من جميل الصدف برغم حزن المشهد، أن تتوسط الذكرى الخامسة، لرحيل الإعلامي الكبير، علي فضيل، الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، والذكرى السبعين لثورة التحرير، ليجد عاشق الأقصى والثورة، نفسه ما بين الأقصى والثورة.
فمنذ أن انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، في سنة 2005 مجبرة وليست مخيّرة، في أوج تألق جريدة الشروق اليومي، وتسلقها القمة، بدأت الحروب بكل أشكالها، تقع على القطاع وعلى فلسطين، وعاصرتها الشروق اليومي كما عاصرتها الشروق العربي في زمن الاحتلال، ويعاصرها الآن تلفزيون الشروق في زمن الحرب، ضمن خط مقاوم بأقلام حمراء الحبر، لا ترى لنافذتها الإعلامية من إطلالة سوى شروق شمس الحرية، وشمس الأقصى.
لقد كان الأب الكبير للصحافة الجزائرية والعربية علي فضيل، تلقائيا، لا يفكر كثيرا ولا يخطط، إذا تعلق الأمر بفلسطين، يبادر إلى دعم الثورة والانتفاضة، وكل طوفان يمرّ على المنطقة على مدار أكثر من ثلاثين سنة من عمر الشروق بكل فروعها.
وباشر جهاد القلم، عندما أسرت المقاومة الفلسطينية الجندي جلعاد شاليط، في صيف 2006، ووضعته في خانة لبنة النصر، عبر مقالات تحوّلت إلى فعل في تموز من نفس السنة، عندما بدأ العدوان الصهيوني على جنوب لبنان، حيث بعثت الشروق اليومي بثلاثة من أقلامها أو من جنودها، كمراسلي حرب، لم يعودوا إلا بعد أن توج أبناء الشهيد حسن نصر الله، بالنصر الكامل، عندما عجز أولمرت حينها عن تحقيق ما وعد به غداة إعلانه الحرب، وهو القضاء على المقاومة اللبنانية واسترجاع أسراه من يد المقاومة.
ثم جاءت الحرب على غزة في السنة الموالية والتي بعدها، وأشرف الراحل علي فضيل على قافلة الحرية المنطلقة إلى غزة، فكانت الشروق أيضا ضحية للعدوان الصهيوني على أسطول الحرية التركي الداعم لأبناء غزة. وتحولت الشروق اليومي إلى منبر للحق، تشّرف بالكتابة فيه والخوض في منابره وأعمدته، أجود الأقلام العربية على فترات، من الفلسطيني عبد الباري عطوان إلى المصري علاء صادق، بل وتبوّأت في فترة من الفترات المركز الأول عربيا من حيث السحب بمليون نسخة، وضمن أوائل الصحف العالمية وفي كل الانتصارات لمسة علي فضيل.
يحز في النفس، أن تمنحنا المقاومة الفلسطينية أحلى هدية مع طوفان الأقصى، ويغيب عن الحدث الأخ الكبير علي فضيل، فقد كان نبضه على عقارب دقات الأقصى، لا يكاد يشمّ للمقاومة رائحة، إلا وسارع إلى قاعات التحرير، طالبا بأعداد ورقية خاصة، وإبراق إلكتروني مساير للحدث، ويوم تلفزيوني مفتوح للحدث الكبير، سواء تعلق الأمر بعدوان صهيوني، أم بطولات خطها رجال المقاومة في ملاحم إعلامية تواكب الملاحم التي رسمها أهل فلسطين في حياة الرجل الإعلامية، وما بعد وفاته.
رحم الله الأخ علي فضيل، فقد غرس نبتة ذات مواسم إعلامية تعددية جميلة، وها قد أينعت.
طوفان الأقصى وعاشق الأقصى
عبد الناصر بن عيسى
2024/10/22
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.