المؤمن في حركة الحياة مسار صعب ومحطات ينبغي الوقوف عندها…
أقلام القراء
المؤمن في حركة الحياة مسار صعب ومحطات ينبغي الوقوف عندها…
المطور أرسل بريدا إلكترونيا2024-07-02
خالد ابن الطاهر قميتي/
المؤمن والمؤمنة في هذه الحياة الدنيا مبتلى ومصاب ولن يكون ذلك إلا للمؤمنين و المؤمنات وذلك لأن الله عز وجل اصطفى المؤمن وزكاه واجتباه ليقربه منه حتى يؤدي رسالة الله في الكون والحياة ولن يكون ذلك مرة أخرى إلا إذا وضع المؤمن والمؤمنة معا نصب عينيهما العنوان الأسمى والأكبر في الحياة وهو مخافة الله في السر والعلن يقول المولى عز وجل: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) [سورة النازعات الآية 40] ولأن الابتلاء بمعنى أخر وأدق هو التمحيص والتزكية والاصطبار وقد سار عليه من قبلنا الأنبياء والمرسلون والأتقياء والصالحون على طول التاريخ والسنين يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الله عبدا ابتلاه «، وبقدر ما يكون الابتلاء والبلاء بقدر ما يكون الجزاء، والثواب أعظم وأكرم كذلك. والخاطئون هم من يظنون أن الحياة مليئة فقط بما لذ وطاب من العيش الرغيد وهناء البال والحال والشهوات والمسرات التي تجعل الإنسان يعيش في أريحية وسعة من الرزق والنعم والجاه والمال هذا الأخير الذي أضحى سيد كل شيء عند الكثيرين وبالمال فقط يتصور البعض انه يستطيع أن يشتري الدنيا بأكملها ولكننا أيها القارئ الكريم عندما ننظر إلى المولى عز وجل وهو يحدثنا عن الدنيا في كتابه العزيز نجد أن المعادلة تختلف تماما عن ما يتصوره البعض في أذهانهم ومداركهم يحدثنا المولى عز وجل في هذه السورة المباركة عن حالين مختلفين حال يختص بالدنيا وحال يختص بالآخرة يقول الله تعالى في كتابه الكريم {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب} ثم انظر أيها القارئ الفاضل إن المولى عز وجل يقول مباشرة بعد ذلك في نفس السورة …… {قل اؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا أمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا من عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار}[سورة أل عمران الآيات 17-16-15-14]. إن من أعداء المؤمن والمؤمنة أعداء كثيرون وقد تكون أولهم النفس وثانيها الشيطان وثالثها الدنيا و رابعها الهوى ولن تستقيم الحياة أبدا على نسق كما يريدها الإنسان، وهذا لأن المولى عز وجل أرادها هكذا وقد جعل فيها سننا وحكما قدرها بإرادته وعلمه المحيط يقول عز وجل.. {إنا كل شيء خلقناه بقدر}سورة القمر الآية 49. و قال أيضا {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبراها إن ذلك على الله يسير} [سورة الحديد الآية 22]. صدق الله مولانا العظيم.
ولقد شاءت إرادة الله أن لا يستوي البشر في كل شيء، في المعارف والمدارك والسلوك والتصور، وهناك الضعيف والقوي والصحيح والسقيم والعاجز والقاصر والعالم والجاهل وشاءت إرادة الله وحكمته كذلك أن تكون الحياة صراعا بين الخير والشر وبين الداء والدواء وبين الحق والباطل إلى يوم الدين. ومن هذه المنطلقات ينبغي علينا نحن المسلمين أن نصحح كذلك مسارنا الذي هو مركز الاهتمام والتغيير لقد أضرت بعقولنا وضمائرنا كثيرا هذه التصورات والمفاهيم الخاطئة أننا اليوم كمسلمين ندفع دوما فاتورة هذا التخلف الحضاري الذي فاز به غيرنا في كل الميادين ومرافق الحياة .
إنني عندما اقرأ سيرة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يبني العقول والقلوب وظل أكثر من ثلاثة عشرة عاما يرسخ ويوطن ويغير ويفهم معنى العقيدة والإيمان في قلوب صحابته رضي الله عنهم عند ذلك فقط عرفت حقيقة المعرفة كيف أصبح هؤلاء الصحابة الأفاضل رجال الإسلام حقيقة ومعنى وعملا وإيمانا وتلك هي الثلة الرائدة التي لن يخلق مثلها من قبل ومن بعد .نعم هي نخبة النخبة وهي الشجرة القوية التي غرست وأينعت فيها بذرة الإيمان الم يقل ربنا عز وجل {الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} [سورة إبراهيم الآيات 24-25]. وعرفت كذلك حقيقة المعرفة بأننا اليوم بحاجة إلى أكثر من وقت قد مضى وجب علينا فيه أن نعرف مكمن الداء ومكمن الدواء وان نقف جميعا وقفة نراجع فيها سلم الأولويات والحاجات والمصالح وان نقوم دون تردد بإصلاح أنفسنا وأخلاقنا وان نأخذ زمام المبادرة التي نحقق فعلا ما نطمح إليه من مجتمع فاضل وراشد ولأننا اليوم أقولها بصراحة لا تقبل الشك وأقولها بقناعة لا تقبل التأويل والتنظير أرى أن كل المشاريع والمحاضرات واللقاءات والمؤسسات وحتى المشروع الحضاري الذي نرفع شعاره ونصبو إليه وننادي به إذا لم نبدأ بالمشروع الأهم والمهم وهو بناء وإنتاج مشروع الإنسان الصالح والمتكامل أعتقد جازما بان كل هذه الأمور إن صح القول والبرامج هي مجرد كلام بدون نسق وحبر على ورق . إننا فعلا امة الإسلام ويكفينا فخرا بهذا ولكننا في واقع الأمر فقدنا بوصلة حركة الحياة وهاهي الشواهد كثيرة والمعطيات أمامنا وفي هذا بلاغ لكل واحد منا يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} [ سورة ق الآية 37].
اللهم اجعل الجزائر في أمانك وضمانك
* كاتب وشاعر
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.