فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3384.92
إعلانات


لا تخويف بتوسيع الحرب.. كانت أوسع! ل- محمد سليم قلالة

الرأي

لا تخويف بتوسيع الحرب.. كانت أوسع!

محمد سليم قلالة

2024/08/06

عندما تقول الولايات المتحدة الأمريكية إنها لا تريد حربا أوسع، هي ضمنيا تريد أن تقول أريد أن يبقى خضوعكم للأمريكان والصهاينة أوسع. غير صحيح أن الغرب لا يريد أن تتوسّع الحرب لو استطاع، بل هو يريد أن يتسع الخضوع له وخدمة مصالحه أكثر وبأقل التكاليف إن استطاع.

هو يعلم أنه قام بأوسع الحروب في المنطقة خلال العقود الأربعة الأخيرة وقتل الملايين من أبنائها وليس مئات الآلاف، لأجل إخضاعها ومازال يفعل في كل المنطقة…
مَن أشعل الحرب العراقية الإيرانية الأولى التي دامت قرابة العشر سنوات واستُخدمت فيها الأسلحة كافة؟ أليس الغرب بقيادة الولايات المتحدة؟ من أشعل حرب الخليج الأولى والثانية بما تركته من دمار وتخريب؟ أليس الغرب وأدواته في المنطقة؟ كيف وصلت المنطقة إلى هذا النوع من الخنوع والخضوع وصولا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية لولا توسيع الحرب من قبل الأمريكيين عبر عملائهم من “داعش” إلى الصهاينة وعبر نشر قواعدهم العسكرية في كل مكان؟ لولا وجود الروس في سوريا لكانت كافة القواعد العسكرية في المنطقة أمريكية.. مَن تُحيط بوارجه على مدار السنة بالمنطقة وتُنَسِّق مع قاعدته الثابتة الصهيونية في فلسطين؟ أليس الأمريكان والبريطانيين ومَن والاهم؟ ومع ذلك يرفعون شعار لا لتوسيع الحرب؟ هل كل هذه القواعد العسكرية والبوارج الحربية هي من أجل تشجيع السياحة في المنطقة؟ أي ضحك على الأذقان هذا وتلاعب بالعقول إلى درجة كدنا نرى معها المُحتَل والمسيطَر عليه والأضعف يبحث عن الحرب! أما المعتدي والأقوى فيبحث عن الهدوء والسلام وضبط النفس!!؟
هو المنطق الصهيوني نفسه مع الفلسطينيين ومع المقاومة في المنطقة، الإخراج ذاته والعبارات نفسها التي يجري صنعها في مخبر واحد.. ويريدوننا تصديقها وتغيير اتجاه الفهم الصحيح لدينا بعد أن بعثت فيه معركة طوفان الأقصى الروح… كلّا إن من يُدافع عن حقوقه المشروعة ومن يَرُدّ الظلم عن نفسه لا يمكن وصفه بالساعي إلى توسيع الحرب، سواء تعلّق الأمر بالمقاومة في فلسطين أو في لبنان واليمن والعراق أو بسياسة دولة كإيران، هل تسمح أيُّ دولة غربية بالاعتداء على سيادتها والهجوم على أحد ضيوفها الرسميين واغتياله من دون رد؟ هل ردّها سيوصف بأنه رغبة في توسيع الحرب أم يُعدّ دفاعا عن النفس؟
يبدو أن الازدواجية في المعايير بالنسبة للدول الغربية أصبحت اليوم أكثر من بارزة.. على الفلسطينيين القبول بالاحتلال والحصار والتجويع وإلا فإنهم من دعاة الحرب وحتى إرهابيين إذا ثاروا! وعلى إيران القَبول بالعدوان على سيادتها وستكون إرهابية ومن دعاة الحرب إذا دافعت عن نفسها.. وعلى جميع دول المنطقة أن لا تنتفض ضد القواعد العسكرية الأمريكية وألا تُعادي الكيان الصهيوني المحتل، وإلا ستُصَنَّف ضمن محور الشر وستُهاجَم فقط لهذا السبب.. وقس على ذلك بقية مَن بقي يحاول أن يكون مستقلا بقراره غير قابل لأن يكون مخيَّرا بين مزيد من الخضوع أو الحرب!
ذلك هو المنطق السائد اليوم، وفي كل الحالات ينبغي أن ندرك أنه منطق الغرب المتعالي والمستكبر والباحث عن الهيمنة المطلقة لا منطق الباحث عن إحقاق الحق والعدل. ولا بديل عن مقاومته بشتى السبل وإن كان الثمن ما تدفعه غزة اليوم أو ما سيدفعه لبنان أو اليمن أو العراق أو إيران أو غيرها من البلدان غدا.. ذلك أنَّ طريق التحرير محفوفٌ بالمخاطر، وقد بيَّنتها لنا معركة طوفان الأقصى، وهي البداية فقط لمعارك أخرى قادمة ضد الخضوع والخنوع، ستضطرُّ فيها قوى الظلم الحالية إلى مغادرة أراضينا الطاهرة كما غادرها الاستعمار التقليدي.. وقد بدأت المرحلة.. فلا تخويف بتوسيع دائرة الحرب بعد الآن وقد كانت أوسع.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة