فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء المرأة وشؤونها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3327.95
إعلانات


قراءة في كتاب :« الـمرأة الـجزائرية والثورة: نضال وحرية (وقائع وشهادات) » لعائشة بنور

قراءة في كتاب :« الـمرأة الـجزائرية والثورة: نضال وحرية (وقائع وشهادات) » لعائشة بنور

المطور أرسل بريدا إلكترونيا2024-06-10

د. محمد سيف الإسلام بـوفـلاقـــــــة*

يكتسي موضوع: «دور المرأة الجزائرية أثناء ثورة التحرير الجزائرية1962-1954م» أهمية بالغة في زمننا الراهن، وهذا ما جعله يحظى بعناية فائقة من لدن العديد من المؤرخين، والباحثين المعاصرين، فالمرأة الجزائرية، توصف دائماً بأنها صانعة المعجزات، والأمجاد والملاحم التاريخية، وقد لعبت دوراً كبيراً، لا يقل أهمية عن دور أخيها الرجل في ملحمة الجهاد، والنضال، وهناك عدة كتب أشارت إلى بطولات، ونضال المرأة الجزائرية أثناء ثورة التحرير المظفرة، وتطرقت إلى كفاحها، وتضحياتها ضد الاستدمار الفرنسي، ومن أوائل هذه الكتب كتاب الباحثة المجاهدة أنيسة بركات درّار الموسوم: «نضال المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية»، والذي أكدت فيه على الدور الرائد الذي أدته المرأة الجزائرية في سبيل تحرير وطنها، وأبرزت مواقفها الاستبسالية، وألفته «تقديراً لجهاد المرأة الجزائرية بكل تفان وتجرد وإخلاص واعترافاً ببطولاتها وتحديها لقوات العدو ولكل أنواع وسائل التعذيب والاضطهاد»1.
ومن بين الكتب المهمة، والجديرة بالإشادة، والتنويه، والتي قدمت صورة وافية عن جوانب متنوعة من نضال، وجهاد، وتضحيات المرأة الجزائرية كتاب المجاهد الباحث الدكتور محمد قنطاري الصادر بعنوان: «من بطولات المرأة الجزائرية في الثورة وجرائم الاستعمار الفرنسي».
ويعد هذا الكتاب المتميز، والمعنون ب: «الـمرأة الـجزائرية والثورة: نضال وحرية (وقائع وشهادات)»، للأديبة المتميزة، والباحثة الجادة عائشة بنور، امتداداً لسلسلة من الكتب التي حاولت إبراز دور المرأة الجزائرية في ثورة التحرير ، فهو يتميز بكثافة معلوماته، وتصويره الدقيق للجرائم الاستعمارية المرتكبة ضد المرأة الجزائرية، كما يلخص جملة من خصائص المرأة الجزائرية في النضال، والمقاومة، وحب الحرية، كما يُبرز رغبتها الملحة في الحرية، والاستقلال، ويبين شجاعتها المنقطعة النظير في مقاومة أبشع استعمار عرفه الوجود، ويعرض كتاب الأديبة عائشة بنور صوراً فظيعة عن التعذيب الإجرامي الذي مارسه الاستعمار الفرنسي إلى درجة أن النفوس سترتاع ، كما ستهتز مشاعر القراء عندما يقرؤون عن المجاهدة البطلة فاطمة خليف التي اهتمت بها المؤلفة في قسم خاص، فقد روت المجاهدة فاطمة خليف للدكتور قنطاري أنه «في بداية نوفمبر1956م ألقت القوات الفرنسية القبض عليها وهي مصابة بجروح بليغة إثر معركة دامية دامت يوماً كاملاً. حيث أخذت مقيدة بالأغلال، وملابسها ممزقة، حافية القدمين تمشي والدماء تنزف من قدميها نزفاً، ورغم حالتها المرثية، فقد سلط عليها جنود الاحتلال وزبانيته أبشع أنواع التعذيب والإهانة المعنوية والضرب الجسدي وشرب (ماء أومو) ومختلف الوسائل الكيمياوية، والأوساخ والكي بالنار والكهرباء، وجرح مختلف مواقع جسمها خاصة الحساسة منه ودهنها وطلائها بالأملاح، وقد استمرت العملية عدة أيام»2.
ولا ريب في أن كتابات الأديبة عائشة بنور الشمولية، والمتنوعة، وذات الاتجاهات المتعددة، تعكس ألواناً من قراءاتها الجمة، وضروباً من مطالعاتها المتنوعة، فمن يقرأ كتاب: «الـمرأة الـجزائرية والثورة: نضال وحرية (وقائع وشهادات)»، يلمس فيها التطلّع المثالي إلى المعرفة، والعمل الدؤوب لنيلها، ورغبة المؤلفة الشديدة في إفادة القارئ بثمار ما جنت من مطالعاتها ،وقراءاتها المكثفة، فقد شكلت بطولات المرأة الجزائرية مادة خصبة، وحيوية، للنهوض بهذا العمل المتميز .
إن الباعث الحقيقي على تأليف هذا الكتاب القيم هو إيفاء المرأة الجزائرية المجاهدة، والمناضلة، والشجاعة، حقها من التمجيد، والاحتفاء بنضالاتها، وتضحياتها أيما احتفاء، فمن عنوان الكتاب يتضح أن المؤلفة تسعى إلى تمجيد بطولات المرأة الجزائرية، وتخليد مآثرها، وكفاحها ضد المستعمر الفرنسي من جانب، ومن جانب آخر فهي ترمي إلى كشف النقاب، وإماطة اللثام عن الجرائم المرتكبة من قبل جيش الاستدمار الفرنسي في حق المرأة الجزائرية، وسائر أفراد المجتمع الجزائري.
ويتجلى للقارئ من خلال توزيع مادة الكتاب المتنوعة، والمدعمة بالشهادات، والوثائق والحقائق التي كشفتها الأديبة عائشة بنور أنها لم توفر جهداً في سبيل البحث، والتنقيب للإفادة من مختلف المصادر، والوثائق، والشهادات، حيث إنها استقت معلوماتها من شهادات المجاهدات، فقد بذلت جهوداً مضنية من أجل الوصول إلى المعلومات التاريخية، ثم في تدقيقها،وتمحيصها، وتقديمها إلى القراء في أسلوب سائغ، ومبسط.
إن كتاب الباحثة القديرة، والأديبة المتميزة عائشة بنور هو ثمرة جهود جديرة بكلّ تقدير، درست فيه قضايا تكتسي أهمية بالغة، تتصل بنضال المرأة الجزائرية، وقد ساعد الباحثة عائشة بنور على إنجاز هذه الدراسة شغفها، وانكبابها على قراءة، ومطالعة التاريخ النضالي للشعب الجزائري، مستقصيةً الأخبار، والنصوص، والشهادات، حيث أفادت أيما إفادة من قراءاتها المتنوعة عن نضال المرأة، فتناولت الموضوع من وجوه عديدة، ومن ميزة الباحثة الجادة عائشة بنور أنها تقدم إضاءات متنوعة، وقد استعانت بمصادر، ومراجع كثيرة، ومتنوعة في الصنف، والمادة، فقد قدمت لمحة عن نضال المرأة الجزائرية في محطات مختلفة،فتحدثت عن المرأة الجزائرية قبل مجيء الاحتلال الفرنسي،كما كشفت النقاب عن دور المرأة الجزائرية في مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وأشارت إلى يوميات نساء عايشن الثورة أمثال المناضلة فاطمة قاد، واستشهدت في عدة جوانب بما ذكرته المناضلة المعروفة جميلة بوحيرد، فالمعروف أن جميلة بوحيرد إحدى الرموز الثورية المشعة على الصعيد العربي، والعالمي في ذاكرة كفاح الشعب الجزائري، ونضاله من أجل التحرر، وتحقيق الاستقلال، وهي التي تؤكد دائماً على ضرورة الوفاء لشهداء ثورة التحرير الجزائرية، وتدعو إلى الافتخار بهم، وتخاطب الشباب قائلة: «عليكم أن تفرحوا بثورتكم، وعليكم بحب الجزائر فهي تحبكم، وأوصيكم بالجزائر، لو تتأملوا في ثورتنا لعرفتم كم كانت عظيمة…لا أستطيع وصف عظمتها، وعظمة من جاهدوا في سبيل أن تحيا الجزائر، الأمل فيكم يا شباب الجزائر».


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة