فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1757.01
إعلانات


تأملاتُ في الوجودية الغرب صهيونية الكافرة بالإنسانية الفلسطينية/ ل- عبد الرزاق قسوم

تأملاتُ في الوجودية الغرب صهيونية الكافرة بالإنسانية الفلسطينية

عبد الرزاق قسوم

2024/07/31

أستسمح القارئ العزيز، في أن أغوص به في دهاليز الإيديولوجية “الغرب صهيونية”، ذات النزعات الإنسانية، لأنزلها على واقع الحرب الإبادية التي تُشن على غزة، كما شُنت من قبل على الهنود الحمر، وعلى الفيتناميين، والعراقيين، والأفغانيين، والجزائريين، وغيرهم.
هذه الإيديولوجيات والمذاهب الكاذبة التي رفعها الغرب المتصهين، كالوجودية الغربية، والشخصانية المسيحية، والميكيافيلية الإيطالية، والهوبزية الألمانية (نسبة إلى “هوبز”)، لنقف على مصادر الإيحاء لدى النازيين الصهاينة الجدد في حربهم الإبادية على غزة، وفلسطين.
إن الوجودية، مذهبٌ فلسفي إنساني مزعوم، خرج به على العالم، إثر الحرب العالمية الثانية، جهابذة الغرب المتصهين، كرد فعل إنساني غاضب ضد الحرب التي احلولكت لهولها السماء، وضجت من ظلمها حجافل الأبرياء، واهتزت الأرض فيها من بطش الأقوياء.
وها نحن اليوم، أمام وجودية من نوع خاص، هي وجودية أوروبا، أي وجودية المصادمة والتدمير الإسلاموفوبية، كما أننا في أتون أمريكا، المتميزة بوجودية الاحتواء والاستعلاء والبراغماتية.
لم تفلح هذه المذاهب الفلسفية، في نشر مبادئها الإنسانية، الداعية إلى العمل على حماية الإنسان من أهوال الحرب والخراب، والدعوة إلى صيانة وجوده من كل هول ومن كل اضطراب.
إننا على العكس من ذلك أمام خريجي سياسة لا وجودية، ولا شخصانية، تتحدى المعبود وواجب الوجود، وتعمل على إبادة الإنسان ممكن الوجود، بفتح المقابر له، وبعثرة أشلائه في اللحود.
فباسم المصطلحات المظلومة، والمفاهيم الملغومة، شُنّت بالأمس حروب على الهنود الحمر في أمريكا، وضد الفيتناميين، والأفغانيين، والعراقيين، والجزائريين.
وهاهم تلاميذ الغرب من الصهاينة، تحت غطاء الإيديولوجية الغربية، وبحماية أسلحتهم وأعلامهم، يقومون في غزة العزة، وفي كل أنحاء فلسطين بهدم الديار، وردم الصغار، والترويع بالتهجير، للمرضى، والعجزة، والأمهات، والكبار.
تغرق غزة الأبية في بحار الدماء إلى الأنف، لأن العدو الصهيوني البربري يذيقها لباس الجوع، والقتل، والخوف، فالصهيوني –في فلسطين- يرمّم جداره القائم على الكذب والمغالطة، بهدم ديار السكان الأصليين، وما ذلك إلا لأن أبرهة العصر، أو مسيلمة الكذاب، يُسَوِّق لحربه الإبادية بمختلف الطرق والوسائل.
وها هو يؤم شطر الكونغرس الأمريكي، مالئا وطابه بالأحابيل، ونافخا كيره بالأضاليل، فيجد من يقف مشجِّعا له بالتصفيق، والتهليل، والتبجيل.
تنكر ممثلو الصهيونية المتوحشة –في فلسطين- لكل معنى للوجود الإنساني، وهاهم على العكس من ذلك، بدل تبني الوجودية الإنسانية، على اختلاف أوطانها، نراهم يجسدون في السياسة الميكيافيلية الحرباوية الإيطالية، والتي لا تؤمن إلا بالمصلحة الخاصة، ولو كلف ذلك إبادة شعوب بأكملها.

لقد تابع العالم، بكل تعجّب وأسى، نشر الأكاذيب على نواب الكونغرس، من أن الجيش الإسرائيلي جيش “متحضر”، يحارب “الوحشية” الفلسطينية.
وأما قتل الأطفال والرضّع من الفلسطينيين، فإنه يتم في زعم مسيلمة العصر، الكذاب، باسم “مكافحة الإرهاب”، لأن هؤلاء الأطفال والرضّع لم يقفوا في وجه حماس، وبالتالي وجب قتلهم.
فأين يكمن الإرهاب؟ وأين توجد البربرية؟ ومن هو المتحضر –إذن- ومن هو المتوحش؟

وإنهم لم يجدوا في علم الأخلاق، إلا أخلاق الفيلسوف الألماني “هوبز”، الذي يقرر “بأن الإنسان ذئبٌ لأخيه الإنسان”.
وهكذا التقى –في الكونغرس الأمريكي- المشؤوم على خائب الرجاء، فصفق للسفاح وناشر الأتراح، البراغماتيون المتعصبون الذين لا يؤمنون إلا برنين الدولار، وقعقعة السلاح.
صفق المأجورون –في الكونغرس- كل دقيقتين لمن تلطخت يداه بالدماء، ووقفوا نفاقا واسترزاقا، لقاتل الأطفال والنساء الأبرياء، وهادم البنايات، والمدارس، والمستشفيات، على الآمنين الشرفاء.
وتحية تقدير وإكبار، بهذه المناسبة، للنائب الفلسطينية في الكونغرس، رشيدة طلبي التي تحدّت شعارها وزيها الأصلي، وصمدت في وجوه كل السائرين في حملة التدجيل، والتضليل، والتمثيل.
وتحية إجلال وعرفان، توجّهها –أيضا- إلى ما يقارب المائة من شرفاء أمريكا نواب الكونغرس، الذين قاطعوا المسرحية المقيتة، وفضّلوا أن ينحازوا للجماهير الرافضة لإخراج التمثيلية السخيفة والمميتة.
لقد تابع العالم، بكل تعجّب وأسى، نشر الأكاذيب على نواب الكونغرس، من أن الجيش الإسرائيلي جيش “متحضر”، يحارب “الوحشية” الفلسطينية.
وأما قتل الأطفال والرضّع من الفلسطينيين، فإنه يتم في زعم مسيلمة العصر، الكذاب، باسم “مكافحة الإرهاب”، لأن هؤلاء الأطفال والرضّع لم يقفوا في وجه حماس، وبالتالي وجب قتلهم.
فأين يكمن الإرهاب؟ وأين توجد البربرية؟ ومن هو المتحضر –إذن- ومن هو المتوحش؟
أإذا وقف أحرار أمريكا، من الشباب الجامعي، ومن المثقفين الجامعيين، وحتى من بعض الأحرار اليهود، أإذا وقف هؤلاء كلهم ضد حرب الإبادة، والتنكيل بالمواطنين ذوي الإرادة، يُنعتون بتصفيق نواب الكونغرس، بأنهم “مأجورون من إيران”؟
احتار الشرفاء في هذا العالم، والله، من المنطق المعكوس، الذي يروج له الصهاينة المعتدون، ويجدون من يصفق لهم من أجل ذلك، فأين التغني بالديمقراطية؟ وحرية تقرير مصير الشعوب، وشعارات العالم الحر، هل يمكن أن تذوب كلها هكذا، في لحظة واحدة، ذوبان السكر في الماء؟
لقد احتار العقل الإنساني، أمام المغالطات التي تُنشر على بعض العقول فتخدرها، وتبعدها عن التمييز بين الحق والباطل.
ولو أخذنا مثلا واحدا، وهو مثل ساطع كالشمس في عيون وعقول الجميع، وذلك هو مثل “الرهائن” أو الأسرى الصهاينة عند المقاومة، والأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
فقد كشفت الحقائق الملموسة والدامغة، وشهد شاهدٌ من أهلها كيف أن الأسرى الصهاينة المفرج عنهم من المقاومة، كانوا يتمتعون بصحة جيدة، ورشاقة لافتة، بشهاداتهم هم أيضا، بينما الأسرى الفلسطينيون المفرج عنهم من سجون الاحتلال كيف كانت حالتهم الصحية المتدهورة، ومعنوياتهم المنهارة من شدة ما لاقوه من تعذيب ومعاناة، وما مورس عليهم من كل أنواع التعذيب، فمن هو المتحضّر، ومن هو المتوحش؟
نريد أن نستخلص من كل هذا، أن كل الشعارات الإنسانية التي بشّر بها المفكرون الغربيون، قد مُسخت ونُسخت بوحشية وبربرية الصهاينة.
والأعجب من هذا كله، أن يشهد ممثل الصهاينة أمام الكونغرس، بوجود بعض المنسوبين إلى العرب، وإلى أهل السنة، الذين يباركون حرب الإبادة الصهيونية، ويقدّمون لها الدعم المادي والمعنوي.
فاللهم، إننا نبرأ إليك مما يأتيه الصهاينة ضد أشقائنا في غزة، ونبرأ إليك مما قد يأتيه بعض المنتمين إلينا، إما بالمساندة، أو بالممانعة، أو بالصمت والمبايعة.
﴿..وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ…﴾[سورة فاطر، الآية 43].


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة