فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3383.46
إعلانات


نحن أحق بموسى وعيسى من قتلة الأنبياء والأبرياء** ل -أ د -عبد الرزاق قسوم

الرأي

نحن أحق بموسى وعيسى من قتلة الأنبياء والأبرياء

عبد الرزاق قسوم

2024/08/07

ما فتئ العدو اليهودي الصهيوني، وهو الخنجر الذي غرسه في قلب أمتنا الغربُ اليهودي المسيحي عقيدة، الصهيوني العلماني إيديولوجية، ما فتئ يباغتنا بفظائعه وجرائمه برعاية الغرب وسلاحه وتكنولوجيته، فهذا العدو الصهيوني الفاشي الحاقد الذي لا يتورع في حربه الإبادية عن استخدام كل الأسلحة الفتاكة لقتل الصبية والشيوخ والمدنيين، فيقتل الأبرياء ويهجّر الأمناء، ويزرع الدمار والخراب في كل مكان.

لم يقتصر هذا المجرم غير الإنساني على كل أنواع الإبادة، بل امتدت أياديه الملطخة بالدماء إلى اغتيال رموز المقاومة، من دون أي اعتبار لمعاني القيم أو المبادئ الإنسانية.
لقد اتفق الغرب المتصهين مع مريديه الصهاينة على الإبداع في اختراع العدوان على كل ما هو مادي أو معنوي، ولم يسلم منه الأنبياء ولم يراعِ حقوق الأبرياء ولم يتورع عن الترويج لكل ما هو شذوذ ومثلية، فقد توزّعت أدوار هذا الحلف الشيطاني الآثم على كل البلدان وبني الإنسان على اختلاف الأوطان وتنوع الأديان، وتلوُّن الفكر الثقافي، فبعد غزة العزة وما تعانيه من أبشع أنواع القصف والقنص، والتقتيل والتنكيل، والهدم والتخريب، من دون وازع أو رقيب، وبعد مد يد العداء إلى لبنان الخصيب بمختلف الأديان، فعاث فيه هدما وقتلا وفسادا، رأيناه يلتفت إلى اليمن السعيد فيُـــــبدئ فيه ويعيد، ولا من يردعه من قريب أو بعيد.

ما حادثة اغتيال القائد الرمز إسماعيل هنية إلا نموذج للقادة والمتّقين، فهل رأيتم قائدا يتقدم جنوده إلى الاستشهاد ضاحكا مستبشرا، باسم الثغر، طلق المُحَيا، وهو يصيح في قومه: لقد اشتقنا إلى الموت والشهادة، وما أتى به الشهيد أبو العبد هنية، ليس بدعا في الجهاد والاستشهاد، فقد رأينا الشهيد الجزائري العربي بن لمهيدي كيف كان يسخر من جلاديه بابتسامته الحالمة.

ثم ها هو العدو مزهوّا بجرائمه الشيطانية ومزاعم انتصاراته الوهمية، ها هو يطال رموز مقاومتنا ورأس جهادنا وبسالتنا، وبالتوازي مع العدوان، جاءت العدوانية على القيم الإنسانية والقدسية النبوية ممثلة في الألعاب الأولمبية بفرنسا، فالمشرفون على هذه الألعاب عبثوا بالمسيح عيسى عليه السلام، وهو الناشر لقيم التسامح والسلام بين كل البشر.
إن مأساة المنتمين ظلما وعدوانا لموسى وعيسى عليهما السلام، أنهما أبعد الناس عن قيم الديانة التي بشَّرا بها، فهما يدعوّان إلى الحب والتصافي والتسامح والسلام، وأتباعهم المزيّفون هم رعاة الاحتلال وسدنة الاستعمار، وقادة كل القتلة، فمن أحق بموسى وعيسى: أهؤلاء قتلة الأنبياء ومغتالي المصطفين الأخيار؟ أم نحن المسلمين المؤمنين بما دعا إليه موسى وعيسى وختم به محمد عليهم السلام؟
إن هذه هي المعادلة الدينية والإيديولوجية الأخلاقية التي على ضوئها ينبغي الفرز بين البشر، فشتّان بين من يرفع شعار موسى وعيسى عليهم السلام قولا، وتأتى أفعالهم على العكس ظلما وهدما وتدميرا وتهجيرا، وبين من يرفعون شعار محمد صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا، فهم يؤمنون بروحانية موسى في الميدان، ويعملون بسماحة عيسى في كل الأوطان، فأينا أحق بهم عليهم السلام؟
وإن لنا فيما يقدّمه الشعب الفلسطيني الباسل وما قدّمه من قبل الشعب الجزائري المجاهد عبرةً، وإنها لدروس ينبغي أن يَعِيَها كل ذي عقل ووعي من بني البشر، فنموذج الاستشهاد التي قوبل به الشهداء الأسياد من أعداء الأمة الإسلامية ‏لآياتٌ ينبغي أن تدخل إلى مراكز الدراسات والأكاديميات لتكوين العقل الإنساني على بصيرة من الحكمة والعِظات الحسنات.
وما حادثة اغتيال القائد الرمز إسماعيل هنية إلا نموذج للقادة والمتّقين، فهل رأيتم قائدا يتقدم جنوده إلى الاستشهاد ضاحكا مستبشرا، باسم الثغر، طلق المُحَيا، وهو يصيح في قومه: لقد اشتقنا إلى الموت والشهادة، وما أتى به الشهيد أبو العبد هنية، ليس بدعا في الجهاد والاستشهاد، فقد رأينا الشهيد الجزائري العربي بن لمهيدي كيف كان يسخر من جلاديه بابتسامته الحالمة.
وهل سمعتم ما قاله الشهيد ديدوش مراد حينما كان يردد مقولته المشهورة: (إن قادة الثورة هم وقودها)، فبفضل تلك الابتسامة والإقبال على الموت من مجاهدينا تحررت الجزائر، وبفضل إصرار المقاومة الفلسطيني وغيرته واستهانته ببطش العدو ستتحرر فلسطين، ولا عزاء للمثبطين والمتخاذلين والمطبّعين.
إن الشهداء هم الأحياء الحقيقيون كما وعدهم ربهم، {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
أما الأموات الحقيقيون فهم أولئك الذين يرضون بالذل والخنوع ويقفون مكتوفي الأيدي، محنطي الأسلحة، مـُجَمِدِي حركات الجيوش، ليت حكام أمتنا يرتقون إلى مستوى وعي شعوبهم، فيتفاعلون مع الحرب التحريرية التي يخوضها مقاومو فلسطين بمباركة وتأييد ومساندة أمتهم.
لقد أثبتت شعوب أمتنا الإسلامية مدى وعيها وقوة إيمانها بالحق الفلسطيني في الحرية والاستقلال، فهذه الشعوب لم تبخل بأي جهد في سبيل نصرة القضية الفلسطينية، إما بالمساندة والمساعدة، أو بالممانعة والمقاطعة، وأكبر دليل على ذلك مظاهر التضامن والابتهاج التي أبدتها شعوبُ أمتنا في جميع أنحاء الجغرافيا الإسلامية، واستلهاما من التاريخ الإسلامي الموغل في القدم، مما يؤكد صحة العقل المسلم وسلامته بالرغم من العراقيل والعقبات الموضوعة في طريقه.
ليت قادة أمتنا يفيقون من غفوتهم ويدركون أن المستقبل لفلسطين ولكل الشعوب التواقة إلى الحرية والاستقلال، وليعُد الجميع إلى طريق الرشد قبل يوم الفصل، فالأيام صحائف، ولنخلّد فيها جميل الذكر قبل فوات الأوان يوم لا ينفع الندم.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة