فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3384.92
إعلانات


من إغلاق المعابر إلى إغلاق المنابر

من إغلاق المعابر إلى إغلاق المنابر
محمد يوسف عدس | 25-10-2010 00:31
عندما يُتاح لى بعض الوقت أحاول أن أتصفّح تعليقات القراء على المقالات أو الأخبار الساخنة .. وأعترف أنها تجربة قاسية على النفس لأنها أولا: تعكس فى كثير من الأحيان انفعلات سريعة ومشاعر إحباط ويأس واضحين، وقليلا ما تجد فكرة إيجابية ذات وزن .. وثانيا: أن أصحابها ربما لتسرّعهم فى الكتابة يرتكبون أخطاء لغوية كثيرة .. ولهؤلاء أقدم النصيحة: أنه لا بأس من أن نخصص بعض الوقت كل يوم لنتعلّم لغتنا العربية الجميلة فى أى عمر كُـنّا.. فأنا بعد السبعين مازلت أتعلم أسرار هذه اللغة الرائعة...
كان المقال يتصل بموضوع إغلاق الفقى للقنوات الإسلامية، تحت ذرائع كاذبة كما عوّدتنا هذه السلطة.. ولكن المهم أنه فى خضمّ هذه التعليقات أصادف تعليقا رصينا يلفت نظرى بلغته العربية السّلسلة السليمة ،وبأسلوبه الموجز المعبّر عن الحقيقة والواقع الملموس فى دنيا الناس ..أما التعليق فكان لقارئة إسمها سمية .. وهو تعليق يشعّ بالإيمان والطمأنينة والثقة بأن نصر الله آت لا محالة مهما تجبّر الطغاة وأفسد المفسدون.. تقول فيه:
" هذا دين عجيب وليتهم يفهمون .... تطارد الحجاب يزداد.. تهاجم النقاب يملأ الشوارع والمصالح الحكومية!! تنتقد الملتحين تجدهم أمامك في كل حين !! تضيّق على كتاتيب تحفيظ القرآن يتحول كل بيت إلى كُتّاب!!! هذا ليس قرار بشر ... فلا نحزن .. بل نحن على الطريق سائرون وبوعد الله مطمئنون ..."
و إن كان لى من شيئ أضيفه فإننى أقول إن هذه الظاهرة رد فعل وتعببر سلمي واضح عن الرفض والمقاومة من قِبل الجماهير المسلمة لتوجّهات السلطة عندما تصدمهم بإجراءات تتسم بالغلوّ والحماقة.. خصوصا فيما يتعلق بعقيدتهم االدينية ...
والمهم عندى إن قرار إغلاق هذه القنوات وإن جاء فى زفّة الآستعداد لحفلة تزوير الانتخابات القادمة.. إلا أن المغالاة فى حجم الواقعة والطريقة المفاجئة والمتعسّفة التى تمت بها قد أحدث فرقعة إعلامية مقصودة أريد بها أن تحقق أهدافا بعينها، لا تخفى على الباحث المدقق فهذه لعبة إعلامية [أمريكانى] مفهومة ومجرّبة، أزعم أن على رأسها إشغال الرأى العام عن مجموعة من الوقائع المترابطة التى شغلت الرأى العام فترة من الوقت ، وأهاجت مشاعر الأغلبة المسلمة بشكل غير مسبوق وأعنى بذلك موضوع احتجاز المسلمات: كامليا ووفاء قسطنطين وأخواتها، فى معتقلات الكنيسة، وتمادى الكنيسة فى موقفها المعاند، ثم إجتراء بعض المتطرفين من قياداتها على القرآن ، ومحاولة الإساءة إليه، وزعمهم أن المسلمين ضيوف فى مصر وليسوا مواطنين أُصلاء، ثم مسألة السفينة التى يملكها قسيس قبطى، والتى هرّبت مفرقعات من إسرائيل، وما أثارته هذه الأحداث من شكوك فى نوايا الكنيسة تجاه المسلمين فى مصر .. ولأن موقف السلطة الحاكمة كان مشينا، ولأنها لم تقدم حلولا إيجابية وتقوم بواجبها كدولة ذات سيادة ولها دستور وقانون يجب احترامه من الجميع، ولأنها فى الحقيقة لا تملك حلولا ولا تستطيع بحكم ضعفها وأهوائها فى استمرار سلطتها رغم إرادة الشعب فى التغيير، لكل ذلك كان لا بد أن تلجأ إلى بديل مفتعل وهو إغلاق الفضائيات.. لإشغال الناس بحدث جديد عن الحدث السابق..
لقد ذهب المحللون مذاهب شتى وليس لى أى اعتراض على ما رأوه من الأسباب والنويا الخفية غير المعلنة للسلطة، بما فى ذلك السبب الذى رآه أحد الباحثين فى مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام وخلاصته أن إغلاق الفضائيات الإسلامية قد قُصِدَ به حجب الدعم الذى قد تتلقاه أو تستفيد به جماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات القادمة .. قد يكون كل هذا صحيحا .. ولا أستبعد أن الذين يتخذون مثل هذه الإجراءات، يحاولون اصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد .. أو هكذا يتوهّمون.. ولكننى هنا غير معْنيّ بتحليل هذا الحدث بصفة خاصة، ولا أنظر إليه باعتباره واقعة فردية .. و لا أتناوله منعزلا عما سبقه من أحداث مماثلة كان مقدّرا لها أن تشغل الرأي العام أو تثيره وتوتّره ، إنما أنظر إلى الموضوع نظرة شمولية تربط بين الوقائع التى تبدو وكأنها أحداثا متفرّقة تلقائية جاءت بمحض المصادفة .. لكنى أراها فى تسلسلها وترابطها تتكشف عن حقائق وراءها أعمق وأكثر شمولا مما يبدو منها على السطح الظاهر.. ومن واقع تحليلاتى أرى بوضوح تام أن واقعة إغلاق الفضائيات الإسلامية.. لن يكون هو الحلقة الأخيرة فى مسلسل العبث السلطوي بعقول الناس ومشاعرهم...!
لذلك لا أستبعد مفاجآت وأحداث أخرى ومصائب مفتعلة قادمة على الطريق، ولن يتوقف استفزاز مشاعر المسلمين عند حد ، حتى لو بدأت موجة أخرى من الإرهاب كرد فعل متطرف من جانب بعض الأفراد أو الفئات، بل أزعم أكثر من هذا أن السلطة المستبدّة التى فقدت رصيدها لدى جماهير الشعب تنتظر بفارغ الصبر رد فعل عنيف كهذا لتشرع فى سلسلة من الإجراءات القمعية .. وتكميم الأفواه أكثر مما فعلت.. ولتجرى الانتخابات فى جو من الصمت والإرهاب السلطوي، أو لا تجرى على الاطلاق، لا يهم..! إنما المهم أن تستمر هذه السلطة فى مكانها مستقرة ، حتى تجد وسيلة أو أخرى لتنفيذ مشروع التوريث الذى ظن الناس أنه قد اندثر...!.
علينا أن نتوقع أحداثا ووقائع ذات فرقعات إعلامية من هذا النوع المستفز، واقعة تلو الأخرى، تطمس اللاحقة سابقتها فى مشهد هزلى يحاكى الكوميديا السوداء، أو الروايات التى تمزج بين التراجيديا والملهاة الساخرة...
أشير على سبيل المثال لا الحصر إلى سلسلة من الوقائع المثيرة لنتذكرها ونتذكر معها مواقف السلطة منها: حركة كفاية ..! و حركات التمرد الأخرى فى المحلة الكبرى وغيرها ..! وحركة نادى القضاة ...! و حركة التغيير.. والدكتورالبرادعى.. وجمع التوقيعات المؤيدة للمطالب السبعة الشهيرة..!!وقبل ذلك شهدنا مسلسل انفلوانزا الطيور ثم انفلوانزا الخنازير ...! وتأمل أى قدر من الهلع أصاب الناس .. وأفسد حياتهم بالخوف والقلق والتوتر..؟! وكم من مليارات الدولارات تبدّدت..؟! وكم من الخسائر المالية والعينية أصابت الناس ..؟! وحرموا من طيورهم ودُمّرت مزارع دواجنهم ..؟! ثم يتمخض كل شيء فى الناهاية .. إلى أكاذيب ومبالغات وعمليات نهب وفساد على مستويات عالمية..؟! فيما أطلقت عليه عصر الفُقّعات الكبرى...! وهل تذكرون إغلاق المعابر ومحاصرة غزة والسور الفولاذي ...؟! إنه مسلسل متواصل لذلك أطلقت عليه اسم: (من إغلاق المعابر إلى إغلاق المنابر...)
لقد حولت فقط أن أستدعى إلى الذاكرة أحداث ووقائع أريد لها أن تقع على الناس وقع الزلازل والأعاصير.. تأتى الواحدة تلو الأخرى فتشغل الرأى العام فترة ثم تحلّ مكانها واقعة جديدة لتطمس اللاحقةُ السابقةَ فتتلاشى.. ينساها الناس وينسون معها ما صحبها من فضائح وقصص الفساد والكذب والنهب .. وهذا هو المقصود بالفرقعات الإعلامية.. فكل ما حدث لا يهم .. فالأهم أن تبقى مصائر الجماهير وعقولهم فى قبضة صاحب السيرك الكبير يتلاعب بها ويؤرجحها شمالا ويمينا وأماما وخلفا حتى تفقد توازنها ووعيها، وتسقط فى غيبوبة أو شبه غيبوبة، فلا تكاد تدرك ما يحدث لها أو ما يحدث حولها.. وهذا هو الوضع الأمثل لشعب مقهور ودكتاتور متسلط لا حدود لنهمه أو عناده...!
أشير أيضا إلى أن السلطة عندما تصاب بالعجز عن العمل الإيجابى الذى يستقطب تعاطف الجماهير ورضاهم، وعندما تكون مقبلة على مرحلة محفوفة بالشك والمخاطر كالانتخابات مثلا، تصاب بمزيد من التوتر والقلق وتتصرف كالمحموم، الذى ارتفعت درجة حرارة جسمه إلى حد الهذيان العقلى والتشنجات العصبية العضلية.. وأظن أن ماتفعله السلطة الآن وفى المرحلة القادمة يشبه إلى حد كبير حالة حادة من الحمى .. لذلك أتوقّع أن تتسارع (فى المرحلة التى نمرّ بها الآن) وتيرة الأحداث الصادمة التى لم تكن لتقع فى حُسبان الناس أو يتطرق إليها خيالهم...
أنا لا أشكك فى مصداقية الأحداث التى تنبع تلقائية من جانب الجماهير المستفَزّة أومن جانب النخب التى تحلم وتعمل من أجل الإصلاح والتغيير.. ولكننى أشكك فى ردود فعل السلطة سواء بالصمت والسكوت، أو بالتدخل المباشر فى قمع هذه الأحداث أو افتعال أحداث من أساسها.. ولا أحب أن أتطرّق إلى أسلوب بعض الدول التى كانت تدبّر أو تتواطأ على إحداث تفجيرات وأحداث دموية رهيبة ضد شعوبها لتبرير توجهات مضمرة للانقضاض على فريق من الناس الأبرياء بحجة القضاء على الإرهاب.. أو شن حرب خارجية كما حدث فى غزو أمريكا لأفغانستان والعراق بحجة الانتقام من الإرهابيين المسلمين الذين فجروا الأبراج فى نيويورك، تلك الواقعة الشهيرة، التى أصبح الشك فيها أقوى وأكبر من أن يُنكر .. والحقيقة أنها عمليات دبرتها وأشرفت على تنفيذها أجهزة المخابرات لخدمة المتربعين على السلطة فى تنفيذ مخططات إجرامية للهيمنة والاستغلال والقمع فى أنحاء العالم...!
أنا أزعم أننا فى عصر لا حدود لما يمكن أن تقدم عليه السلطات الفاشية من حماقات.. ولا ما يمكن أن تفتعله من عمليات تخريب وتدمير واغتيالات، تقوم بها، ثم تلصقها بالمتمردين والمعارضين سواء كانوا أفرادا أوفئات وجماعات.. لتضع رقابهم جميعا تحت مقصلتها .. وتشغل الدنيا بأخبارهم المزلزلة...! لتبقى هى مستقرّة فى السلطة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا...!
ولكن تنبّه أيضا إلى حقيقة أخرى لا تقل خطرا عن مكر الماكرين وتدبير الخبثاء الفاسدين.. فخطأ واحد صغير فى التقدير، أو حادثة جانبية غير متوقّعة فى هذه اللعبة الشريرة قد تقلب الأمور على رأسها، وتأتى النتائج عكس المتوقّع منها تماما.. أو كما يقولون ينقلب السحر على الساحر.. هنا تنفجر الفقاعة المتضخمة، وتثور البراكين وتهتز الأرض تحت أقدام الطغاة والمفسدين، عند ذاك لا تنفعهم صداقة أمريكا ولا مساندة إسرائيل..
بل إن أمريكا نفسها فى ذلك الوقت ستكون غير أمريكا التى عرفها العالم من قبل.. وكل الدلائل والإشارات تدل على أن مصير الهيمنة الأمريكية سائر إلى انكماش ثم زوال... بدأت بانهيار أخلاقى كما تنبأ على عزت بيجوفيتش.. ثم نشاهد الآن فصول مسلسل الانهيارالاقتصادي فى إطار الهزائم والإخفاقات العسكرية والسياسية باهظة التكاليف فى العراق وأفغانستان .. أقول إن الأزمة الاقتصادية الأمريكية ليس لها حلّ قريب أوبعيد، وسوف تأخذ مجراها وتثمر نتائجها المأساوية لا محالة.. بعد ذلك سيأتى الانكماش الإمبريالي والتقوقع فى قارة أمريكا الشمالية.. وتنتهى أسطورة مشروع القرن الأمريكي، وأسطورة الشرق الأوسط الكبير، وخرافة الفوضى الخلاقة.. قلت هذا فى أكثر من مقال سابق وحددت عشر سنوات لهذه التطورات.. وقلت : من سيعيش هذه الفترة حتى نهايتها فليحاسبنى على ما قلت حيا كنت أوميتا .. و أقولها مرة أخيرة: الأزمة الاقتصادية المالية فى أمريكا هى القاسمة .. أزمة ليس لها حل إلا الانكماش والتقوقع وانهاء كل مظاهر التوسع الإمبريالي الأخطبوطي فى العالم... عندئذ أيضا لن تكون إسرائيل عدونا الأشرس هى إسرائيل التى عرفناها.. ولن تجد المنظومات القمعية الفاشية فى بلاد العرب والمسلمين قوة خارجية تستند إليها .. وسيكون للشعوب مع هذه النظم حسابات أخرى...!
فهل معنى هذا أن تقف الشعوب مكتوفة الأيدى حتى يأتى يوم الخلاص المنتظر.. لا.. إنها لوفعلت هذا فإنها تطيل فى أمد عذاباتها وتمد فى عمر هوانها أمام القوى الطامعة فيها وما أكثر المتربصين بهذه الأمة فى العالم من الصين فى أقصى الشرق إلى أحقر دولة فى أقصى الغرب..وفيما بين هذه وتلك [بلاد كانت تركب الأفيال]، ولكنها اليوم تجهز الأساطيل وتبنى غواصات مزودة بالوقود النووي والأسلحة الرهيبة..
أقول: لا يجب أن نوهم أنفسنا بأن العالم بعد أمريكا سيكون أكثر ضمانا ولا أكثر أمنا.. ويجب أن يستعدّ الناس للعيش فى هذه الأجواء الخطيرة.. بعد أن يتخلصوا من نفوذ وسطوة الفاسدين والمفسدين المترفين الذين وضعوا أمتهم فى حضيض التخلف على كل الأصعدة .. ودمروها فى كل المجالات.. لا بد للشعوب أن تسترجع إرادتها الحرة أولا، ثم تبدأ فى إعادة البناء والنهضة والوحدة.. وتستعيد عافيتها وقوتها لكى تقدر على مواجهة مخاطر المستقبل وتستحق الحياة على قدم وساق مع القوى العالمية الجديدة التى تستعد لانطلاق وشيك... وبالله التوفيق.
myades34@gmail.com
محمد يوسف عدس | 25-10-2010 00:31 المصريون***
*****عندما يُتاح لى بعض الوقت أحاول أن أتصفّح تعليقات القراء على المقالات أو الأخبار الساخنة .. وأعترف أنها تجربة قاسية على النفس لأنها أولا: تعكس فى كثير من الأحيان انفعلات سريعة ومشاعر إحباط ويأس واضحين، وقليلا ما تجد فكرة إيجابية ذات وزن .. وثانيا: أن أصحابها ربما لتسرّعهم فى الكتابة يرتكبون أخطاء لغوية كثيرة .. ولهؤلاء أقدم النصيحة: أنه لا بأس من أن نخصص بعض الوقت كل يوم لنتعلّم لغتنا العربية الجميلة فى أى عمر كُـنّا.. فأنا بعد السبعين مازلت أتعلم أسرار هذه اللغة الرائعة...
كان المقال يتصل بموضوع إغلاق الفقى للقنوات الإسلامية، تحت ذرائع كاذبة كما عوّدتنا هذه السلطة.. ولكن المهم أنه فى خضمّ هذه التعليقات أصادف تعليقا رصينا يلفت نظرى بلغته العربية السّلسلة السليمة ،وبأسلوبه الموجز المعبّر عن الحقيقة والواقع الملموس فى دنيا الناس ..أما التعليق فكان لقارئة إسمها سمية .. وهو تعليق يشعّ بالإيمان والطمأنينة والثقة بأن نصر الله آت لا محالة مهما تجبّر الطغاة وأفسد المفسدون.. تقول فيه:
" هذا دين عجيب وليتهم يفهمون .... تطارد الحجاب يزداد.. تهاجم النقاب يملأ الشوارع والمصالح الحكومية!! تنتقد الملتحين تجدهم أمامك في كل حين !! تضيّق على كتاتيب تحفيظ القرآن يتحول كل بيت إلى كُتّاب!!! هذا ليس قرار بشر ... فلا نحزن .. بل نحن على الطريق سائرون وبوعد الله مطمئنون ..."
و إن كان لى من شيئ أضيفه فإننى أقول إن هذه الظاهرة رد فعل وتعببر سلمي واضح عن الرفض والمقاومة من قِبل الجماهير المسلمة لتوجّهات السلطة عندما تصدمهم بإجراءات تتسم بالغلوّ والحماقة.. خصوصا فيما يتعلق بعقيدتهم االدينية ...
والمهم عندى إن قرار إغلاق هذه القنوات وإن جاء فى زفّة الآستعداد لحفلة تزوير الانتخابات القادمة.. إلا أن المغالاة فى حجم الواقعة والطريقة المفاجئة والمتعسّفة التى تمت بها قد أحدث فرقعة إعلامية مقصودة أريد بها أن تحقق أهدافا بعينها، لا تخفى على الباحث المدقق فهذه لعبة إعلامية [أمريكانى] مفهومة ومجرّبة، أزعم أن على رأسها إشغال الرأى العام عن مجموعة من الوقائع المترابطة التى شغلت الرأى العام فترة من الوقت ، وأهاجت مشاعر الأغلبة المسلمة بشكل غير مسبوق وأعنى بذلك موضوع احتجاز المسلمات: كامليا ووفاء قسطنطين وأخواتها، فى معتقلات الكنيسة، وتمادى الكنيسة فى موقفها المعاند، ثم إجتراء بعض المتطرفين من قياداتها على القرآن ، ومحاولة الإساءة إليه، وزعمهم أن المسلمين ضيوف فى مصر وليسوا مواطنين أُصلاء، ثم مسألة السفينة التى يملكها قسيس قبطى، والتى هرّبت مفرقعات من إسرائيل، وما أثارته هذه الأحداث من شكوك فى نوايا الكنيسة تجاه المسلمين فى مصر .. ولأن موقف السلطة الحاكمة كان مشينا، ولأنها لم تقدم حلولا إيجابية وتقوم بواجبها كدولة ذات سيادة ولها دستور وقانون يجب احترامه من الجميع، ولأنها فى الحقيقة لا تملك حلولا ولا تستطيع بحكم ضعفها وأهوائها فى استمرار سلطتها رغم إرادة الشعب فى التغيير، لكل ذلك كان لا بد أن تلجأ إلى بديل مفتعل وهو إغلاق الفضائيات.. لإشغال الناس بحدث جديد عن الحدث السابق..
لقد ذهب المحللون مذاهب شتى وليس لى أى اعتراض على ما رأوه من الأسباب والنويا الخفية غير المعلنة للسلطة، بما فى ذلك السبب الذى رآه أحد الباحثين فى مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام وخلاصته أن إغلاق الفضائيات الإسلامية قد قُصِدَ به حجب الدعم الذى قد تتلقاه أو تستفيد به جماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات القادمة .. قد يكون كل هذا صحيحا .. ولا أستبعد أن الذين يتخذون مثل هذه الإجراءات، يحاولون اصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد .. أو هكذا يتوهّمون.. ولكننى هنا غير معْنيّ بتحليل هذا الحدث بصفة خاصة، ولا أنظر إليه باعتباره واقعة فردية .. و لا أتناوله منعزلا عما سبقه من أحداث مماثلة كان مقدّرا لها أن تشغل الرأي العام أو تثيره وتوتّره ، إنما أنظر إلى الموضوع نظرة شمولية تربط بين الوقائع التى تبدو وكأنها أحداثا متفرّقة تلقائية جاءت بمحض المصادفة .. لكنى أراها فى تسلسلها وترابطها تتكشف عن حقائق وراءها أعمق وأكثر شمولا مما يبدو منها على السطح الظاهر.. ومن واقع تحليلاتى أرى بوضوح تام أن واقعة إغلاق الفضائيات الإسلامية.. لن يكون هو الحلقة الأخيرة فى مسلسل العبث السلطوي بعقول الناس ومشاعرهم...!
لذلك لا أستبعد مفاجآت وأحداث أخرى ومصائب مفتعلة قادمة على الطريق، ولن يتوقف استفزاز مشاعر المسلمين عند حد ، حتى لو بدأت موجة أخرى من الإرهاب كرد فعل متطرف من جانب بعض الأفراد أو الفئات، بل أزعم أكثر من هذا أن السلطة المستبدّة التى فقدت رصيدها لدى جماهير الشعب تنتظر بفارغ الصبر رد فعل عنيف كهذا لتشرع فى سلسلة من الإجراءات القمعية .. وتكميم الأفواه أكثر مما فعلت.. ولتجرى الانتخابات فى جو من الصمت والإرهاب السلطوي، أو لا تجرى على الاطلاق، لا يهم..! إنما المهم أن تستمر هذه السلطة فى مكانها مستقرة ، حتى تجد وسيلة أو أخرى لتنفيذ مشروع التوريث الذى ظن الناس أنه قد اندثر...!.
علينا أن نتوقع أحداثا ووقائع ذات فرقعات إعلامية من هذا النوع المستفز، واقعة تلو الأخرى، تطمس اللاحقة سابقتها فى مشهد هزلى يحاكى الكوميديا السوداء، أو الروايات التى تمزج بين التراجيديا والملهاة الساخرة...
أشير على سبيل المثال لا الحصر إلى سلسلة من الوقائع المثيرة لنتذكرها ونتذكر معها مواقف السلطة منها: حركة كفاية ..! و حركات التمرد الأخرى فى المحلة الكبرى وغيرها ..! وحركة نادى القضاة ...! و حركة التغيير.. والدكتورالبرادعى.. وجمع التوقيعات المؤيدة للمطالب السبعة الشهيرة..!!وقبل ذلك شهدنا مسلسل انفلوانزا الطيور ثم انفلوانزا الخنازير ...! وتأمل أى قدر من الهلع أصاب الناس .. وأفسد حياتهم بالخوف والقلق والتوتر..؟! وكم من مليارات الدولارات تبدّدت..؟! وكم من الخسائر المالية والعينية أصابت الناس ..؟! وحرموا من طيورهم ودُمّرت مزارع دواجنهم ..؟! ثم يتمخض كل شيء فى الناهاية .. إلى أكاذيب ومبالغات وعمليات نهب وفساد على مستويات عالمية..؟! فيما أطلقت عليه عصر الفُقّعات الكبرى...! وهل تذكرون إغلاق المعابر ومحاصرة غزة والسور الفولاذي ...؟! إنه مسلسل متواصل لذلك أطلقت عليه اسم: (من إغلاق المعابر إلى إغلاق المنابر...)
لقد حولت فقط أن أستدعى إلى الذاكرة أحداث ووقائع أريد لها أن تقع على الناس وقع الزلازل والأعاصير.. تأتى الواحدة تلو الأخرى فتشغل الرأى العام فترة ثم تحلّ مكانها واقعة جديدة لتطمس اللاحقةُ السابقةَ فتتلاشى.. ينساها الناس وينسون معها ما صحبها من فضائح وقصص الفساد والكذب والنهب .. وهذا هو المقصود بالفرقعات الإعلامية.. فكل ما حدث لا يهم .. فالأهم أن تبقى مصائر الجماهير وعقولهم فى قبضة صاحب السيرك الكبير يتلاعب بها ويؤرجحها شمالا ويمينا وأماما وخلفا حتى تفقد توازنها ووعيها، وتسقط فى غيبوبة أو شبه غيبوبة، فلا تكاد تدرك ما يحدث لها أو ما يحدث حولها.. وهذا هو الوضع الأمثل لشعب مقهور ودكتاتور متسلط لا حدود لنهمه أو عناده...!
أشير أيضا إلى أن السلطة عندما تصاب بالعجز عن العمل الإيجابى الذى يستقطب تعاطف الجماهير ورضاهم، وعندما تكون مقبلة على مرحلة محفوفة بالشك والمخاطر كالانتخابات مثلا، تصاب بمزيد من التوتر والقلق وتتصرف كالمحموم، الذى ارتفعت درجة حرارة جسمه إلى حد الهذيان العقلى والتشنجات العصبية العضلية.. وأظن أن ماتفعله السلطة الآن وفى المرحلة القادمة يشبه إلى حد كبير حالة حادة من الحمى .. لذلك أتوقّع أن تتسارع (فى المرحلة التى نمرّ بها الآن) وتيرة الأحداث الصادمة التى لم تكن لتقع فى حُسبان الناس أو يتطرق إليها خيالهم...
أنا لا أشكك فى مصداقية الأحداث التى تنبع تلقائية من جانب الجماهير المستفَزّة أومن جانب النخب التى تحلم وتعمل من أجل الإصلاح والتغيير.. ولكننى أشكك فى ردود فعل السلطة سواء بالصمت والسكوت، أو بالتدخل المباشر فى قمع هذه الأحداث أو افتعال أحداث من أساسها.. ولا أحب أن أتطرّق إلى أسلوب بعض الدول التى كانت تدبّر أو تتواطأ على إحداث تفجيرات وأحداث دموية رهيبة ضد شعوبها لتبرير توجهات مضمرة للانقضاض على فريق من الناس الأبرياء بحجة القضاء على الإرهاب.. أو شن حرب خارجية كما حدث فى غزو أمريكا لأفغانستان والعراق بحجة الانتقام من الإرهابيين المسلمين الذين فجروا الأبراج فى نيويورك، تلك الواقعة الشهيرة، التى أصبح الشك فيها أقوى وأكبر من أن يُنكر .. والحقيقة أنها عمليات دبرتها وأشرفت على تنفيذها أجهزة المخابرات لخدمة المتربعين على السلطة فى تنفيذ مخططات إجرامية للهيمنة والاستغلال والقمع فى أنحاء العالم...!
أنا أزعم أننا فى عصر لا حدود لما يمكن أن تقدم عليه السلطات الفاشية من حماقات.. ولا ما يمكن أن تفتعله من عمليات تخريب وتدمير واغتيالات، تقوم بها، ثم تلصقها بالمتمردين والمعارضين سواء كانوا أفرادا أوفئات وجماعات.. لتضع رقابهم جميعا تحت مقصلتها .. وتشغل الدنيا بأخبارهم المزلزلة...! لتبقى هى مستقرّة فى السلطة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا...!
ولكن تنبّه أيضا إلى حقيقة أخرى لا تقل خطرا عن مكر الماكرين وتدبير الخبثاء الفاسدين.. فخطأ واحد صغير فى التقدير، أو حادثة جانبية غير متوقّعة فى هذه اللعبة الشريرة قد تقلب الأمور على رأسها، وتأتى النتائج عكس المتوقّع منها تماما.. أو كما يقولون ينقلب السحر على الساحر.. هنا تنفجر الفقاعة المتضخمة، وتثور البراكين وتهتز الأرض تحت أقدام الطغاة والمفسدين، عند ذاك لا تنفعهم صداقة أمريكا ولا مساندة إسرائيل..
بل إن أمريكا نفسها فى ذلك الوقت ستكون غير أمريكا التى عرفها العالم من قبل.. وكل الدلائل والإشارات تدل على أن مصير الهيمنة الأمريكية سائر إلى انكماش ثم زوال... بدأت بانهيار أخلاقى كما تنبأ على عزت بيجوفيتش.. ثم نشاهد الآن فصول مسلسل الانهيارالاقتصادي فى إطار الهزائم والإخفاقات العسكرية والسياسية باهظة التكاليف فى العراق وأفغانستان .. أقول إن الأزمة الاقتصادية الأمريكية ليس لها حلّ قريب أوبعيد، وسوف تأخذ مجراها وتثمر نتائجها المأساوية لا محالة.. بعد ذلك سيأتى الانكماش الإمبريالي والتقوقع فى قارة أمريكا الشمالية.. وتنتهى أسطورة مشروع القرن الأمريكي، وأسطورة الشرق الأوسط الكبير، وخرافة الفوضى الخلاقة.. قلت هذا فى أكثر من مقال سابق وحددت عشر سنوات لهذه التطورات.. وقلت : من سيعيش هذه الفترة حتى نهايتها فليحاسبنى على ما قلت حيا كنت أوميتا .. و أقولها مرة أخيرة: الأزمة الاقتصادية المالية فى أمريكا هى القاسمة .. أزمة ليس لها حل إلا الانكماش والتقوقع وانهاء كل مظاهر التوسع الإمبريالي الأخطبوطي فى العالم... عندئذ أيضا لن تكون إسرائيل عدونا الأشرس هى إسرائيل التى عرفناها.. ولن تجد المنظومات القمعية الفاشية فى بلاد العرب والمسلمين قوة خارجية تستند إليها .. وسيكون للشعوب مع هذه النظم حسابات أخرى...!
فهل معنى هذا أن تقف الشعوب مكتوفة الأيدى حتى يأتى يوم الخلاص المنتظر.. لا.. إنها لوفعلت هذا فإنها تطيل فى أمد عذاباتها وتمد فى عمر هوانها أمام القوى الطامعة فيها وما أكثر المتربصين بهذه الأمة فى العالم من الصين فى أقصى الشرق إلى أحقر دولة فى أقصى الغرب..وفيما بين هذه وتلك [بلاد كانت تركب الأفيال]، ولكنها اليوم تجهز الأساطيل وتبنى غواصات مزودة بالوقود النووي والأسلحة الرهيبة..
أقول: لا يجب أن نوهم أنفسنا بأن العالم بعد أمريكا سيكون أكثر ضمانا ولا أكثر أمنا.. ويجب أن يستعدّ الناس للعيش فى هذه الأجواء الخطيرة.. بعد أن يتخلصوا من نفوذ وسطوة الفاسدين والمفسدين المترفين الذين وضعوا أمتهم فى حضيض التخلف على كل الأصعدة .. ودمروها فى كل المجالات.. لا بد للشعوب أن تسترجع إرادتها الحرة أولا، ثم تبدأ فى إعادة البناء والنهضة والوحدة.. وتستعيد عافيتها وقوتها لكى تقدر على مواجهة مخاطر المستقبل وتستحق الحياة على قدم وساق مع القوى العالمية الجديدة التى تستعد لانطلاق وشيك... وبالله التوفيق.
myades34@gmail.com

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| ابراهيم حجيرة أبو اسماعيل | 13/12/10 |

كوميديا سوداء ..!!



سليمان الحكيم | 12-12-2010 23:30

رغم أن المسرح كان مهيئا لعرض مسرحية من النوع التراجيدي الذي يعرفه النقاد في العربية باسم "المأساة" ألا أن أحزابنا المعارضة تحولت بها إلي الكوميديا السوداء .. وهو نوع نادر من الملهاة التي يصاحبها البكاء المر ..!!

كل شيء علي خشبة العرض كان يوحى – بلا شك – إننا أمام مأساة درامية سوف نشاهد فصولها في الانتخابات القادمة . ولكن أحدا من أحزاب المعارضة عندنا لم يسعفه الذكاء لاكتشاف ذلك . او ربما كان قد اكتشف ذلك ومضى في طريقه للمشاركة في العرض ليلعب دور الكومبارس . بعد أن قد توهم أن ما لديه من قدرات سوف تؤهله للعب الدور الثاني وهو الدور الذي اشتهر في قاموس النقاد باسم "السنيد" أي ظل البطل . وحين اكتشف أن المخرج لا يريد إسناد هذا الدور الذي هيأ نفسه له . وأصر علي إسناد دور الكومبارس الذي لا يرى المخرج أن في مقدور هذا الممثل الضعيف أن يلعب دورا أكبر منه . ترك المسرحية برمتها وراح يتهم المخرج والمؤلف بممارسة التضليل والغش .

نعم .. كان كل ما نشاهده موحيا بأننا أمام عرض مسرحي من النوع "التراجيدي" . بدءا من قانون ممارسة الحياة السياسية الذي نحى القضاء جانبا لينفرد بالممثلين ليحركهم كيفما شاء له الهوى والغرض . ثم تلي ذلك بإسناد الإشراف علي العملية الانتخابية للجنة حكومية اختارها هو بنفسه من بين الموالين له دون غيره . ولم يفلح إطلاق صفة القضائية عليها في إقناع أحد بنزاهتها أو التزامها مبدأ الحياد الإيجابي . فكان كل ما صدر عنها من قرارات أو تعليمات يؤكد انحيازها الواضح للحزب الوطني وحكومته . ورغم كل تلك الإيحاءات والشواهد الواضحة التي تدل قطعا على نوع المسرحية التي يجرى إعداد المسرح لعرض فصولها . استمرت أحزاب المعارضة في طريقها للعب الدور الذي توهمته لنفسها وليس الدور الذي شاء لها المخرج أن تلعبه . وحين اكتشفت ذلك أثناء العرض خرجت محتجة في مصاحبة الصراخ والعويل ولطم الخدود وكأنها فوجئت بما حدث رغم كل تلك الشواهد التي كانت تدل عليه بوضوح . فقد صدقت أن الحزب المنافس وطني وديموقراطي بحق كما يقول الاسم الذي يحمله . رغم أن تاريخه مع الوطنية أو الديموقراطية كان يؤكد الضد . والغريب أن كل أحزاب المعارضة وقادتها أجمعوا علي أن التزوير الذي قام به حزب الحكومة في انتخابات الشورى كان مجرد بروفة لما سيفعله الحزب في كل انتخابات قادمة . ورغم ذلك فقد وافقوا علي دخول هذه الانتخابات والمشاركة فيها رغم علمهم المسبق والمؤكد بأنها ستكون مزورة وبعيدة عن كل معايير الحيدة والنزاهة . فلماذا شاركوا إذن ؟ ، ولماذا علت صرخاتهم وكثرت شكاواهم وكأنهم فوجئوا بما فعلته الحكومة وحزبها معهم ؟ .

هل شاركوا في الانتخابات بعد أن اتفقوا مع الحكومة علي اقتسام حصيلة التزوير فيما بينهم حسب حصص وأنصبة معينة تتناسب مع حجم كل حزب منهم ؟.

أم تراهم قد شاركوا في الانتخابات ليتأكدوا من شيء كانوا قد تأكدوا منه في العديد من المرات السابقة ؟

أم إنهم شاركوا فيها بهدف فضح الحكومة وتعريتها أمام الرأي العام الذي لم ير الحكومة طوال سنوات معها إلا وهي عارية حتى من ورقة توت تستر عورتها !!

لماذا إذن كل هذا الضجيج والجلبة التي يحدثها هؤلاء "الزعماء" والقادة إلا إذا كان الهدف من وراء ذلك كله التغطية علي غبائهم وسوء إدراكهم ؟!

هؤلاء هم الذين يقدمون أنفسهم لنا بديلا عن أولئك .. وهل هذا الشعب من الغباء بحيث يستبدل أحمق بأحمق ؟!

بعد انتهاء إحدى المباريات سئل مدرب الفريق المهزوم عن رأيه في المباراة فقال ..

لقد هزمونا عشرة صفر بالعافية !!

هذا هو المدرب الذي نفكر في التعاقد معه لينتشل فريقنا من الهزائم المتكررة ..!!!!!
ELHAKIEM50@GMAIL.COM

المصريون/

| ابراهيم حجيرة أبو اسماعيل | 13/12/10 |
يا جوليان أسانج إنه عالم الأنذال يا عزيزي



عبد السلام البسيوني | 12-12-2010 23:32

هل تذكر قارئي الكريم صورة ذلك الشاب الفلسطيني عاري الصدر الذي وقف في مواجهة مصفحة إسرائيلية ومجموعة جنود إرهابيين صهاينة، مدججين بأسلحة إرهابية، وليس في يده إلا حجر!؟

أتذكر قارئي صورة ذلك العملاق الصيني الذي صورته وكالات الأنباء العالمية في ميدان تيان آن مين في مواجهة صف من أربع دبابات ضخمة، في مثال غير مسبوق للتحدي الفريد، والتضحية المطلقة؟!

أتذكر سيدي تلك الشابة الأمريكية الشجاعة راتشيل كوري، التي رفضت البلطجة الصهيونية، وتصدت بجسدها النحيل الهش للجرافات الإسرائيلية يوم 16? من مارس ?3002 فهرستها عمدًا جرافة إسرائيلية، وهي تحاول بما استطاعت منع المجرمين الإرهابيين الصهاينة، من هدم بيت آمنين فلسطينيين، دون أن تبالي الجرافة بها أو بأحد، ودون أن تطالب بلدها أمريكا بدمها أو تغضب لها!؟

هذا بالضبط حال جوليان آسانج: فارس العصر النبيل/ حامي الظعائن الجديد/ دون كيخوته دي لا ويكيليكس/ ذلك الرجل الأسترالي الأشقر، الذي يقف وحده في مواجهة جرافات الإعلام العالمي الكذوب، الذي يكذب ويتحرى الكذب على الله وعلى عباد الله؛ حتى كنب عند الله كذابًا، ويتصدى وحده لبلدوزرات المخابرات الإرهابية التي تجمِّل القِوادة السياسية، وتقبِّح الدفاع عن الأرض والعرض، ويفضح جرافات التلفيق الإجرامية التي ترفع من شأن تجار المخدرات والبشر والسلاح والبترول، وتضع من شأن الشرفاء والوطنيين والأحرار والبرآء!

وسيموت جوليان أسانج ككل شريف وسط ضباع، لألف سبب وسبب، أقلها نذالة من كان يدافع عنهم، وهم يتخلون عنه ويتهربون منه، وهم على يقين بالتلفيق الذي تم وسيتم ضده، وعلى معرفة بأنه سيقدَّم قربانًا للباطل السياسي، والعهر الإعلامي، والقذر الدبلوماسي، ويجزمون أنهم سيستخرجون له (القطط الفطسانة) ويصفونه بأقبح النعوت، وسيلفقون له سجلاً أشد سوادًا من سجل أدولف بن هتلر الله لا يرده، وعيدي أمين الله يرحمه، وبول بوت الله ينتقم منه، ومانويل نورييجا بتاع بنما الله يعامله بما يستحق!

التهمة جاهزة من كم شهرًا، منذ بدأت تسريباته تقلق التنانين السامة في كهوفها المظلمة السرية المكتومة، وبدؤوا هم تسريباتهم: الجدع مش نضيف! دا مغتصب، ومنحرف جنسيًّا، ومطلوب للعدالة – هذا أول الغيث – وسيعتقل، ويصفى على الطريقة العربية.. سيشنق نفسه في حوض الزنزانة زي سليمان خاطر، وكمال السنانيري، وخالد سعيد! أو سيقتله واحد مجنون، أو متخلف عقليًّا! وتضيع القضية وينسى فاعلها كما نسي قاتل كنيدي، وقاتل بوضياف، وقاتل حسن البنا!

جوليان أسانج: أسد غربي آخر لم تخدعه الديمقراطية الغربية الزائفة، ولا الإنسانية الأنجلو سكسونية المتطرفة، ولا صنم الحرية الأونطة، ولا حواة (جلا جلا) بتوع الإعلام الاستعماري، الذي يجعل الحق باطلاً ويرزقنا اتباعه، ويقلب الباطل نورًا ويرزقنا الاهتداء به، فإذا لم نهتد كما يريد قصفنا باليورانيوم المنضب، والفوسفور الأبيض، والحكام الظلمة!

ولأنه ليس في هذا العالم قاسي القلب مكان للنبلاء والشعراء والفراشات والألوان والقيم والمعالي، فأسانغ مطلوب الرأس.. ولن يعطى الحق في الحياة؛ رغم أنه أوربي وأشقر وحليوة، وكل شيء حوله معروف مرصود: بصمة عينه، وبصمة حمضه النووي، ونوع القهوة التي يفضلها، ومتى يخلد إلى النوم!

آه يا جوليان.. أسمعت ما قال أحمد مطر؟ لا أظن.. فاسمعه مني الآن:

كل ما حولك غادر/ لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة/ وعلى نفسك من نفسك حاذر/ هذه الصحراء ما عادت أمينة/ هذه الصحراء في صحرائها الكبرى سجينة/ حولها ألف سفينة/ وعلى أنفاسها مليون طائر/ ترصد الجهر وما يخفى بأعماق الضمائر/

أين تمضي ؟ رقم الناقة معروف/ وأوصافك في كل المخافر/ وكلاب الريح تجري ولدى الرمل أوامر/ أن يماشيك لكي يرفع بصمات الحوافر/ خفف الوطء قليلا فأديم الأرض من هذي العساكر!

لا تهاجر/ امض إن شئت وحيدًا/ أنت مقتول على أية حال!

سترى غارًا فلا تمش أمامه/ ذلك الغار كمين يختفي حين تفوت/ وترى لغمًا على شكل حمامة/ وترى آلة تسجيل على هيئة بيت العنكبوت/ تلقط الكلمة حتى في السكوت/ ابتعد عنه ولا تدخل وإلا ستموت/ قبل أن يلقي عليك القبض فرسان العشائر!

أنت مطلوب على كل المحاور/ لا تهاجر!



نعم .. بالديمقراطية يُغتال:

جاهرت رؤوس كبيرة بطلب رأسه وتصفيته جهارًا نهارًا، دون تجمل ولا مواربة ولا دبلوماسية، غير آبهين أن يصفهم أحد بأنهم قتلة أو إرهابيون أو آكلو لحوم بشر! فقط لأنه خرج عن قواعد اللعبة، وقرر أن يكون نبيلاً لا مصاص دماء:

فها هو توم فلاناجان كبير مستشاري رئيس الوزراء الكندى يطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما صراحة باغتيال جوليان أسانج بأسرع وقت ممكن (أنا لا أمزح، فعلى الرئيس باراك أوباما أن يأمر باغتيال جوليان أسانج عن طريق قاتل محترف، أو حتى من خلال ضربه بطائرة بدون طيار) والسر يا عيني أن قلبه على العرب: (هذه الدول مجاورة لإيران وترغب أن تعيش بجوارها فى سلام، وإن أي صريحات دبلوماسية قالها أي مسؤول عربي عن توجيه ضربة عسكرية لإيران لا يجب أن يتداولها العامة، ومثل هذه المعلومات تعرض الدبلوماسيين العرب للخطر)! شفت ازاي!؟

وليس المحروس الكندي وحده هو العنيف المباشر، فقد طالبت المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي سارة بيلين هي الأخرى في صفحتها على الفيسبوك الحكومة الأمريكية بمطاردة جوليان أسانج كأي إرهابي (بمعاييرهم)، باستخدام كل الوسائل الممكنة والضرورية للقبض عليه أو التخلص منه. وافهم ما شئت من عموم قولها: باستخدام كل الوسائل الننكنة والضرورية!

والمدعي العام الأميركي إريك هولدر يبحث في إمكانية جلبه للمحاكمة تحت بند الجاسوسية، والتخابر لصالح كوكب ميرندا، أو دولة تيريرونيا!

والمدعي العام الأسترالي روبرت ماكليلن يحقق في إمكانية محاكمته بتهمة تعريض الأمن القومي للخطر.

ومستشار رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر دعا إلى اغتياله. هكذا.. رئيس وزراء إرهابي عيني عينك!

والثعلب الروسي الكبير الروسي فلاديمير بوتين لمح إلى أن موقعه مرتبط بعمل مخابرات أميركية!

واعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس خلال زيارة مفاجئة لأفغانستان أن توقيف أسانج يشكل نبأ سارًّا! والمحاكم جاهزة بأحكامها.. والزنازين مفتوحة، والراجل هايزهق من الدنيا يا عيني، ويعملها ويسافر للآخرة باختياره المحض!

مبادئ فارس العالم الافتراضي:

أكبر عيوب جوليان أسانج أنه - وفي عالم السياسة الذي لا دين له ولا مبادئ – رجل صاحب مبادئ، وروؤية، وفيه إنسانية ورحمة، ويحرص على تعرية الكذب، والبهتان، والتلفيق، والتزييف..

وقد بدأ شغبه مبكرًا؛ منذ كانت «ناسا» تستعد لإطلاق مركبة «أتلانتس» الفضائية، واقتحم شاشات الكومبيوتر داخل «ناسا» وزرع عليها كلمة «وانك» وهي اختصار لاسم تعتمده مجموعة من القراصنة معناه: «ديدان ضد القتلة النوويين Worms Against Nuclear Killers». وكان أسانج واحدًا من 6 قراصنة اعتقلتهم الشرطة بسبب هذه الحادثة في ملبورن.

قال في مقابلة قبل أيام مع مجلة الـ«تايم» إن موقع «ويكيليكس» هدفه «جعل العالم أكثر تحضرًا، والعمل ضد المنظمات الفاسدة التي تدفع الناس في الاتجاه المعاكس».

وعندما أطلق ويكيليكس رسميا، عام 2007، كتب يبرر سبب إنشائه: «لكي نغير بشكل راديكالي سلوك النظام، يجب أن نفكر بوضوح وبجرأة، لأنه إذا كنا تعلمنا شيئا فهو أن الأنظمة لا تريد أن تتغير. يجب أن نفكر أبعد من أولئك الذين سبقونا، واكتشاف تغييرات تكنولوجية تقوينا في طرق التصرف أكثر من الذين سبقونا».

وكتب في المدونة خاصته: «كلما كانت المؤسسة سرية وغير عادلة، تسبب التسريبات خوفا وبارانويا لدى قياداتها وشلتها».

ويفخر أسانج بأن موقعه تمكن من نشر وثائق سرية أكثر من كل الصحافة العالمية مجتمعة. ويقول هازئا بالصحافة على الرغم من معرفته بحاجته إليها: «لا أقول هذا الأمر لكي أقول بطريقة أخرى كم أننا ناجحون.. ولكن كيف يمكن لفريق من 5 أشخاص أن ينشر معلومات عامة يجري كبتها، على هذا المستوى، أكثر من كل صحافة العالم؟ هذا أمر شائن».

ومن أقواله:

• "نريد ثلاثة أمور: تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وانقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ".

• «عندما تتوقف الحكومات عن ممارسة التعذيب وقتل الناس، وعندما تتوقف المؤسسات عن استغلال النظام، عندها ربما يحين الوقت لكي نسأل إن كان يجب محاسبة الناشطين في مجال حرية التعبير».

• لأننا نعيش مرة واحدة فلتكن مغامرة إقدام تستنفد كل قوانا، لتكن مع أقران لنا يشبهوننا في عقولهم وقلوبهم ممن نفتخر بهم. ولنجعل أحفادنا يسعدون بآذانهم لسماع بدايات قصصنا ، ولكن لندعهم يرون ثمار أعمالنا بعيونهم وأمامهم في كل مكان.

• الكون كله خصم يستحق المبارزة، لعلي سأصاب بالوهن مع تقدمي بالسن، وأرتضي أن أعمل في مختبر لأشرح للطلاب بعض التجارب، وأتقبل البؤس بلامبالاة وبرودة، ولكن عندما يحمل الرجال وهم في قمة عنفوانهم قناعات وقيمًا فعليهم أن يتصرفوا وفقا لها وينفذوها.

• "هدفنا الدفاع عن التاريخ والضحايا الأبرياء في مواجهة الحكومات السلطوية والفاسدة ، هذا مصدر قوتنا ويستحق المخاطرة، الإنترنت والصحافة الاستقصائية هما أفضل وسيلة الآن لفضح الفساد والانتهاكات".

• "لقد سقطت الديمقراطية الأمريكية، البنتاجون يهددنا أيضا بالملاحقة القضائية بتهمة التجسس واعتقل عددا من المتطوعين الذين يعملون معنا ".

• "ضغطت واشنطن أيضًا على أستراليا وإيسلندا والسويد لكي لا تكون مأوى آمن لنا، مصادر استخباراتية أمريكية وغربية طلبت منا التزام الحذر في تحركاتنا ولذا أنا موجود الآن في لندن بعد أن تلقيت تطمينات من مصادر موثوقة بتأميني ضد الاعتقال أو الاغتيال". (وقد اعتقل فيها المسكين، والخشية أن يصفى)!

• "الاتهامات بالعمل لصالح أعداء أمريكا محض كذب، منذ انطلاق العمل بالموقع قبل 4 سنوات نشرنا وثائق حول 120 دولة ، بل إن الوثائق حول العراق وأفغانستان كانت وثائق أمريكية ومسربة من داخل الولايات المتحدة نفسها"!

التعرية البناءة:

وقد فضح أسانج النفاق والكذب الغربي، وخطاياه الحربية، وعرى سيرك السياسة الذي يقوم على الكذب والتلفيق، ومخادعة العالم لتحقيق أجندة الساسة الدمويين، الذي ملؤوا الأرض شرًّا ووجعًا وأشلاء ضحايا.. حتى قالت الإندبندنت أون صنداي في افتتاحيتها إن 400 ألف صفحة من الوثائق التي استطاع ويكيليكس أن يكشف عنها هي بمثابة لائحة اتهام في محاكم التاريخ لأسوأ القرارات في السياسة الخارجية الأميركية، يواجه فيها بلير تهمة المساعدة والتحريض. (قاتلهم الله أني يؤقكون)

وبدأ الاهتمام الكبير بويكيليكس وأسانج بعد نشره تقريرًا مصورًا يظهر طائرة هليكوبتر أمريكية، وهي تهاجم مجموعة من العراقيين المدنيين وتقتلهم، وكان من بينهم صحفيان يعملان في وكالة رويترز للأنباء.

وقد فضح موقع ويكيليكس الانتهاكات والفساد في أكثر من مائة وعشرين دولة من أبرزها ما حدث في كينيا عندما تم تغيير حكومتها في 2007 بعد نشر وثائق تؤكد تورطها في جرائم فساد وغسيل أموال.

كما فضح الحرب السرية الأمريكية في المنطقة، وكشف العمليات التي قام بها الجنود على أرض العراق. وورد في الوثائق تفاصيل عن مقتل "109.032" شخصًا، منهم "66.081" مدنيًا "32،.984" عدوًا "هؤلاء الذين يصنفون كمتمردين" "15.191"من البلد المضيف "القوات الحكومية العراقية" و"3.771"من قوات التحالف. وغالبية حالات القتل" 66.000" أكثر من "60%" من المدنيين، كما أن "31" مدنيًا كانوا يقتلون كل يوم خلال فترة ست سنوات.

وعن جوانتانامو في 7 نوفمبر عام 2007 نشر "ويكيليكس" وثيقة عن إجراءات التشغيل النموذجية "لمعسكر دلتا". وكانت الوثيقة بروتوكول الجيش الأمريكي بتاريخ 2003، فيما يتعلق بمعسكر الاحتجاز في جوانتانامو ، وكشف نشر هذه الوثيقة عن بعض أنواع الحظر المفروضة على المعتقلين في المعسكر بما في ذلك حجب بعض المحتجزين بعيدًا عن أنظار اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وهو الأمر الذي ظل الجيش الأمريكي في الماضي ينكره باستمرار.

وتفضح الوثائق طريقتهم في إعدام صدام حسين، والدور الطائفي الخبيث لنوري المالكي، الذي كان يدير فرقًا للقتل والتعذيب. والتجاوزات الأمريكية هناك، تلك التي دفعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحكومتين الأمريكية والعراقية لبدء تحقيقات بشأن تقارير تعذيب وانتهاكات ضد معتقلين عراقيين، على خلفية نشر مستندات عسكرية سرية عن حرب العراق، وذكرت المنظمة أن الملفات السرية المنشورة تتضمن أدلة لتعرض معتقلين للقتل والتعذيب على يد قوات الأمن العراقية، داعية الحكومة (العراقية) لمحاكمة المسؤولين عن هذه التجاوزات.

كما حثت "هيومان رايتس ووتش" الحكومة الأمريكية للنظر إذا ما انتهكت قواتها القانون الدولي بتسليم الآف المعتقلين في عهدتها إلى السلطات العراقية، رغم تحذير المنظمة المعنية بحقوق الإنسان من مخاطر واضحة بتعرضهم للتعذيب."

وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط بالمنظمة: "من الواضح أن السلطات الأمريكية كانت على علم بالانتهاكات المنهجية للقوات العراقية، ولكن رغم ذلك سلموا الآلاف من المعتقلين."

وبرر آسانغ نشر وثائق حرب العراق، التي تعد أكبر تسريب لوثائق عسكرية في التاريخ، بهدف كشف الحقائق الخفية حيال حرب العراق، وأن "الهجوم على الحقيقة بدأ قبل الحرب بفترة طويلة واستمر لمدة بعد نهايتها."

وأردف قائلا: "بنشرنا 400 ألف وثيقة تتعلق بحرب العراق، نساهم بكشف التفاصيل الجوهرية للحرب من منظور أمريكي، ونأمل تصحيح جانب من ذلك الاعتداء على الحقيقة الذي وقع قبل الحرب، وخلالها، والذي استمر إلى أن انتهت الحرب رسميًّا."

وتلقي الملفات السرية المسربة الضوء على جوانب مخفية لم يكشف عنها من قبل، مثل عدد المدنيين العراقيين الذين قتلوا، وكيف أن الغالبية العظمى من هؤلاء الضحايا قضوا على أيدي عراقيين آخرين.

وعلى الجانب الآخر، نشرت صحيفة "التايمز" أن الوثائق تكشف "الكثير من التقارير غير المنشورة سابقاً" عن حوادث قتلت فيها القوات الأمريكية مدنيين في نقاط تفتيش أو أثناء عمليات عسكرية، أو بمروحيات هجومية، منها على الأقل أربعة حوادث دموية باستخدام تلك الطائرات القتالية.

وأكد أسانج في مقابلته مع "التايم" أيضا أن لديه وثائق سرية تتعلق ببنوك ومؤسسات مالية دولية كبرى في العالم وأن موقعه سينشرها في الأسابيع المقبلة:" هذا العمل هو استكمال لما يفعله الموقع منذ أربع سنوات، لدينا 10 آلاف وثيقة متعلقة بفضائح بنوك كبرى في الولايات المتحدة ".

وتحدثت الوثائق عن اقتراح مبارك بأن تقوم واشنطن بـ"تقوية الجيش العراقي" ثم تخفيف القبضة عليه فيخرج من الجيش انقلاب عسكري بقيادة "ديكتاتور عادل.. انسوا الديمقراطية فإن العراقيين طبيعتهم شديدة".

السؤال الآن: ماذا سيكون الحال لو كشفت ويكيليكس في وثائقها عن العلاقات العربية الإسرائيلية، وعشق قادتنا المزمن لقادة (العدو الصهيوني) والعلاقات العربية العربية، والمواقف الرسمية من الإسلام.

ماذا لو عرضت الانتهاكات التي حصلت في السجون العربية، وفي أفغانستان، والشيشانن والبلقان، والصومال، وكشمير، وباكستان!

ماذا سيكون الحال لو كشفت الوثائق عن الاتفاقيات السرية، والتمريرات (الوطنية) من تحت الطاولة بتسليم الجمل بما حمل، وبيع الشعوب والأرض، والمستقبل، والحاضر، والماضي؟

ماذا لو كشفوا عن بيعهم الدنيا والآخرة، وبيع كل شيء في المزاد لصالح أبناء الـ......

شكرًا جوليان أسانغ.. ألف ألف شكر.. يا فارس هذا العام بمنتهى الجدارة والاستحقاق!

مشاغبة خفيفة:

تذكر الوثائق وبشكل كبير التعذيب الديمقراطي. وقد أثبتته الوثائق بوصف الجثث وحالة التعذيب الظاهرة عليها وأبرزها: تقطيع الجسد والأوصال والمناطق الحساسة بأدوات خشنة والتمثيل بالجثث وكذلك سلخ الوجه والأطراف بمواد حارقة، وتثقيب الرأس والجسد بالمثقب الكهربائي (الدريل) والذي يستخدم لتثقيب المعادن الصلبة! وأكدت التقارير على معاينة جثث لنساء مغتصبات ومعذبات ومثقب جسدهن بالمثقب ومشوهة الوجه بمواد كيماوية خارقة لإخفاء معالمه ,ويجري قتلهن بعد الاغتصاب والتعذيب وحسب التقرير لدوافع طائفية! ولكن الغريب بالأمر تواطؤ قوات الاحتلال الامريكي ونسف أوكار التعذيب المكتشفة في الأزقة والأحياء كسجون سرية وأوكار تعذيب خاصة بالمليشيات! وكانت تحتوي على منشار كهربائي ومعدات أخرى وجدران ملطخة بالدماء، ويفترض أنها مسرح الجريمةَ

وتؤكد الوثائق أيضا وبوضوح القتل الفوري لقوات الاحتلال للمدنيين أطفال ونساء وكبار السن تحت عنوان "تصعيد القوة" أي إلغاء قواعد الاشتباك والتحول للقتل الفوري، بما لا يتسق مع اتفاقيات جنيف ومعاهدات الحرب الأخرى، وتعد تلك جرائم حرب كبرى! وتثبت الوثائق أيضا حقيقة الدور الإيراني الدموي، الذي يعرفه الشعب العراقي!

وعرجت الوثائق على دور بلاك ووتر وأثبتت جرائمها بالوقت والمكان وعدد الضحايا، كما أكدت الوثائق طائفية أحزاب السلطة وتسخيرها لقانون "الإرهاب" لشرعنه الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها! أمريكا: مسئولية العدوان ومساءلة الجناة:

وقد أضحت أمريكا عاجزة عن المناورة وحسم الحروب العبثية التي شنها بوش وإدارته، وهناك مصالح تقوم على أساس تلك الحروب ذات منحى شخصي لها صلة مباشرة برؤوس الأموال للشركات الكبرى, وتعتبر هذه الحروب حقل تجارب بشرية فعلية، وسوق حر وكبير لتصريف المنتجات، ولم يعد هناك قانون دولي يمنع حروب تلك الشركات، أو هيئة حقوق إنسان تمنع القمع المجتمعي الذي تمارسه أمريكا وحكوماتها وأدواتها السياسية والعسكرية المكتسبة خصوصا بعد توثيق معالم الجرائم ضد الإنسانية في العراق من فضائح التعذيب والاغتصاب الحكومي في السجون السرية والعلنية ، وشيوع ثقافة "اقتل لتعيش" في كافة مناحي الحياة! وقد اعترف "بترايوس " Petraeus وأقر بأن الولايات المتحدة انتهكت معاهدات جنيف والقانون الدولي؟ وطالب الجنرال سانشيز Sanchez- القائد العام السابق لقوات الاحتلال في العراق بتشكيل لجنة نزيهة truth commission للتحقيق في المظالم التي حصلت أثناء إجراءات التحقيق , خصوصا بعد مشاهدة القتل بالركل والعصي والرقص على جثث الموتى من قبل قوات أمنية، مع استمرار ظاهرة الاعتقال بدون محاكمة فيما يسمى "الاعتقال الوقائي preventive detention" كما أن غالبية المعتقلين تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة والاهانة والإذلال والاغتصاب، وعند تقديم مرتكبي جرائم الحرب للمحاكمة ستتكشف أدلة وشواهد بشأن حقائق غير مسموح لها بالظهور، ويمكن الحصول عليها من خلال قانون حرية الوصول إلى المعلوماتَ ولعل ويكيليكس سيظهر وثائق أكثر إدانة وخطورة لاحقا، ويفترض أن يبادر مجلس الأمن فورا إلى تشكيل محكمة جنائية وليس المطالبة بالتحقيق فقط، ونشهد في العراق أن الأدوات السياسية الحالية لا تأبه بجرائمها وتعمل دون حياء لتشكيل حكومة من القتلة والمجرمين على جماجم ضحاياها.

*مهند العزاوي.. مدير مركز صقر للدراسات الإستراتيجية



*استفدت في معلوماتي من بعض المواقع الإخبارية، فلها الشكر.

المصريون/


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة