فضاءات بشار

بشار

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1771.15
إعلانات


محمد صلى الله عليه وسلم حبيب اليتامى /ل / أ.د حجيبة أحمد شيدخ/

لم يترك الرسول – صلى الله عليه- شيئا مما ينظم الحياة الإنسانية، ويعطيها الأمان و الاستقرار إلا تحدث فيه، الكم الهائل من الأوامر والنواهي العقدية والتشريعية والأخلاقية وما تحققه من مقاصد عالية، يعطيك النبأ اليقين أنه رسول من عند الله، اكتملت به أسباب الهداية الإلهية للحياة الدنيا، ولم تصبح مهمة الإنسان إلا الامتثال والتطبيق ليرى ثمار هذه الهداية في واقعه.
من المقاصد العالية التي حرص الرسول _صلى الله عليه وسلم _ على تثبيتها في المجتمع، حماية اليتامى، وقد كانت دعوته للاهتمام باليتامى تنبع من إنسانيته أولا؛ كونه عاش يتيما، وجرب فقد الوالدين، وفقد الذين كفلوه (جده عبد المطلب، وعمه أبو طالب) ، ثم من رسالته التي تلقى الوحي بها من الله _عز وجل _ الذي يعلم كل حالات الخلق وحوائجهم ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾(الملك : 14).
لقد دعا الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلى حسن الرعاية والاهتمام باليتيم، لما يحتاج إليه من احتواء لضعفه وحاجته، واليتيم كما هو معروف من فقد والده قبل سن البلوغ، وقد ربط الرسول صلى الله عليه وسلم أجر كفالة اليتيم بالجنة للترغيب في التقرب منه وحمايته فقال : « أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا» ( متفق عليه ). لقد ربط صلى الله عليه وسلم القرب والرعاية لليتيم بالقرب منه صلى الله عليه وسلم في الجنة ليتنافس المتنافسون في رعايته، وحذر أشد التحذير من إيذاء اليتامى، وجعل أكل أموالهم من الموبقات السبع فقال: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هن يا رسول الله؟ قال : الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات (رواه البخاري).
إن الاهتمام باليتيم يجبر كسره بذهاب أقرب الناس إليه، ولا يتركه عرضة للأمراض النفسية، وعدم الشعور بعضويته في المجتمع، لذلك تتالت وصايا الرسول – صلى الله عليه وسلم -باليتامى، وجعل الاهتمام بهم من كمال إنسانية الإنسان فحين شكاه رجل قسوةً قلبه قال : « إن أردت أن تلين قلبك فامسح رأس اليتيم وأطعمه» وجعل أجر القائم على اليتامى، كأجر المجاهد في سبيل الله فقال: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار» (رواه مسلم ). وكان عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة في رعاية الأيتام فحين استشهد ابن عمه جعفر بن أبي طالب، ذكرت زوجته يتم أبنائها، فقال لها صلى الله عليه وسلم: «العيلة (يعني الفقر والحاجة) تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة» (رواه أحمد).
لقد أولى الإسلام اليتامى أهمية كبرى، بسبب ما يحدث في الحياة البشرية من الموت الطبيعي والكوارث المتنوعة والحروب، فلا يخلو المجتمع من اليتامى في كل زمن وبخاصة زمن الحروب، وما يحدث أمام أعيننا من اعتداء الصهاينة على أبناء المسلمين، وما خلفته الحرب من يتامى نراهم يعانون جميع الأضرار: الصحية والاقتصادية والنفسية، فهؤلاء اليتامى ممن أمرنا برعايتهم …. وبعد البلاد لا يبرر التخاذل عن ذلك، فوجود الجمعيات الخيرية التي تنقل لهم المساعدات وتتكفل بالتخفيف من عنائهم، يفرض على كل مسلم قادر أن ينظر بعين الرحمة إلى هؤلاء الأيتام والمشاركة في رعايتهم بكل أشكالها: الرعاية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية والتعليمية والتربوية…إن مفهوم الأمة يجعل اليتيم البعيد كاليتيم القريب في وجوب الاهتمام، يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» ( رواه مسلم )…

محمد صلى الله عليه وسلم حبيب اليتامى ل -أ.د حجيبة أحمد شيدخ/

المطور أرسل بريدا إلكترونيا2024-10-03


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة