أشمون الرمان الماضى والحاضر والمستقبل
بسم الله الرحمن الرحيم
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
أشمون الرمان الماضى والحاضر والمستقبل
يسعدنى أن أكتب فى هذا الموضوع عن :
موقع أشمون الرمان
مكانة أشمون الرمان
تاريخ أشمون الرمان
أشمون الرمان فى عهد الأسر ة (29 الفرعونية )
أشمون الرمان والحملة الصليبية .
بعض أبناء أشمون البارزين
وقد دفعنى إلى هذا :
1 ـ أننى من أبناء أشمون الرمان ولدت بها وعشت فيها.
2 ـالوصول إلى الحقيقة فى دور أشمون عبر التاريخ.
وقد استخدمت فى هذا البحث المراجع الآتية:
* ابن بطوطة ( محمد بن عبد الله ) تحفة النظار فى غرائب الأمصار
*ابن دقماق بيروت دار النهضةالعربية
*الإدريسى نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق
*دكتور حامد عيسى (مصر فى العصور الفرعونية) المنصورة :مكتبة الفاروق ...من أبناء أشمون الرمان
*محمد مصطفى زيادة :حملة لويس التاسع على مصر .
* ياقوت الحموى :معجم البلدان
محمد كامل بدر أشمون الرمان
أولا
تعتبر قرية أشمون الرمان من القرى الضاربة فى التاريخ
حيث إنها من القرى القديمة وتشم بها عبق التاريخ
يبلغ عدد سكان القرية حوالى 15 إلف نسمة
وتقع على بعد 3كم شرق مدينة دكرنس على الطريق الممتد من دكرنس إلى المطرية
تقع على البحر الصغير والذى كان يسمى (بحر أشمون )
تبلغ مساحة القرية 4كم2
المساحة الزراعية 840فدانا
يوجد بالقرية من المدارس :
مدرسة أشمون الإعدادية
مدرسة الدكتور السيد المتولى
مدرسة المستشار محمد الزغبى
مدرسة الحاج عمران
مدرسة التوحيد الخاصة
يوجد للقرية 4 مداخل كلها مشجرة من ناحية .. ميت السودان
من ناحية الكرماء الجديدة .... من ناحية دكرنس....من ناحية ميت الخولى مؤمن
*يوجد فى القرية مقر الوحدة المحلية وتضم القرى والعزب المجاورة
*يوجد بالقرية وحدة صحية ( طب الأسرة)
ويوجد بها لجنة الزكاة
يوجد بها صالة للأفراح
ذكر دكتور /حامد عيسى من أبناء القرية (كلية التربية .بور سعيد)
إنه حكم مصر من أشمون الرمان أربعة من ملوك الفراعنة من سنة398/378 قبل الميلاد وهم
1 ـ الملك نفر تيس الأول
2ـ الملك أخوريس
3 ـ الملك بعامتيس
4 ـ الملك نفرتيس الثانى
وكان أغلب السكان آخر العصر الفرعونى من الهكسوس الذين كانوا يعرفون باسم (البشامرة)
وهى كلمة قبطية معناها ( أبناء البحر ) وهم بقايا الرعاة الذين انتصر عليهم (أحمس)
وكانت قاعدتهم الأصلية ( البشمورالحالية) .
وقد أطلق اسم( منديس ) أشمون الرمان نسبة للإله أشمون وكان يوجد فيها معبد لهذا الإله
وظل اسم أشمونعاصمة لأحد أقسام مصر حتى نهاية العصر الرومانى وحتى دخول المسلمين
إليها على يد القائد عمرو بن العاص عام 21هـ
ويقول ياقوت الحموى
الجغرافى المشهورفى كتابه (معجم البلدان) :
أن أشمون الرمان كانت مدينة عامرة فى شرق الدلتا
وسميت باسم أشمون طناح وفى عهد العثمانيين أى بعد أن فتح السلطان سليم الأول مصر
عام 1517 أعيد إلى أشمون الاسم القبطى (أشمون الرمان)
ويضيف لنا الجغرافى العربى (ابن دقماق)عام 809 هـ
فى كتابه ( الانتصار لواسطة عقد الأمصار ) :
أن أشمون الرمان عاصمة إقليم الدقهلية :
كانت مدينة جميلة بها الحمامات العامةو الأسواق والجوامع الفخمة والفنادق العامرة بالنزلاء
مما يؤكد أنها فى الزمن الماضى من أزهى وأشهر المدن المصرية.
ولذلك أختيرت لتكون عاصمة إقليم الدقهليةعام 715هـ ومقر لديوان الحكم
وقد ظلت أشمون الرمان عاصمة شرق الدلتا حتى نهاية عصر الدولة المملوكية .
وقد زار أبو عبد الله ( بن بطوطة )محمد بن عبد الله اللواتى المغربى الأصل
أشمون الرمان عام 703 هـ ضمن رحلاته وكتب عنها فى كتابه :
((تحفة النــــظار فى غرائب الأمصار)) صفحة 50 فقال :
" لقد زرت مدينة أشمون الرمان وهى مدينة عتيقة كبيرة على خليج من خلج النيل ، ولها
قنطرة من خشب ترسو عليها المراكب ، فإذا كان العصر رفعت تلك القنطرة .
وكان يوجد بهذه المدينة قاضــــى القضــــاة
وكانت أشمون الرمان خط الدفاع الأول عن مصر كلها فى العصور الوسطى الإسلامية .
أشمون الرمان والحملة الصليبية الخامسة
فى الدولة الأيوبية كانت الجيوش الإسلامية تخرج من أشمون الرمان للدفاع عن مصر
وقد صدت الحملة الصليبية الخامسة بعد أن نزلت دمياط متجهة جنوبا للاستيلا ءعلى
مصر حيث أسرع السلطان الكامل بن الملك العادل ونزل بأشمون وانضم إلى عساكر أخيه
المعظم (عيسى ) القادمة من سوريا ،فأمر السلطان بنصب الجسور عند أشمون الرمان
فعبرت العساكر بحر أشمون ، وسلكت طريقها إلى دمياط ،فاضطرب الصليبيون
وضاقت عليهم الأرض،وبدأوا يفاوضون الملك الكامل أن يتركوا دمياط .
أشمون الرمان والحملة الصليبية السابعة:
كان الفضل لأِشمون الرمان فى هزيمة الحملة الصليبية بقيادة (لويس ملك فرنسا)
ففى الرابع من جمادى الأولى 646هـ ـ25 أغسطس عام
أسطول ضخم يزيد على 1800 سفينة تحمل ثمانين ألف من جنود فرنسا ومعهم عدتهم
وسلاحهم وخيولهم إلى دمياط . .
وكان الملك الصالح مريضا مرضا خطيرا يمنعه عن ركوب الخيل ، ولم يمنعه ذلك
من النزول وأصدر أوامره بحشد الأسلحة والجنود إلى دمياط .
وبعث إلى نائبه فى القاهرة الأمير (حسام الدين بن أبى على ) يأمره بإعداد السفن
وأرسل الملك الصالح ،أرسل الأمير فخر الدين من أشمون الرمان للدفاع عن دمياط.
رسالة لويس التاسع إلى الملك الصاح ورده عليها:
أرسل الملك لويس التاسع بمجرد نزوله دمياط رسالة إلى الملك الصالح بأشمون الرمان
كلها تهديد ووعيد وإغراء يقول فيها : ( إن قابلتنا بالقتال فقد أوجبت على نفسك ورعيتك
النكال وأرميتهم فى أشر الوبال ،يكثر فيها العويل ، ولانرحم عزيزا ولا ذليلا ،
ولا تجد إلى نصركم من سبيل ، فسيوفنا حداد ، ورماحنا مداد ، وقلوبنا شداد ،
ويحكم بيننا وبينكم رب العباد ).
ولما وصلت المكاتبة للملك الصالح بأشمون الرمان وهو مريض فى قصره الفخم بها ،
رد عليه قــــائلا:
( أما بعد غقد وصل كتابك وفهمنا لفظك ،وها أنا قد أتيتك بالخيل والرجال والخزائن والأموال،
والعساكر والأثقال والأغلال ، فإن كانت لك فأنت الساعى ،وقد أمنت الناعى ،وإن كانت عليك
فأنت الباغى لحتفك والجادع أنفك بظلفك ،أولا أننا عن أرباب الحقوق وفضلات السيوف ،
وما ترانا على حصن إلا هدمناه ،ولا عدم منا فارس إلا جددناه ،ولا طغى علينا طاغ إلادمرناه،
فلو نظرت أيها المغرور حد قلوبنا لرأيت فرسانا أسنتهم وسيوفهم لا تكل ، وقلوبهم لاتذل ،
ولعضضت على يدك بسن الندم ،ولا حرك تحريك قدم عن قدم ،
فلا تعجبك العساكر التى بين يديك ،فهو يوم أوله لنا ،وآخره عليك ،
(وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون )
وكان حول الملك الصالح رجال الحاشية يشاركونه الرأى فى كل خطوة ،وكذلكوجد حوله
(السلطانة شــــــــجر الد ر) زوجته ،والوزير الأديب"جمال الدين يحى ابن مطروح ""
الذى أتى إلى أشمون الرمان من الشام رأسا ومعه فرقة حربية لملاقة الحملة الصليبية السابعة ،
كما وكان يوجد بأشمون الرمان أعظم أمراء المماليك البحرية الذين تركوا أثرا فى تاريخ مصر والشرق الإسلامى
ومنهم الأمير سيف الدين قطز ، والأمير بيبرس البندقدارى .
وفى هذه الظروف وبينما الملك الصالح يخطط مع مستشاريه لمواجهة الصليبيين
إذ بالأخبار تتوافد على أشمون الرمان بأن الصليبيين قد استولواعلى دمياط،
وقد عبروا نهر النيل ،وترك أبناء دمياط مدينتهم ،وعادوا حفاة عراة إلى أشمون الرمان
وتوفى الملك الصالح بقصره (بأشمون الرمانيوم 23نوفمبر سنة
الموافق 15 من شعبان 647 هـ .
المعظم توران شاة وهزيمة الحملة الصليبية السابعة:
وسرعان ما وصل ابنه توران شاة إلى أشمون قادما من سوريا فى فبراير
بعد أن استدعته شجر الدر (زوجة أبيه) ،والمعركة على أشدها مع الصليبيين
وقد دخلت الجيوش المصرية يوم 22مارس 1250م فى قتال مع الصليبيين ،
لذلك طلب لويس التاسع المفاوضات مع توران شاة، تحت ضغط القتال والجوع
والمرض ، ولـــــــكن لم تلبث القوات المصرية أن أطبقت على الجيش الصليبى
فى 6 إبريل سنة1250م ،وإبادتهم ،حيث فــــر( لويـــس التاسع) إلى
(ميت الخولى عبدالله ) ، وتم القبض عليه ، وقد طلب الآمان له ولأسرته،
فأمنه المصريون ، حيث نقل إلى مسكن لائق بالمنصورة وهى دارمخصصة
للشيخ فخر الدين إبراهيم بن لقمان،حيث نزل بها أسيرا.
وسرعان ما رفرفت الأعلام المصرية على سوارى السفن فى دمياط وأشمون والمنصورة
وقد نبغ فى أشمون الرمان الكثير من العلماء الذين أضفوا عليها أهمية كبرى
منهم على سبيل المثال:
الشيخ جمال الدين الواسطى المشهور بالوجيزى
وسوف نوالى الحديث عن أبناء أشومن الرمان .
عن كتاب دكتور حامد عيسى كلية التربية "بور سعيد"
محمد كامل بدر أشمون الرمان