جنين بورزق

قضايا و آراء

عارنا في شمال غزة

المطور أرسل بريدا إلكترونيا2024-07-02

أ. عبد القادر قلاتي/

عار علينا، وعار على المجتمع الدولي، وعار على البشرية جمعاء، وعار على الأفراد والجماعات والأنظمة، عار علينا ونحن نشاهد «أطفال بهياكل عظمية، وآخرون يقفون في طوابير للحصول على بعض الطعام ليخفف عنهم ألم الجوع أو جرعة ماء علها تطفئ بعض ظمئهم، ومشاهد أخرى لأطفال وهم يلتقطون ما بقي من حبات أرز في قِدْر». ونسمع «صرخات استغاثة من أمهات لإنقاذ حياة أطفالهن بسبب سوء التغذية والجوع القاتل»، عار علينا ونحن نشاهد ونسمع كلّ هذا وأكثر، ولا نقابله إلاّ بشيء من الأسف وربما الامتعاض ممّا يحدث لمن نسميهم إخوانا لنا، ونعود نمارس حياتنا وعبثنا اليومي، وكأنّ الأمر لا يعنينا، ألهذا الحد فقدنا الإحساس بالمسؤولية تجاه الإنسان المظلوم، أيا كان دينه وقوميته، فكيف بمن يشاركنا الدين واللغة والتقاليد والحضارة؟ ثمّ أيّ طعم لحياة ممزوجة بالقهر والخذلان والاستهتار بالآدمية، أنحرص على حياة نفقد فيها كلّ معاني الإباء والحرية والإرادة، ثمّ نزعم أنّنا ننتمي لدائرة الأمة الإسلاميّة، وللعالم الحر؟
إنّ ما يحدث في شمال غزّة فضح الجميع، دولاً ومؤسسات إغاثية وإنسانية، الكلّ يشترك في هذه الجريمة الإنسانية، إمّا بالمشاركة أو السكوت، الكل ّ اتخذ الموقف الأكثر سلبية، لاعتبارات داخلية أو إقليمية أو دولية، وشذّ عن هذا، القليل من دول العالم التي أظهرت دعما للقضية الفلسطينية، دون أن يكون لهذا القليل من دول العالم التأثير الواضح في مسار هذه الحرب الملعونة، فلا الصين ولا روسيا ولا الدول المناهضة للسياسة الأمريكية، ولا الدول العربية التي تعلن دائما دعمها لفلسطين استطاعوا أن يغيّروا معادلة الهيمنة الأمريكية الداعمة بلا حدود للكيان الصهيوني، وحدها المقاومة الفلسطينية تجابه منطق الجبروت الصهيوني، وتسكت مرغمة عن الخيانات العربية، التي توصل المواد الغذائية بنفسها للشعب الصهيوني، في وقت تعيش فيه غزة وشمالها جوعا لا نظير له، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.

guellatiabdelkader@gmail.com