فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3383.46
إعلانات


نفحاتٌ إيمانية قسّامية منعشة ** ل - عبد الرزاق قسوم

لولا إيمان عميق بإسلام ظل يعصمنا، ولولا تجذّر دقيق بمبادئ الوطن الذي هو يسندنا، ولولا اقتناع متين بالحق والعدل يدفعنا، ولولا نفحات إيمانية ورشقات صاروخية ظلت تنعشنا، لولا كل هذه المبادئ والقيم لانهارت قوانا من هول المشاهد المأساوية التي يُرسِلها إلينا كل ساعة وكل حين جيشُ بني صهيون البربري الهمجي من غزة.
وبالرغم من مشاهد الدمار والقتل والتشريد والتجويع للكبار وللصغار وما يقوم به الصهاينة من إبادة ممنهجة تأتي على معاني الحياة، بالرغم من كل هذا فإن المقاومة الفلسطينية تسجّل كل يوم المزيد من آيات الانتصار.

وإذ توشك حرب غزة بفظاعتها أن تلفظ أنفاسها، فإن من الدروس المستخلصة ما ينبغي أن يُكتب بمداد من ذهب.
أولى هذه الدروس أن المقاومة الفلسطينية قد تصدت للعدوان الهمجي الصهيوني بكل بسالة وحنكة واقتدار، فمرغت أنف قيادته في التراب.
ثاني هذه الدروس أنها أسقطت الوهم الذي ظل سائدا وهو أن جيش صهيون جيش لا يُقهر بما يملك من سلاح وعتاد وتكنولوجيا.
ثالثا: إن المقاومة الفلسطينية أسقطت عن هذا العدو كل استعداد للكفاح فهزمته في كل ساح، وكشفت عوراته في كل البطاح.
رابعا: نجحت المقاومة في رأب أي صدع في قيادتها، فجرى الانتقال في سلم القيادة بكل سلاسة وانسجام وبالإجماع متجاوزة بذلك صدمة الاغتيالات، ووحشية التعذيب والاغتصاب في السجون والمعتقلات.
هل رأيتم قوما لا يعاملون عدوهم بمثل ما يعاملهم به، ولا يطبّقون عليه مبدأ العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص؟
وكم يجد العلماء الصادقون والعقلاء المنصفون والحكماء المتخلقون، كم يجدون من عناء في كبح جماح الغليان لدى الشباب المسلم في كل مكان، وهم يتوقون إلى الثأر لموتاهم من الصهاينة ومن والاهم في كل بقاع الأرض.
ولقد أدّب الإسلام جند المقاومة فأحسن تأديبهم، فرأيناهم يحسنون على العكس مما يفعله الصهاينة بأهاليهم في السجون، رأيناهم يعاملون أسراهم بكل لطف وقيم إنسانية، فلم يشتك منهم أحدٌ بعد إطلاق سراحه من سوء معاملة، ولم تذكر أي أسيرة أي نوع من الاغتصاب اللفظي أو المعنوي، بل إن شهادات المفرج عنهنّ ذكرت أن القائد المغوار أبو إبراهيم يحيى السنوار زار الأسيرات في أسرهن وسألهنّ إن كن يجدن أي نوع من أنواع سوء المعاملة، وقدّم نفسه على أنه القائد يحىي السنوار، وجاء ليتأكد بنفسه من حسن معاملة الجميع.

بالمقابل، جهل أو تجاهل هذه القضية العادلة بعض ساسة أمتنا ممن لم تنفع فيه المواعظ، ولم تُنضجهم التجارب، فتراهم يطعنون المقاومين من الظهر، فيمنعون عنهم الزاد والعتاد وكل أنواع النجدة حتى الدعاء لهم بين العباد، وأضل الله بعض العلماء ممن لا يكادون يفقهون حديثا، رأيناهم يُظهرون الشماتة بالمقاومين الأصلاء، ويتبرّؤون من استشهاد الشهداء ويصطفون -وآسفاه- في صفوف المجرمين الأعداء.

حيا الله الإسلام الذي ربى هؤلاء المقاومين على أساس فقه الميزان وعدم الطغيان فيه فقدّموا للعالم المسلم وغير المسلم صورة عملية عن الجمع بين فقه الكليات وفقه المآلات وفقه الميزان وفقه الأولويات.
أدرك إذن حقيقة المقاومة الفلسطينية كل المنصفين في العالم من الشباب الجامعي المتنور والمثقف، والسياسي الإنساني المتحرر.
فقه هؤلاء جميعا حقيقة القضية الفلسطينية كما تمارسها المقاومة الملتزمة بالقيم، وهاهم يدافعون من مختلف المنابر وبمختلف الأساليب والوسائل عن عدالة القضية الفلسطينية.
لكن بالمقابل، جهل أو تجاهل هذه القضية العادلة بعض ساسة أمتنا ممن لم تنفع فيه المواعظ، ولم تُنضجهم التجارب، فتراهم يطعنون المقاومين من الظهر، فيمنعون عنهم الزاد والعتاد وكل أنواع النجدة حتى الدعاء لهم بين العباد، وأضل الله بعض العلماء ممن لا يكادون يفقهون حديثا، رأيناهم يُظهرون الشماتة بالمقاومين الأصلاء، ويتبرّؤون من استشهاد الشهداء ويصطفون -وآسفاه- في صفوف المجرمين الأعداء.
فيا خيبة المسعى، ألم يتعظ الجميع من مآلات بعض الظلمة المستبدين، وآخر نموذج لذلك حكام بنغلاديش الهاربين من عدل المواطنين؟
نحن نهمس في أذن الجميع، ممن لا يزال في آذانهم بعض عدم الوقر، أن يفقهوا أمر دينهم ودنياهم، وأن يعودوا إلى جادة الحق والصواب، فشعاع قضية فلسطين يكاد يضيء كل العقول والبصائر، إلا من أَعشَى الله بصيرته فأصابته عتمة النظائر وإفلاس الذخائر .
لا عذر اليوم لأي أحد في عدم نجدته ونصرته للقضية العادلة التي تفرض نفسها على الجميع فرض طلوع الشمس في وضح النهار، وكل إحجام عن هذا سيكتبه الله بمثابة الردة أو التولي يوم الزحف، ولا نرضى لأيِّ أحد من أمتنا أن يسقط في هذا الهوان.
في هذا المستوى من التحليل والتدليل، ومن التقويم والتقييم، يبرز دور العلماء في إنارة السبيل أمام الجميع لتوعية الأمة بوجوب تجاوز مرحلة التشدُّد والانفعال واليأس فينخرطوا في سبل المقاومة الفاعلة.
وسيسجّل التاريخ بكل ألم وحسرة كل من يقف متفرجا أمام عملية الإبادة التي يمارسها العدو المتغطرس بكل نذالة وتعصُّب ولا إنسانية، وإنَّ مما قد يخفِّف الله به عن بعض العلماء المتقاعسين هو إقبالهم على التوعية بتفعيل سلاح المقاطعة والممانعة والدعوة إلى إلغاء كل أنواع التطبيع والتنسيق على جميع المستويات.
وأيا كانت مدة الحرب، فإن مما لا يختلف فيه اثنان هو النصر للقضية الفلسطينية العادلة، وقد لاحت تباشير النصر بإذن الله.
نريد لكل ذي عقل وذي بصيرة من أمتنا أن يستخلص الدروس والعبر، مما يقوم به الصهاينة المعتدون الجبناء، فيصلحوا ما فات ويستعدوا لما هو آت.
وآخر ما يمكن أن نؤكد عليه، هو أن مصير غزة لن يصنعه إلا الفلسطينيون بكل حرية، وينبغي أن لا يكون لغير الفلسطينيين مهما كان موقعهم أي دور في صناعة المستقبل السياسي الفلسطيني، فذلك هو حكم التاريخ، وتلك هي سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا لفقه التاريخ تحويلا.

 

الرأي

نفحاتٌ إيمانية قسّامية منعشة

عبد الرزاق قسوم

2024/08/25


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة