التربية والتوجيه السليم للأبناء رسالة قيمة، وهي بالضرورة الخطوة الاولى نحو امة مستقبلية سليمة، فهي تمثل رهانا مصيريا للحاضر والمستقبل في تشيد الوطن، لأنّ هذه الفئة الهائلة هي مادة المجتمع ومستقبله.
إنّ الاهتمام بالمنظومة التربوية يعني في الواقع الالمام بكل جوانبها والعمل على تحمل ما تفرزه من حتميات لابد من مواجهتها بكل ماتوفر من وسائل، فالذين وصلوا هم الذين كدوا وعملوا وبحثوا واكتشفوا، إنّ الواجب لا يستثني أحدا من مسؤوليته والاضطلاع بمهامه وليس من حق أحد أن يعيش على هامش معركة التربية والتوجيه، فمصير هذه الفئة مرهون بدور كلّ مربي سواء في البيت أو المؤسسة التعليمية كلّ في موقعه في إطار الجهد الجماعي، فلا قيمة لتربية وتوجيه لا تحمل مضامين القيم والخير، فهي بذلك إشراق ووضوح ورسالة وعطاء، فعجلة الحياة في يومنا هذا لم تعد تسمح بالتريث في كلّ ما يتعلق بشؤون التربية التي تعني معرفة خصائص كلّ مرحلة وما يلزم لها من تنويع الاساليب لوضع أمور الأبناء فوق السكة الموصلة حتما الى برالأمان.
قال النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته في رواية أخرى فلم يحطها بنصحه إلاّ حرّم الله عليه الجنة) متفق عليه.
أزمة الأسرة ومعاناتها أمر لا مفر منه، ولا توجد فترة في حياتها خالية من إمكانية حدوث أزمات تجعلها في التوقف الاضطراري الذي يفرضه الواقع،كالذي يستيقض من نوم فرض عليه، لذا فمن غير المعقول أن تتخذ هذه الأسرة ذريعة لذلك وتتوقف عن السعي للبحث عن وصفات أصيلة نابعة من الذات والقدرة في نفس الوقت على تحمل الطارئ.
يعتبر إهمال الأطفال من أهم عوامل التفكك الأسري من خلال بعض المعاملات السلبية كالتوتر وعدم التحكم في الاعصاب،البخل استفادة الآخرين وتجاهل الأبناء، القسوة والظلم العاطفي عدم التعامل مع الأبناء بالحنية، التجريح باللسان ويعتبر أشدّ سياطا من الضرب في كلّ هذا ماذا تستفيد الأسرة والمجتمع إذا ضاعت تربية الأبناء بهثل هذه الطرق وقتل هذه الزهور قبل أن يشتد ساعدها.
لا يمكن أن يتحقق التحسن والنجاح داخل الأسرة إلاّ إذا سعى أصحابها إلى تطوير فكرهما ونظرتهما إلى الواقع والاحتكاك الدائم بالأبناء من خلال الاهتمامات، العلاقات والقدوات، تحقيق الأمن العاطفي، توصيل معاني سامية ونقشها داخل عقول الأبناء وجعل علاقتهم بوالديهم منسجمة ومريحة، مع توسيع مداركهم بالقرآن الكريم وسيرة المصطفى عليه السلام.
الأبناء يطالبون بأشياء جديدة ولم يعودوا يكتفون بالنقائص التي كانوا يعانونها من قبل.
والقضية تحتاج إلى تنظيم حياة الطفل وبرمجة دقيقة تتبعها الأسرة في حياتها اليومية فهي صاحبة الدور الحيوي في تشكيل الشخصية المتمثلة في الحصانة والمنعة الضروريتين لكلّ جيل ناشئ، ويبقى بلوغ الهدف المرجو منه مرهونا بمدى الإخلاص في العمل التربوي، ونبل الهدف يجعل الجهد المقدم في مستوى الهدف الرسوم.
حذاري إهمالك لارضك ومحراثك وقت الزرع والبذر، فقد يضيع الوقت وتضيع النعمة.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.