فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3275.65
إعلانات


فعلها الصناديد! ل- حسين لقرع

الرأي

فعلها الصناديد!

حسين لقرع

2024/07/16

لأول مرة منذ بداية حرب الإبادة في غزة، اعترف جيش الاحتلال الصهيوني بأنه يواجه نقصا كبيرا في عدد الدبابات وناقلات الجند والجرافات وغيرها من الآليات العسكرية، وأنّ ما تبقى لديه الآن “لا يلبي احتياجات الجهد الحربي”، كما اعترف بوجود نقص في القذائف والضباط لاستخلاف الذين أصيبوا أو قتلوا في الحرب!
والواقع أنّ جيش الاحتلال قد أقرّ بما يعرفه الجميع من خلال متابعتهم للسير اليومي للمعارك في غزة، منذ دخول القوات البرية الصهيونية إليها في 27 أكتوبر إلى اليوم، والأمر لم يكن سرّا لأنّ المقاومة كانت تبثّ يوميّا تقريبا صور تدمير الدبّابات والآليات العسكرية، لكنّ هذا الاعتراف مهم لرفع الرّوح المعنوية لصناديد المقاومة الفلسطينية الذين يخوضون منذ أزيد من 9 أشهر حربا ضروسا ضد أحد أفضل جيوش العالم تسليحا وتدريبا؛ فهو شهادة حيّة على أنّهم أبلوا بلاء حسنا خلال هذه المدة الطويلة من الحرب، وحقّقوا فيها نجاحا باهرا سيخلّده التاريخ، يكفي فقط أن نعرف بأنّ دبّابة “ميركافا”، بأجيالها الأربعة، هي أفضل دبّابة محصّنة في العالم كلّه، وثمنها لا يقل عن 7 مليون دولار، وقد اعتقد الاحتلال أنها منيعة وعصيّة عن التدمير، لكن المقاومة اللبنانية استطاعت نسفها بسهولة في حرب تموز 2006 بقذائف معدّلة اخترقت جدارها الحصين، وكان ذلك أحد أسباب خسارة الاحتلال تلك الحرب بعد 34 يوما من القتال، ثم تكرّر الأمر في الحرب الحالية في غزة بفضل قذائف “الياسين 105″ التي فاجأت بها المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال، فدمّرت ما بين 1600 إلى 1700 دبّابة وآلية عسكرية مختلفة طيلة تسعة أشهر من الحرب، حسب الخبير العسكري اللواء ركن محمد الصمادي، وهي خسارة مهولة دفعت جيش الاحتلال إلى توجيه استغاثة غير مباشرة إلى نتنياهو ووزرائه المتطرّفين للتوقّف عن عنادهم وإنهاء الحرب ووقف الخسائر عند هذا الحدّ، لأنّ مواصلتها بالوتيرة الحالية أشهرا أخرى، يعني الانهيار الحتمي لجيش الاحتلال.
قبل أسابيع، تحدّثت تقارير إعلامية عبرية عن هروب المئات من جنود الاحتياط إلى الخارج حتى لا يعودوا إلى القتال في غزة، وكشفت أنّ نحو 900 ضابط احتياط سام لا يريدون تجديد عقودهم، وتوالت تصريحات الجنود بأنهم متعبون ولا يريدون مواصلة الحرب، وهنا التقى قادة الفرق العسكرية الأربعة التي تقاتل في غزة رئيس الوزراء نتنياهو لإبلاغه بأنّ الجنود منهكون ويجب أن يأخذ هذا العامل بعين الاعتبار، ثم اتّصل بعض كبار جنرالات جيش الاحتلال بـ”نيويورك تايمز” الأمريكية ليطالبوا رئيس حكومتهم من خلالها، بوقف الحرب وعقد صفقة تبادل أسرى مع “حماس” ولو بقيت في السلطة بعدها.. واليوم يتحدّث الجيش عن نقص كبير في عدد الدبابات والآليات العسكرية بسبب تعرّض المئات منها لـ”أضرار” خلال الحرب، وما بقي منها “لا يلبّي احتياجات الجهد الحربي”… هي كلّها رسائل استغاثة بالقيادة السياسية للكيان وتحذير ضمني من أنّ الجيش في طريقه إلى خسارة كبيرة وقاسية للحرب، والأفضل هو التوقّف في هذه المرحلة، ونعتقد أنّ نتنياهو سيتجاهل هذه الرسائل مجدّدا ويصر على مواصلة القتال، ومن ثمّة “خراب الهيكل الثالث”، كما قال الجنرال احتياط إسحاق بريك، وهي عبارة تعني انهيار “دولة” الاحتلال.
لقد فعلها صناديد المقاومة الباسلة؛ فبرغم كل التضحيات والآلام والقصف الوحشي بـ88 ألف طن من المتفجّرات، وبرغم الدعم العسكري الأمريكي غير المحدود مقابل الحصار الصهيوني المطبق على دخول أبسط الأسلحة إلى غزة.. استطاع أسود المقاومة أن يحطّموا أسطورة “الميركافا” ويحوّلوها إلى قطع حديدية متفحّمة في غزة بقذيفة صغيرة معدّلة في غزة، وأن يبثّوا صور نسفها واحتراقها للعالم كلّه، ويذلّوا بها العدو كل يوم ويمرّغوا أنفه في أوحال غزة.. فطوبى لكم أيها الأبطال الأشاوس.. طوبى لكم.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة