طوفان الأقصى وقفة لابد منها
معركة طوفان الأقصى ردت الأمور إلى نصابها و رجع الحديث عن القدس وفلسطين بعد أن كاد التطبيع يطبع على قلوب الناس،كما تعلمنا من هذه المعركة معنى اللجوء إلى الله وأنه لا تصير الأمور الى غيره.
و قد حَكَم الله جَلَ في علاه وقَضَى في كتابه : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[الأنبياء105].
(أي الارض)فقال {الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} هي أرض الشام و فيها فلسطين ارض المحشر والمنشر، حُبها مغروس في قلوبنا ممزوج بالإيمان أنها عربية الأصالة والإنتماء، نًدَرِسها الاجيال و تحملها جِينَاتنا حمل الشكل والصفات، انها باقية وخالدة الخلود هذا الكتاب العربي المبين وآياته، ألم تقرؤوا ايها العُربان المُبدِلون قول البَارِئ:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]،
فهي أرض وقف إسلامي لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
يقول عنها علامة الجزائر وعَلاَمَتُها محمد البشير الابراهيمي عليه رحمة الله:
«وأنّ فيك المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وإنك كنت نهاية المرحلة الأرضية، وبداية المرحلة السماوية، من تلك الرحلة الواصلة بين السماء والأرض صعودًا، بعد رحلة آدم الواصلة بينهما هبوطًا».
«إن فلسطين وديعة محمد عندنا، وأمانة عمر في ذمّتنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، فلئن أخذها اليهود منّا ونحن عصبة إنا إذًا لخاسرون»(البصائر22سنة 1948).
يقول العلامة عبدالحميد بن باديس(الشهاب 1938 :رحاب القدس الشريف مثل رحاب مكة و المدينة) «فليست الخصومة بين كل عرب فلسطين ويهودها ولا بين كل مسلم ويهودي على وجه الأرض، بل الخصومة بين الصهيونية والإستعمار الإنجليزي من جهة والإسلام والعرب من جهة والضحية فلسطين، والشهداء حماة القدس الشريف، والميدان رحاب المسجد الأقصى» مُسْتَلهما موقفه هذا رحمه الله تعالى من العُهْدة العُمرية روح الرسالة المحمدية.
يا سادة يا كرام وحدة الكلمة و جمع الصف هو مناط التمكين و الظهور في الأرض و عودة القدس وفلسطين، كان امام نهضتنا العلامة عبدالحميد بن باديس عليه رحمة الله ، لما اشتد الخلاف بين أبناء الوطن يقول: «اُنْبُذُوا الزعامات اتركوا الحزازات برهنوا للعالم أنكم أمة تستحق الحياة».
صراعنا مع الصهيونية قديم على سبيل المثال لا الحصر ما فعله يهود الجزائر بقسنطينة، في شهر أوت 1934مـ، ثمّ اعتداؤهم على الشيخ عبد الحميد بن باديس، ومدير جريدة الشهاب الأستاذ أحمد بوشمال، انتصارا للصهيونية العالمية التي فرنسا طرفٌ في تغذيتها، وقد كان لهذه الأحداث ردّ فعلٍ من الدول العربية، وأبناء «فلسطين الشهيدة»، فجمعوا التبرّعات لأهل قسنطينة المنكوبين في هذه الفتنة، وقام بإرسالها الأستاذ «محمّد أمين الحسيني».. وكان شيكا بخمسين جنيها استرلينيا وخمس شلنات، وتمّ تحويل المبلغ عن طريق بنك في لندن إلى الجزائر.. فاستفادت منه حوالي 53 عائلة قسنطينية.
و قد عقدت جمعية العلماء اجتماعا يوم 19 جوان 1936مـ، للنظر في إمكانية إنشاء لجنة لجمع التبرعات، فأسس لجنةَ إغاثة فلسطين والدّفاع عنها بنادي التّرقي، بالجزائر العاصمة، بعد قرار لجنة بيل بأيّامٍ «بداية شهر أوت 1937م» فكان رد الجميل من الشعب الجزائري وهو محتل من المستدمر الفرنسي.
و في العصر الحديث بعد الاعتداءات المتكررة، احيت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة سلفها فاسست لجنة الإغاثة الوطنية اهم مشاريعها هي القضية الفلسطينية والقدس و غزة على الخصوص فسيرت عدة قوافل إنسانية منذ 2010 إلى يوم الناس هذا سنة 2022.
اننا نقول لإخواننا الفلسطنيين لا سبيل للتحرر الا باتباع خطى نوفمبر شهر الجهاد و الإستشهاد.
يَقِين: فتح مبِّين ونصر قَريب وعد من رب العالمين.