فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3275.65
إعلانات


غزّة تصنع المراجعات الفكرية والوعي الجديد/ ل- محمد سليم قلالة

الرأي

غزّة تصنع المراجعات الفكرية والوعي الجديد

محمد سليم قلالة

2024/07/16

لماذا لا نسمع أبدا الدول الغربية تنتقد نظيراتها العربية والإسلامية على أنها لا تستجيب لتطلعات شعوبها ولا تأخذ برأي أَغلبيتهم ولا تطلب منهم أدنى استشارة عندما يتعلق الأمر بالموقف من التطبيع مع الكيان الصهيوني؟ لماذا في هذه المسألة بالذات لا تُطرَح قضية الديمقراطية وتمثيل الشعوب؟ لماذا عندما يتعلق الأمر بالموقف من فلسطين ومن الحرب في غزة لا تجري الإشارة أبدا إلى ضرورة استشارة الرأي العامّ العربي حتى يكون لديها مُعطى لقياس مؤشر الديمقراطية في هذا البلد أو ذاك؟ ونحن نعلم كم جرى الاستناد لمثل هذه المؤشّرات لتصنيف هذه الدولة أو تلك من حيث درجة الانتساب إلى العالم الحر وأحيانا لتصنيفها استبدادية ثم معاقبتها.
عندما يتعلق الأمر بفلسطين تسقط جميع هذه الاعتبارات.. بل يصبح عكسها هو الصحيح.. صمتٌ مطبق في هذا الجانب وتأييدٌ مُطلَقٌ للدول التي لا تحترم هذا الأمر بالذات.. بل بالعكس كلما خالفت دولة شعبها فيه ارتفع مؤشر الرضا عنها عند الغرب واُعتُبِرت قريبة من “العالم الحر”!.
يلاحظ ذلك المتابع اليوم، وغزة تُباد من قبل الصهاينة، سعادة كبيرة لدى المعسكر الغربي بهذا التخاذل العربي المناقض تماما لتطلعات الشعوب.. ولا حديث عن عدم تمثيلية الحكام لشعوبهم أو عن عدم استشارتها، ولا حديث عن حق الأغلبية أو عن ضرورة القيام باستشارات شعبية كما كان يحدث في كل مرة يبرز فيها قائدٌ عربي يناقض الغرب في مصالحه ولو جزئيا أو يكون لديه ولو قليلٌ من الجرأة لقول “لا” ولو استعراضا.
تُبيِّن لنا هذه المسألة بوضوح مدى تلاعب الغرب بموضوع الديمقراطية، وتضطرّنا إلى ضرورة التمييز بينها كآلية من آليات بناء الشرعية في العالم المعاصر وكأداة غير بريئة في يد القوى الرأسمالية الكبرى للمناورة من أجل فرض منطقها وتحقيق مصالحها حتى وإن كان ذلك على حساب الحقوق المشروعة لشعوب بأكملها، حتى وإن كان في ذلك إبادة لشعب بأكمله بمنهجية الاستعمار التقليدي ذاتها في القرنين التاسع عشر والعشرين
وقد كشفت معركة “طوفان الأقصى” من بين ما كشفت عليه، هذه المسألة بالذات ومازالت تزيدها وضوحا يوما بعد يوم، ونحن نرى بأم أعيننا ما يحدث ونزيد إدراكا لحقيقة علاقتنا مع الآخرين ومع أنفسنا، بل ونقوم بمراجعات عميقة لكثير من المسائل التي تخص ليس فقط سياستنا الخارجية، بل والداخلية أيضا بما في ذلك المتعلقة بالخيار الديمقراطي. وتلك من نتائج معركة “طوفان الأقصى” الأخرى التي ما كنا نتوقع أن تحدث ذات يوم.
الرَّحمة للشهداء والنصر للمجاهدين الأبطال، صُنَّاع التاريخ والوعي على المستويات كافّة.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة