من يصدق أمريكا؟
لا أحد فى العالم الآن يصدق أن أمريكا وسيط عادل ومحايد بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، لأنه لا فرق بين أمريكا وإسرائيل .. ولأن ما قامت به أمريكا فى حرب غزة لا يضعها فقط فى موقع الشبهات، ولكنها شريك فى الدم والقتل والدمار، ويصبح من الصعب أن يحسبها البعض طرفًا محايداً وحكماً عادلاً فى القضية الفلسطينية .. إن أمريكا تواجه العالم بأكثر من وجه، إنها تتحدث عن حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم، وتؤيد موقف إسرائيل فى رفض ذلك وإن كان سراً، وأمريكا هى التى أعطت إسرائيل فرصة الاستيلاء على القدس، وهى التى أجلت كل قرارات أوسلو والحديث عن السلام، وهى التى شاركت فى حرب الإبادة فى غزة وقدمت أحدث أسلحة القتل للجيش الإسرائيلى لكى يدمرغزة أرضاً وبشراً ومكاناً .. إن أمريكا هى التى رفضت كل قرارات المؤسسات الدولية التى أدانت وحشية إسرائيل فى غزة .. هل يمكن بعد ذلك أن تكون أمريكا وسيطاً محايداً؟ وهل يمكن أن توقف الدعم عن إسرائيل؟ .. إن أمريكا هى إسرائيل، وعلى العالم العربى أن يدرك هذه الحقيقة حتى لا يراهن على الموقف الأمريكى، وعلى الفلسطينيين أن يدركوا بعد حرب غزة أنهم يواجهون الطاغوت وحدهم، وأن إسرائيل وأمريكا معاً خاضتا معركة خاسرة، وعلى الشعب الفلسطينى أن يدرك أن أمريكا لن تتراجع عن دعم إسرائيل، وأنها لن تكون طرفاً محايداً فى القضية .. وعلى الجميع أن يعيد حساباته، وأن يدرك العالم العربى أن أمريكا لن تقف يوماً من الأيام ضد إسرائيل بما فى ذلك مشروعها التوسعى فى العالم العربى.
من يصدق أمريكا؟
السبت 30 من ذي الحجة 1445 هــ 6 يوليو 2024
فاروق جويدة