بشار

ابتلي المسلمون في العالم كله بهذه الشرور التي يسلطها عليهم أعداؤهم بكل الطرق والوسائل، فندعوا الله – عزّ وجل- أن يربط على قلوبنا، ويثبتنا بالقول الثابت، وأن يثبت أقدامنا.
ولكن البلاء المبين والشر المستطير هو ما ابتلي به إخواننا في غزة الصغيرة مساحة، الكبيرة عزيمة وجهادا وصبرا ومصابرة، لا في وجه أقذر عدو عرفه تاريخ البشر، ولكن في وجه “ظلم ذوي القربى”، هو أشد مضاضة من وقع الحسام المهنّد، ومن وقع القنابل الفتّاكة ذات القوة التدميرية الكبيرة التي لا تأتي على أعظم المباني والمنشآت التي صيرته قاعا صفصفا..
إنكم يا أهل غزة علّمتم العالم كله، بمن فيه “إخوانكم” الخائنون لكم، وكان الواجب عليهم أن ينصروكم وقد استنصرتموهم، علّمتم الجميع كيف تكون البطولة، وكيف يكون الصبر والمصابرة.
لقد كشفت ابتلاءات إخواننا – رجالا ونساء وأطفالا – في غزة معادن الناس، مسلمين وغير مسلمين، فعرفنا الطيبين والطيبات، وامتاز الخبيثون والخبيثات..
إن الذي أدهشنا و”افتجأنا له” – باللسان الغبريطي- هو وقوف المشكوك في عروبتهم ودينهم مع العدو ضد إخوانهم المظلومين، ومع ذلك، فقد التمسنا لهؤلاء الأعذار بأنهم “جهلة”، و”محدثو نعمة”..
ولكن الأمر الذي حيّرنا حقا هو ظهور بعض من “يحملون أسفارا”، ممن يسمون “علماء” و”طلبة علم”، يخونون الله – عزّ وجل- ورسوله – صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين وهم يعلمون، بل إن منهم من سخر من المجاهدين، واستهزأوا بهم، وشمتوا، وتشفوا في أولئك الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، كذلك الذي “يجاهد بالسنن”، في حين أن أولئك الأبطال من الرجال والنساء والأطفال كانوا يجاهدون بـ”الفرائض”، وكذلك “الطويل” الذي يجسّد المثل الجزائري الأصيل: “طويل بلا خصلة”، وكذلك “الرسلان” الذي لا يخرج من فكه إلا أقذر الكلام وأشده فحشا.
إن “فقه” هؤلاء أشبه ما يكون بما سماه أحد الفقهاء الحقيقيين “فقه العبيد”، ذلك لأنهم لا يفقهون إلا “فقه” الذل والمهانة، وإخضاع الناس لحكام أصدق وصف لهم هو أنهم “إخوان الشياطين” لأنهم مبذرون.
إن الحيّض أفقه منكم، وأكرم منكم، وأحنى على بعولتهن وأبنائهن وإخوانهن منكم، يا من لم تفقهوا من سنة الرسول – عليه الصلاة والسلام- التي تزعمون إحياءها، لم تفقهوا منها إلا قوله: “تناكحوا تناسلوا”، قطع الله دابركم كما يقول الفقيه الأفقه الإمام محمد البشير الإبراهيمي، وأكثر نسل رجال غزة ونسائها.

الرأي

فقه العبيد

محمد الهادي الحسني

2024/08/25