فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3275.65
إعلانات


زلزال بايدن يُحطِّم أعمدة الكيان / ل- محمد سليم قلالة

الرأي

زلزال بايدن يُحطِّم أعمدة الكيان

محمد سليم قلالة

2024/07/23

لم تكن القيادة المُجرِمة في الكيان الصهيوني تتصور بأنها ستصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس الحالي “جو بايدن” مُنسحِب من سباق الرئاسة، ونائبته ستنتظر إلى غاية 19 أوت القادم لكي يتأكد ترشُّحها، والمرشَّح للانتخابات الرئاسية الأخرى “دونالب ترامب” يعيش هو وفريقه مرحلة إعادة حسابات كلية لإستراتيجيتهم الانتخابية بعد أن كاد يعتقد أن الطريق أصبح مفتوحا أمامه نحو الرئاسة الأمريكية في آخر مناظرة له مع الرئيس الحالي وعمَّ الفرح قادة الكيان.
لا يوجد أعقد من هذا الوضع بالنسبة للوفد الصهيوني وهو يحل هذا الثلاثاء بواشنطن في زيارة كان يُعَوِّل عليها كثيرا منذ أشهر، وكان يَعتَقِدُ بأنه سيعود منها بدعم أمريكي غير مشروط للبقاء في الحكم، وبشيكٍ على بياض لِمواصلة إجرامه في غزة. ولكن ها هي الرياح تجري بما لا تشتهي السفن كما يقول المثل؛ يزداد الوضع في الولايات المتحدة غموضا، وتزداد مهمة قتلة الأطفال صعوبة، خاصة وأن التقارير الصحفية الأمريكية التي رافقت هذا الوفد الصهيوني إلى واشنطن بشهادة الطبيب اليهودي الأمريكي العائد من غزة “مارك بيرلموتر” تقول إن الجيش الصهيوني يقتل عمدا الأطفال الفلسطينيين في غزة بما يرقى إلى جريمة حرب، وأن هناك قناصةً من الجيش الصهيوني كانوا يستهدفون الأطفال بالذات.. (الأمر الذي جعل عدد الذين تعرّضوا للأذى منهم أو بُترت أعضاؤهم يزيد عن 11 ألفا حسب إحصاءات أخرى).. هذه الشهادة المروِّعة من داخل القطاع ومن طبيب يهودي أمريكي تزيد من تضييق الخناق على مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني وهم يُخطِّطون للعودة بعد هذه الزيارة بدعم أكبر من حليفتهم الولايات المتحدة.
صحيحٌ أن الموقف الأمريكي من الكيان الصهيوني لن يتغير بين عشية وضحاها، ولكن التغير التدريجي لهذا الموقف ممكنٌ بتغير الأوضاع الداخلية في هذا البلد وخاصة بتغير التركيبة الديمغرافية فيه، فالمرشَّحة الأكثر حظا لخلافة “بايدن” إلى حد الآن هي “كمالا هاريس” وهي -كما هو معروف- متعددة الأعراق (الأب جمايكي من أصل إفريقي والأم هندية)، خلافا لـ”جو بايدن” (الإيرلندي) أو “دونالد ترامب” (من أب ألماني وأم اسكتلندية)، أي أنها تتطابق من حيث الانتماء العرقي إلى حد ما مع طبيعة التحول الديمغرافي الحاصل في الولايات المتحدة، إذ أصبح بها اليوم نحو 40% من غير البيض (18.3% من الاسبان المكسيكيون بالأساس، و12,7% من السود، و5.6% من الآسيويين و3.4% من أعراق أخرى)، ويقارب عدد مجموع هؤلاء متعددي الأعراق 141 مليون، مقابل نحو 192 مليون من البيض، مع تسجيل فارق كبير في نسبة النمو بينهما، إذ يُتوقع أن تصبح الغالبية لغير البيض في حدود سنة 2050، وهي في تزايد مستمر اليوم. الأمر الذي سيكون له بالغ الأثر في أيِّ انتخابات أمريكية بما في ذلك الحالية، ولا يُتصوَّر أن لا يأخذ أي رئيس أمريكي هذا الأمر بعين الاعتبار، وهذا مؤشرٌ مخيف بالنسبة للكيان، إذ تبدو الآفاق المستقبلية أمامه مسدودة في أكبر دولة يحتمي بها وتدعمه.. ولا شك أن الوفد الصهيوني كان سيعود بمكاسب أكبر لو بقي “ترامب” منافسا لـ”بايدن”، ولازداد قادة الكيان المرضى والمهووسون بالقتل والتدمير إجراما في حق الفلسطينيين، وعجرفة وتَحرُّشا في حق الإيرانيين والمقاومة وتعاليا واستكبارا على بقية العرب لو فاز “ترامب”. أما اليوم، فإن هذا الوفد يصل واشنطن وحليفه الأول يعرف اضطرابات سياسية وعرقية وجيوسياسية جمة، وغير متجانس في الأسلوب الذي ينبغي أن تُدار به السياسة الخارجية لهذه القوة العظمى وقد أحدث زلزال انسحاب “بايدن” ما أحدث، وهذا أمر غير مسبوق في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية، بما يعني أن المقاومة في فلسطين، وإن بلغت التضحيات لديها أقصى الحدود، هي الآن على وشك تحقيق نصر غير مسبوق وتاريخي على عدوِّها بأن يعود خائبا من زيارته لواشنطن، ويضطر إلى القَبول بشروطها لوقف الحرب والانسحاب وبداية مرحلة التفاوض لإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف، وبذلك تكون معركة “طوفان الأقصى” قد حقَّقت أهدافها وتضحيات الشهداء والمجاهدين لم تذهب سُدى.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة