لم يبق لعصابة الكيان الصهيوني من خيار سوى مواصلة جرائم القتل والإبادة أو الاعتراف بالهزيمة. كل البدائل الأخرى فشلت. الهدف السياسي أصبح بعيد المنال، بعد أن فرضت المقاومة منطقها في غزة وأكد الأمين العام لحزب الله أنه لن يتخلى على فلسطين مهما كانت التضحيات. وعندما تفشل الحرب في تحقيق الأهداف السياسية يُصبح مَن أعلنها في حكم المهزوم. وهو حال الكيان اليوم، لم يتمكن من تحقيق أي من أهدافه السياسية بغزة فتحول إلى لبنان علَّه يجد ضالته هناك… يُفعِّل اليوم بكل بشاعة الوسائل التي يملك، هل يستطيع؟
تحاول وسائل إعلامه إبراز الجرائم التي يرتكبها يوميا في حق المدنيين، والتخريب الذي يتسبب فيه على مستوى البنية التحتية وكأنه مؤشرات لنصر قادم، ويُمَنِّي زعيم العصابة الصهيونية نفسه كل يوم بأنه سيحقق النصر الحاسم… بعد أن مرت الأيام والأشهر، وها هي سنة تنقضي من بدء معركة طوفان الأقصى ولم يتحقق هذا النصر.. ويحس قادة “الهاغانا” الجدد أن الوقت لديهم يكاد ينفد، فيُسارعون لاستخدام كل قواهم للترهيب والتخويف من خلال القتل والتدمير في لبنان لعل أحدا من المقاومين سيستسلم، من دون جدوى… وهم يدركون في قرارة أنفسهم أن لا القائد “يحي السينوار” استسلم ولا القائد “نصر الله” سيستسلم، بل هم مَن سيضطرون بعد نفاد بنك ضرب أهدافهم من خلال سلاح الجو، إلى النزول إلى أرض الواقع لغزو جنوب لبنان، وهنا سيكتشفون وهم النصر الحاسم الذي يبحثون عنه. سيشهدون معركة أكثر ضراوة مما شهدوه في غزة مع مقاومة غير مُحَاصرة من كل جانب وغير محدودة العدة والعدد والمَدَد، وغير محكومة بزمن النصر، ولا يستطيع العدو استخدام سلاح الحصار والتجويع والقتل عطشا معها. عندها ستنكشف عورة العدو الحقيقي، وسيرى من لم ير من مرتزقته هزيمة 2006 مرة أخرى وأخيرة هذه المرة…
هكذا ستكون الصورة، إن لم تكن أكثر عَتَمة بالنسبة للعصابة الصهيونية الحاكمة اليوم في فلسطين، وستضطر للاعتراف بهزيمتها بعد أن تتغلب إرادة الحق على قوة الباطل كما هي السنن الإلهية، وحينها سيتأكد الصهاينة أنفسهم من وهم مشروعهم في فلسطين، وتكون معركة طوفان الأقصى قد حقَّقت هدفها الاستراتيجي الذي لأجله كانت، وعندها سيعلم المُشكِّكون في هذه المعركة حقيقة أن النصر لا يأتي إلا من خلال التضحيات، وأن ما أُخذ بالقوة لا يُسترَد إلا بالقوة كما كان يحدث في كل مرة عبر التاريخ…
والأهم من هذا سيكتشف المؤيدون للمشروع الصهيوني أن تحقيق عشرات الأهداف العسكرية من خلال التدمير والتخريب والإبادة الجماعية لا يرقى أبدا لِمستوى أي هدف سياسي مهما كان محدودا تُصِر عليه المقاومة… وكل الحسابات اليوم تُبرز أن هذه المقاومة إِنْ في غزة أو في لبنان ما فتئت تكسب يوما بعد يوم سياسيا، إذ فضلا على التأييد الكبير الذي أصبحت تحظى به عالميا، ها هي أحد أكبر القوى الدولية اليوم تصطف بوضوح إلى جانب لبنان في حربه ضد الكيان، وتتجاوز كون المعركة التي تدور به تقودها حركة مقاومة، وهذا تحول لافت ضمن تداعيات معركة طوفان الأقصى سيكون له ما بعده من انعكاسات…
صحيح إن الثمن الذي تدفعه المقاومة أكثر من غال، إلا أن النصر الذي سيتحقق أكثر من ثمين، ذلك أنه يتعلق بالقدس وفلسطين… وما أعظمه من نصر قادم بإذن الله…
درس آخر من لبنان للكيان…
محمد سليم قلالة
2024/09/24
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.