متى تستثمر الحولة مشروع الصرف الصحي وتستغني عن «الجور»؟
متى تستثمر الحولة مشروع الصرف الصحي وتستغني عن «الجور»؟
مشروع الصرف الصحي في منطقة الحولة بحمص ورغم المباشرة بتنفيذه منذ العام 1993 إلا أنه لم يكتمل بعد.
ولم يستفد منه سكان بلدات الحولة (كفرلاها، تلدهب وتلدو) البالغ عددهم 60 ألفاً تقريباً، ولا تزال هذه البلدات تعتمد الحفر الفنية متسببة بتلوث الأراضي ومجاري حوض العاصي وسدود المنطقة «تلدو» و«الرستن».
وكالعادة... تصبح التساؤلات كثيرة ومكررة تجاه أي مشروع كان يجب أن ينجز منذ سنوات...
فإلى أي حد كان يمكن الانتفاع من الأموال المنفقة على هذا المشروع المتعثر فيما لو أنفقت على مشروع آخر؟ وإلى أي حد كان يمكن لبلديات الحولة أن تسير بمشاريعها الأخرى فيما لو أنجز المشروع ضمن مدته العقدية؟ وإلى أي حد كان لبيئة الحولة أن تتخلص من عبء التلوث؟
وإذا كانت (حسب أصحاب الاختصاص) معايير النجاح لأي مشروع صرف صحي هي أن تنفذ أولاً محطة المعالجة ومن ثم الخطوط وصولاً إلى المنازل أو ان تنفذ محطات المعالجة بالتوازي مع الخطوط... فلماذا حدث العكس في مشروع الحولة كما في غيره؟
فالخطوط المنفذة في مشروع الحولة هذا تتعرض للاستثمار بطريقة غير نظامية، حيث يعمد الأهالي لإيصال الخطوط الفرعية إليها، ما يحولها إلى مرقدات للمياه المالحة، أو في أحسن الأحوال تصبح وسائط لنقل التلوث من مكان إلى آخر...
تفاصيل المشروع
أما التفاصيل (حسب الجهة الدارسة وهي الدراسات والاستشارات الفنية - فرع حمص)، يتألف مشروع الحولة من خمسة مجمعات رئيسة وخمسة فرعية (لتجميع مياه الأمطار والصرف الصحي معاً)، إضافة إلى خط مجمع «الطيبة الغربية» وإلى محطتي الضخ والمعالجة...
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التفاصيل تخص تنفيذ المجمعات في مرحلة ما بعد العام 2000 عندما سلم المشروع إلى الشركة العامة للصرف الصحي وانتقل الإشراف إلى الدراسات الفنية.
فقد بوشر بالمشروع في آب من العام 2003 وانتهى العمل به في أواخر العام 2008، القيمة العقدية الإجمالية 494 مليوناً و885 ألف ل.س، القيمة المنفذة الإجمالية 486 مليوناً و771 ألف ل.س.
10% فقط نسبة التنفيذ في محطة الضخ
حيث تقع هذه الأخيرة في أراضي بلدتي كفرلاها وتلدو، وقد بوشر بها في 19/2/2009 وحددت مدة العمل بـ720 يوماً، قيمتها العقدية 107459255 ل.س أما قيمة الأعمال المنفذة فهي 10.976.038 ل.س فقط أي بنسبة إنجاز 10.21%. يوضح مدير فرع حمص للدراسات الفنية م. بشار الأيوبي بأن 70% من أعمال هذه المحطة هي أعمال ميكانيكية وقد تم توريد هذه الأخيرة مؤخراً...
في حين ان نسبة الأعمال المدنية هي 30% ويمكن اعتبارها بمنزلة الأعمال المنتهية او قيد الانتهاء.
أما محطة المعالجة.. فإنه وحتى أيار الماضي لم تكن قد أبرمت الصيغة التعاقدية لتنفيذها، وترى جهة الإشراف ضرورة الإسراع بإبرام عقد المحطة التي تقدر كلفتها بـ500 مليون ل.س تقريباً.
بيئياً من سيئ إلى أسوأ...
ولكن.. ماذا عن الوضع الفني للخطوط المنفذة منذ العام 2008؟
يؤكد م. الأيوبي عدم حدوث أي ضرر فني لها.. وما حدث (كنتيجة لإيصال الأهالي الخطوط الفرعية إليها) هو تجمع المياه المالحة في نهاية المجمعات المنفذة ما دفع الجهة المنفذة إلى ضخ هذه المياه بشكل دائم على مجرى الساقية... بمعنى آخر فإن الوضع البيئي السيئ بقي سيئاً ولن يتصحح إلا بإقامة محطة معالجة.. بدوره يقول المهندس بسام عبده سالم من بلدية كفرلاها: في حال التأخير في تنفيذ محطة المعالجة، ستحدث ترسبات في الخطوط المنفذة بفعل مياه الأمطار المحملة بالأتربة ومياه الصرف الصحي المحملة بالمادة الصلبة (لاسيما في ظل ما يعرف عن منطقة الحولة بانها منطقة سيول قوية).
وعند سؤال جهة الإشراف عن فروقات الأسعار الحاصلة في مسيرة هذا المشروع؟
يجيب مدير الدراسات الفنية: من الطبيعي (عندما يتأخر تنفيذ مشروع ما) أن يتعرض للهزات أو التقلبات المالية بشكل أوضح...
بدايات سيئة
يجدر التذكير بفترة تأسيس المشروع، أي العودة إلى الفترة ما بين 1993 و1997 حيث بوشر بتنفيذ خط المصب أو الخط الرئيسي بكلفة 8 ملايين ل.س تقريباً ونفذ آنذاك بطول 1400 م ط وقطر 150 سم وعمق 7 أمتار ونظم له ملحق عقد في 1995 بقيمة 4 ملايين ل.س.
وقد برر التأخير آنذاك بمبررات تقليدية مثل وجود معوقات في الموقع (خطوط هاتف، مياه وكهرباء) تنفيذ تحويلة مصياف، نقص في الدراسة، حصول زيادات في الأسعار...إلخ....
ومن ثم بوشر بتنفيذ خط المجمع بتكلفة (عشرة ملايين ل.س) وطول 960 م ط تقريباً وقطر 150سم وعمق 7 أمتار...
ولكن حسب توضيحات بلدية كفرلاها أثناء تنفيذ المتعهد لجزء من خط المجمع اكتشف حدوث تشققات في القساطل، فكانت النتيجة نزع القساطل كلها من خطي المصب والمجمع، وقد تبين بعد التحقيق في الموضوع أن السبب يعود لسوء الدراسة وليس لسوء التنفيذ وحتى الآن لا تزال تلك القساطل المنزوعة موجودة غرب بلدية كفرلاها..
وهكذا أصابت المشروع فترة انقطاع استمرت إلى ما بعد عام 2000 حيث بقي المشروع من دون إعلان عنه من قبل بلدية كفرلاها لأنها كانت فترة تجاذبات وتقاذف مسؤوليات ما بين المتعهد والدارس وبقي طريق مصياف (طيلة تلك الفترة) محفوراً بخندق عميق فارغ...
ظاهرة الملاحق
بالعودة إلى المرحلة ما بعد عام الـ2000 فإن أعمال الخطوط موزعة كالتالي: المصب الرئيسي- المجمعات (H،R,K,C+L) إضافة إلى خط الطيبة القريبة، ومن المعروف أن ملاحق العقود هي ظاهرة الأعمال ناقصة الدراسة أو المدروسة بشكل خاطئ أو نتيجة لأعمال إضافية.. وبالتالي نجد في خطوط مشروع الحولة تنظيماً ملحقياً عقد لكل خط من تلك المجمعات..
ويمكن ملاحظة زيادة قيمة ملاحق العقود عن قيمة العقود الأساسية كما تبين الأرقام التالية...
قيمة العقد الأساسية للمصب الرئيسي هي 3604495 ل.س، أما قيمة ملحقي العقد فهي 40958850 ل.س.
قيمة العقد الأساسي للمجمع H هي 49544385 ل.س وقيمة ملحقي العقد 55483000 ل.س.
وبالنسبة للمجمع R فقيمة عقده الأساسي 37600995 ل.س، وقيمة ملحقيه 59908100 ل.س.
قيمة عقد المجمع K 33807500 وقيمة ملحقي عقده 58709300 ل.س وكذلك بالنسبة للمجمع C+L قيمة عقده 37440200 ل.س وقيمة ملاحقه 65640875 ل.س...
مشروع الصرف الصحي في منطقة الحولة بحمص ورغم المباشرة بتنفيذه منذ العام 1993 إلا أنه لم يكتمل بعد.
ولم يستفد منه سكان بلدات الحولة (كفرلاها، تلدهب وتلدو) البالغ عددهم 60 ألفاً تقريباً، ولا تزال هذه البلدات تعتمد الحفر الفنية متسببة بتلوث الأراضي ومجاري حوض العاصي وسدود المنطقة «تلدو» و«الرستن».
وكالعادة... تصبح التساؤلات كثيرة ومكررة تجاه أي مشروع كان يجب أن ينجز منذ سنوات...
فإلى أي حد كان يمكن الانتفاع من الأموال المنفقة على هذا المشروع المتعثر فيما لو أنفقت على مشروع آخر؟ وإلى أي حد كان يمكن لبلديات الحولة أن تسير بمشاريعها الأخرى فيما لو أنجز المشروع ضمن مدته العقدية؟ وإلى أي حد كان لبيئة الحولة أن تتخلص من عبء التلوث؟
وإذا كانت (حسب أصحاب الاختصاص) معايير النجاح لأي مشروع صرف صحي هي أن تنفذ أولاً محطة المعالجة ومن ثم الخطوط وصولاً إلى المنازل أو ان تنفذ محطات المعالجة بالتوازي مع الخطوط... فلماذا حدث العكس في مشروع الحولة كما في غيره؟
فالخطوط المنفذة في مشروع الحولة هذا تتعرض للاستثمار بطريقة غير نظامية، حيث يعمد الأهالي لإيصال الخطوط الفرعية إليها، ما يحولها إلى مرقدات للمياه المالحة، أو في أحسن الأحوال تصبح وسائط لنقل التلوث من مكان إلى آخر...
تفاصيل المشروع
أما التفاصيل (حسب الجهة الدارسة وهي الدراسات والاستشارات الفنية - فرع حمص)، يتألف مشروع الحولة من خمسة مجمعات رئيسة وخمسة فرعية (لتجميع مياه الأمطار والصرف الصحي معاً)، إضافة إلى خط مجمع «الطيبة الغربية» وإلى محطتي الضخ والمعالجة...
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التفاصيل تخص تنفيذ المجمعات في مرحلة ما بعد العام 2000 عندما سلم المشروع إلى الشركة العامة للصرف الصحي وانتقل الإشراف إلى الدراسات الفنية.
فقد بوشر بالمشروع في آب من العام 2003 وانتهى العمل به في أواخر العام 2008، القيمة العقدية الإجمالية 494 مليوناً و885 ألف ل.س، القيمة المنفذة الإجمالية 486 مليوناً و771 ألف ل.س.
10% فقط نسبة التنفيذ في محطة الضخ
حيث تقع هذه الأخيرة في أراضي بلدتي كفرلاها وتلدو، وقد بوشر بها في 19/2/2009 وحددت مدة العمل بـ720 يوماً، قيمتها العقدية 107459255 ل.س أما قيمة الأعمال المنفذة فهي 10.976.038 ل.س فقط أي بنسبة إنجاز 10.21%. يوضح مدير فرع حمص للدراسات الفنية م. بشار الأيوبي بأن 70% من أعمال هذه المحطة هي أعمال ميكانيكية وقد تم توريد هذه الأخيرة مؤخراً...
في حين ان نسبة الأعمال المدنية هي 30% ويمكن اعتبارها بمنزلة الأعمال المنتهية او قيد الانتهاء.
أما محطة المعالجة.. فإنه وحتى أيار الماضي لم تكن قد أبرمت الصيغة التعاقدية لتنفيذها، وترى جهة الإشراف ضرورة الإسراع بإبرام عقد المحطة التي تقدر كلفتها بـ500 مليون ل.س تقريباً.
بيئياً من سيئ إلى أسوأ...
ولكن.. ماذا عن الوضع الفني للخطوط المنفذة منذ العام 2008؟
يؤكد م. الأيوبي عدم حدوث أي ضرر فني لها.. وما حدث (كنتيجة لإيصال الأهالي الخطوط الفرعية إليها) هو تجمع المياه المالحة في نهاية المجمعات المنفذة ما دفع الجهة المنفذة إلى ضخ هذه المياه بشكل دائم على مجرى الساقية... بمعنى آخر فإن الوضع البيئي السيئ بقي سيئاً ولن يتصحح إلا بإقامة محطة معالجة.. بدوره يقول المهندس بسام عبده سالم من بلدية كفرلاها: في حال التأخير في تنفيذ محطة المعالجة، ستحدث ترسبات في الخطوط المنفذة بفعل مياه الأمطار المحملة بالأتربة ومياه الصرف الصحي المحملة بالمادة الصلبة (لاسيما في ظل ما يعرف عن منطقة الحولة بانها منطقة سيول قوية).
وعند سؤال جهة الإشراف عن فروقات الأسعار الحاصلة في مسيرة هذا المشروع؟
يجيب مدير الدراسات الفنية: من الطبيعي (عندما يتأخر تنفيذ مشروع ما) أن يتعرض للهزات أو التقلبات المالية بشكل أوضح...
بدايات سيئة
يجدر التذكير بفترة تأسيس المشروع، أي العودة إلى الفترة ما بين 1993 و1997 حيث بوشر بتنفيذ خط المصب أو الخط الرئيسي بكلفة 8 ملايين ل.س تقريباً ونفذ آنذاك بطول 1400 م ط وقطر 150 سم وعمق 7 أمتار ونظم له ملحق عقد في 1995 بقيمة 4 ملايين ل.س.
وقد برر التأخير آنذاك بمبررات تقليدية مثل وجود معوقات في الموقع (خطوط هاتف، مياه وكهرباء) تنفيذ تحويلة مصياف، نقص في الدراسة، حصول زيادات في الأسعار...إلخ....
ومن ثم بوشر بتنفيذ خط المجمع بتكلفة (عشرة ملايين ل.س) وطول 960 م ط تقريباً وقطر 150سم وعمق 7 أمتار...
ولكن حسب توضيحات بلدية كفرلاها أثناء تنفيذ المتعهد لجزء من خط المجمع اكتشف حدوث تشققات في القساطل، فكانت النتيجة نزع القساطل كلها من خطي المصب والمجمع، وقد تبين بعد التحقيق في الموضوع أن السبب يعود لسوء الدراسة وليس لسوء التنفيذ وحتى الآن لا تزال تلك القساطل المنزوعة موجودة غرب بلدية كفرلاها..
وهكذا أصابت المشروع فترة انقطاع استمرت إلى ما بعد عام 2000 حيث بقي المشروع من دون إعلان عنه من قبل بلدية كفرلاها لأنها كانت فترة تجاذبات وتقاذف مسؤوليات ما بين المتعهد والدارس وبقي طريق مصياف (طيلة تلك الفترة) محفوراً بخندق عميق فارغ...
ظاهرة الملاحق
بالعودة إلى المرحلة ما بعد عام الـ2000 فإن أعمال الخطوط موزعة كالتالي: المصب الرئيسي- المجمعات (H،R,K,C+L) إضافة إلى خط الطيبة القريبة، ومن المعروف أن ملاحق العقود هي ظاهرة الأعمال ناقصة الدراسة أو المدروسة بشكل خاطئ أو نتيجة لأعمال إضافية.. وبالتالي نجد في خطوط مشروع الحولة تنظيماً ملحقياً عقد لكل خط من تلك المجمعات..
ويمكن ملاحظة زيادة قيمة ملاحق العقود عن قيمة العقود الأساسية كما تبين الأرقام التالية...
قيمة العقد الأساسية للمصب الرئيسي هي 3604495 ل.س، أما قيمة ملحقي العقد فهي 40958850 ل.س.
قيمة العقد الأساسي للمجمع H هي 49544385 ل.س وقيمة ملحقي العقد 55483000 ل.س.
وبالنسبة للمجمع R فقيمة عقده الأساسي 37600995 ل.س، وقيمة ملحقيه 59908100 ل.س.
قيمة عقد المجمع K 33807500 وقيمة ملحقي عقده 58709300 ل.س وكذلك بالنسبة للمجمع C+L قيمة عقده 37440200 ل.س وقيمة ملاحقه 65640875 ل.س...