كيف نسهم في خدمة الجزائر؟ أ.د: عبد الحليم قابة نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/
نسهم في خدمة الجزائر بما يلي:
أولا: أن نحبها الحب الفطري المعروف عند جميع البشر، حبًّا يحملنا على خدمتها قدر المستطاع، وحب الخير لها ولأهلها جميعا دون استثناء، ويدفعنا إلى الحرص عليها وعدم التخلي عنها لأعدائنا وأعدائها وأعداء الخير والسعادة.
ثانيا: أن لا يحملنا هذا الحب على التعصب ضد إخواننا في مغربنا الكبير أو مشرقنا المُشرق، فلا نعُدُّ أنفسنا خيرا من الناس، إنما نحن شعب من الشعوب، مَنَّ الله علينا بخصائص طيبة نشكر الله عليها، ونحاول استغلالها في الخير، كما أن فينا من لا يُشرِّفنا، هداهم الله سواء السبيل، تماما كغيرنا من البلدان، فيهم الصالح، وفيهم الطالح، وإنما تتفاوت النِّسب بين الشعوب، ولا يعلمها بدقة إلا الله.
ثالثا: أن نجتهد في اختيار من يتولى المسؤوليات على مختلف درجاتها؛ لأنها أخطر الأمور وأهمها وأعظمها، فلا نولي علينا ضعيفا أو خائنا، أو من ليس كفؤا، أو من لا يليق ولا يصلح، حسب موازين العقلاء والعارفين، وليس حسب موازين الجهلة والانتهازيين.
وإنما نختار من يُشرِّفنا بعلمه، وخلقه، وتجربته، وقوته، وكفاءته، وصفاء سريرته، وبعده عن الانبطاح والخوف من عدونا.
وهذا على جميع المستويات(وزارة، إدارة، أمانة عامة، نظارة، نواب، مدرسة، شركة، مؤسسة،…). (وكلما عظمت الرتبة والوظيفة عظمت المسؤولية عند الله).
رابعا: أن نفوِّت الفرصة على من يريد تفرقتنا والنفخ في نار الفتنة والفرقة بين أبناء البلد الواحد، بحجة الأعراق، أو اللغة، أو الجهة، أو الطائفية، أو تزييف الحقائق التاريخية، أو سوء توظيفها، أو نحو ذلك من أسلحتهم الفتاكة بوحدتنا وأُلفتنا وأُخوَّتنا، فلا تقبل ولا نؤيد ولا نشارك ولا نشجع أي مشروع يفرقنا ويجعلنا أعداءً، وقد عشنا دهرا طويلا إخوانا متحابين. بل نرفع راية «إنما المؤمنون إخوة» «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض»، ومن لم يعجبه هذا الحكم الرباني، فليس له في الإسلام نصيب والعياذ بالله.
خامسا: أن يجتهد كلُّ واحد منا في نفع البلاد والعباد:
– بأداء وظيفته بإتقانٍ وصدق وإخلاص.
– بأن يخدم وطنه وإخوانه المواطنين والضيوف كأنه يخدم نفسه وأسرته.
– بأن لا يعتبر هذا الوطن عدوَّه حتى وإن ظُلم أحيانا وحُرم من بعض حقوقه؛ لأن هذا شذوذ لن يدوم إن شاء الله، وسيأتي اليوم الذي تعود فيه المياه إلى مجاريها. إن شاء الله.
سادسا: أن نجتهد في إنشاء الجمعيات التي تخدم المجتمع المدني، أو نشجع الموجود منها، أو نساعدهم بما استطعنا، فإن أغلب الأمم الراقية ترقت بإسهام المجتمع في ذلك، وعدم انتظار كل شيء من غيرهم (مثل الجمعيات الصحية، التربوية، البيئية، الخيرية، والإبداعية،…).
سابعا: التفكير الجاد في سبل النهضة بالبلاد والرقي بالعباد في دينهم، ودنياهم، وحياتهم، ومعيشتهم، ونظافتهم، وحالتهم الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، وغيرها، ولا نكتفي فقط بكثرة النقد للآخرين وكثرة التذمر من الأوضاع ، وبث روح اليأس والقنوط، بل نرفع راية التفاؤل، ونتوكل على الله، ونبدأ العمل بجد واجتهاد، والله معنا.
ثامنا: أن نطلع على أحوال الأمم التي كانت أضعف منا وصارت أقوى منا وأرقى منا، لنعرف الأسباب والعوامل، ونجتهد في أخذ ما صفا وترك ما كدر.
تاسعا: أن نحسن علاقتنا مع الله ونكثر من الدعاء أن يتولانا مولانا فيما نستقبل، فإنه ليس لمشاكلنا من دون الله من كاشفة، وليس لنا ملجأ من الله إلا إليه، لعله يُبعد عنا الشياطين من الإنس والجن، ويشغلهم بأنفسهم، ويُبقي الجزائر دُرة مضيئة يستنير بنورها وشرفها ومواقفها كل من أراد الهداية والعزة والكرامة حقا وصدقا.
والحمد لله في البدء والختام والصلاة والسلام على سيد الأنام.
كيف نسهم في خدمة الجزائر؟
أ.د: عبد الحليم قابة
نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/
كيف نسهم في خدمة الجزائر؟ 2024-09-23