا شجاعا ويدل على عروبتنا وشهامتنا".
وقال آخر: "المملكة العربية السعودية تعتبر الأم للدول العربية، وهذا ليس بغريب على هذه البلاد التي تبذل ما تستطيع في سبيل وحدة صف العربي".
وأستعرض ثالث "دوافع السعودية في استقبال القيادة التونسية"، قائلا "لا يدرك البعض الأهداف السامية من استقبال السعودية للسيد زين العابدين بن علي وأسرته" و من أهمها "حفظ ماء وجه زعيم عربي" حتى "لا يترك لمصيره مع عصابات اليهود".
المعارضة السعودية تعتذر للشعب التونسي
أما "الحركة الإسلامية للإصلاح"، المعارضة والتي تتخذ من لندن مقرا لها، فقد باركت للشعب التونسي "خلاصه من بن علي" و تبرأ ت، باسم شعب بلاد الحرمين،من استضافة في جدة"، في بيان منشور على موقعها الألكتروني.
كما أنها اتهمت الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ب"التآمر مع بن علي لعودته للحكم واضعا كل إمكانات بلاد الحرمين تحت تصرف مخابرات بن علي".
ونسبت الحركة إلى مجموعة من الدعاة الإسلاميين أن "تصرف الحكومة السعودية مع بن علي ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه و سلم: "لعن الله من آوى محدثا"، وهو الحديث الذي طالما استخدمه الإعلام السعودي في وصف حركة طالبان الأفغانية في إيواء أسامة بن لادن، و الذي حذر المواطنين كذلك من إيواء عناصر القاعدة في المملكة
نقلا عن سعودي ويف