فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3374.36
إعلانات


من قوّة عظمى إلى كيس ملاكمة!

الرأي

من قوّة عظمى إلى كيس ملاكمة!

حسين لقرع

2024/06/04

أصيب قادة الجيش الصهيوني بالذهول، حينما كشف استطلاع أجرته شعبة القوى البشرية التابعة لهيئة الأركان عن “تراجع مقلق” في نسبة ضباط الاحتياط الذين يرغبون في مواصلة عملهم بالجيش، بعد أن تنتهي حرب غزة؛ إذ تدنّت إلى 42 بالمائة فقط مقابل 49 بالمائة قبل اندلاع الحرب، وهذا معناه أنّ 58 بالمائة من ضباط الاحتياط وجنوده يرفضون مواصلة العمل بالجيش، وإذا استمرّت الحرب أشهرا أخرى وتفاقمت خسائر الاحتلال، فستتراجع النسبة إلى مستويات دنيا.
سبب هذا الانهيار المريع في معنويات جنود العدو يوجزه ضابط رفيع بالجيش لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “الشعور بالفشل يطارد الضباط، وهم لا يريدون الخدمة في جيش فاشل”.. هي عبارات وجيزة تلخّص الوضع برمّته بعد أن أنهت حرب غزة شهرها الثامن ودخلت التاسع، وهي أطول حرب في تاريخ الكيان، لكن هذه المدّة الطويلة لم تكفه لتحقيق أيّ هدف من أهدافه، برغم أنّه جنّد لها 530 ألف جندي موزّع بين 170 ألف جندي نظاميّ ونحو 360 ألف جندي احتياط، وبرغم الدعم العسكري الأمريكي الهائل الذي وفّرته الولايات المتحدة للاحتلال، كل ذلك لم ينفعه في شيء أمام بسالة المقاومة الفلسطينية وصمودها الأسطوري، ولم يحقّق شيئا عدا ارتكاب المجازر تلو الأخرى بحق الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير الحياة بالقطاع، ما حوّله إلى كيان منبوذ في العالم، وحوّل قادته إلى مجرمي حرب تطالب المحكمة الجنائية الدولية دول العالم باعتقالهم وتسليمهم لها لمحاكمتهم.
الجيش الذي لا يقهر وكان يحسم حروبه ضد جيوش دول عربية في بضعة أيام ويحتل مساحات واسعة من أراضيها، أصبح الآن جيشا فاشلا بنظر ضباطه، ولا يستطيع طيلة ثمانية أشهر كاملة حسم حرب أمام فصائل صغيرة في إقليم محدود لا تتعدّى مساحته 362 كلم مربع، وهو يتكبّد أمامها خسائر بشرية ومادية كل يوم ويضطر إلى الانسحاب من كل منطقة يدخلها في غزة بعد أسابيع من القتال.. هذا يعني أنّ جيش الاحتلال قد بدأ يغرق في مستنقع غزة ولن يجني من وراء إطالة أمد الحرب سوى المزيد من الخسائر التي لا قبل له بها، يكفي فقط أن نذكّر بما كشفت عنه وسائل إعلام صهيونية يوم السبت 1 جوان من أنّ العدد الحقيقي للجنود الجرحى قد بلغ 20 ألف وليس 3703 فقط كما يدّعي الجيش، أي بمعدّل 83 جنديا جريحا يوميا، منهم 8298 أصبحوا معاقين، بمعدّل 34 جنديّا يصاب بإعاقة دائمة كل يوم. وهذه الخسائر الفادحة لم يسبق لجيش الاحتلال أن تكبّدها في أيّ حرب سابقة مع الجيوش العربية!
ومقابل تهرّب ضباط جيش الاحتياط الصهيوني وجنوده من مواصلة الخدمة، ورفض تجديد عقودهم، أكّدت المقاومة تسجيل 14 ألف طلب انضمام إلى فصائلها خلال الشهرين الماضيين فقط، منهم 10 آلاف طلب تلقّتها “كتائب القسام” التابعة لـ”حماس” و3 آلاف طلب تلقّتها “سرايا القدس” التابعة لـ”الجهاد الإسلامي” وألف طلب موزّعة بين 11 فصيلا صغيرا آخر بغزة، ما أذهل الجنرال تامير هايمان الذي اعترف بأنّ “حماس” “تنمو من جديد” وتعبّئ صفوفها بمقاتلين جدد يخلفون عناصرها الذين خسرتهم في الحرب، وقد “أظهرت قدرة على تجنيد المزيد من المقاتلين حتى خلال عمليات القصف”!
هما صورتان متناقضتان توضّحان الفرق بين صاحب القضية العادلة الذي يتطوّع للقتال ويستعدّ للتضحية بلا تردّد من أجل وطنه وأرضه وشعبه، والدخيل الذي يهرب من القتال وغير مستعد للتضحية لأنه لا يؤمن في أعماقه بأنه صاحب قضية عادلة.
وصدقت وسائل إعلام صهيونية حينما قالت إنّ الكيان تحوّل من “قوّة إقليمية ذات ردع” إلى “كيس ملاكمة” يتلقّى الضربات من كل جهة، فهو يتلقّاها في الشمال وفي غزة، ولن تتوقّف هذه الضربات حتى يخضع وينسحب من القطاع مذموما مدحورا، ويقبل بصفقة تبادل الأسرى وفق كامل شروط المقاومة.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة