بشار

موقــــف و خـــاطـــــرة

إيقَاد السِرَاج لِنَاكر الإِسْراء والمِعْرَاج

المطور أرسل بريدا إلكترونيا2024-02-13

الشيخ نــور الدين رزيق
الأمين العام – جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/

موجة الإلحاد والطعن في مقدسات الأمة اصبح عنوان كثير ممن يطلق عليهم رجالات الفكر والثقافة؟!
و من ذلك إنكارهم لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وازدراء الأديان، والترويج للأفكار المغلوطة، وإثارة الفتنة والإضرار بالأمن العام وتشكيك الناس في معتقداتهم ودينهم.
و المعلوم من الدين بالضرورة : هو ما يعرفه العلماء والعامة من غير افتقار إلى نظر واستدلال، ومن غير قبول للتشكيك ، وذلك كوجوب الصلوات الخمس، وتحريم الخمر والزنا.
يقول الدكتور يوسف القرضاوي»ما ثبت ثبوتا قطعيا، وأصبح من الأحكام اليقينية، التي لا يتطرق إليها ريب ولا شبهة، أنها من دين الله وشرعه، وهي التي يطلق عليها علماء الإسلام اسم “المعلوم من الدين بالضرورة”.
فعلماء أهل السنة يقولون: «من أنكر شيئا من هذه الأحكام “المعلومة من الدين بالضرورة” أو استخف بها واستهزأ فقد كفر كفرا صريحا، وحكم عليه بالردة عن الإسلام. وذلك أن هذه الأحكام نطقت بها الآيات الصريحة، وتواترت بها الأحاديث الصحيحة، وأجمعت عليها الأمة جيلا بعد جيل، فمن كذب بها فقد كذب نص القرآن والسنة. وهذا كفر.
و من ذلك حادثة الإسراء والمعراج التي ثبتت بنص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، و لست هنا بصدد الحديث عن تاريخ وقوعها و لا تفصيل ما حدث فيها وإنما الذى يهمنا أن نعتقد وأن ندين الله تعالى بأن الله تعالى أسرى برسوله محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. بالجسد والروح. ثم عُرِجَ به إلى السماوات العُلا ثم إلى سدرة المنتهى وأراه الله من آياته الكبرى، وكان ذلك بالروح والجسد معًا، وفى اليقظة لا فى المنام، قَالَ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الْإِسْرَاءِ: 1] و ما ثبت في الصحيحين البخاري و مسلم حول هذه المعجزة .
و من الفوائد و حكم هذه الآية و الحادثة:
1- ان بعد كل محنة منحة ولكن بالصبر والثبات ،فقد تعب صلى الله عليه وسلم لما لاقاه من تعذيبٍ وتكذيب من قبيلته قريش، وضاقت به الأرض كلها بعد عام الحزن، حيث توفي عمه أبو طالب الذي رعاه وتكفل به، ليتبعه بعد ذلك وفاة زوجه خديجة رضي الله عنها.
2- هذه الرحلة هي تحضير لرحلة أشد وهي الهجرة من ملاعب الصبى والأهل والأقارب إلى المدينة يثرب.
3- صلاته بالانبياء دليل على أنهم سلموا له الريادة والإمامة وأن الإسلام دين العالمين.
4- ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام، حتى نعلم أن تحرير القبلة الاولى المسلمين من تمام تحرر واستقلالية المسجد الحرام.
5- فيها فرض أعظم ركن في الاسلام و هو الصلاة.
6- ما راى صلى الله عليه وسلم من صور في جهنم تنبه و تحذير من الآفات الاجتماعية.
هذا غيض من فيض من دروس وعِبر مستخلصة من هذه الرحلة الثابتة بنص كتاب الله تعالى و سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

إيقَاد السِرَاج لِنَاكر الإِسْراء والمِعْرَاج