أحكام الشريعة في طلب الشهادة في سبيل الله؟ وقيمة التضحية
فتاوى
أحكام الشريعة في طلب الشهادة في سبيل الله؟ وقيمة التضحية
المطور أرسل بريدا إلكترونيا2024-05-21
الشيخ محمد مكركب أبران
Oulama.fatwa@gmail.com
الســــــــــــؤال
قال السائل: نسمع أن من يدافع عن وطنه، والجهاد في سبيل الله، طلبا للشهادة في سبيل الله، ويسعى مجتهدا للتضحية بنفسه دفاعا عن وطنه، وسؤالي: ما هي أحكام الاستشهاد في سبيل الله؟ وما ذا تعني التضحية في سبيل الواجب الوطني؟
الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: تمني الشهادة مقصد نبيل: إن من يتمنى الشهادة في سبيل الله، والاستعداد النفسي والإعداد المادي لطلب الشهادة أمر مستحب، وفيه فضل كبير، ولكن الذي يجب أن يفهمه الأخ السائل هو أمران أساسان: الأمر الأول: أن تكون النية قصد الجهاد في سبيل الله، نصرة للإسلام والمسلمين جميعا، عن إيمان واحتساب كاملين تامين. لا يريد العبد المقاتل في سبيل الله، أن يكون بطلا، ولا ليتكلم عنه الناس ويمدحونه، ولا ليثأر لنفسه، أو لحزبه أو لعصبية قومه. الأمر الثاني: أن يكون إقدامه على الجهاد، والاستشهاد، بإذن من العلماء، وبالوسيلة والطريقة المشروعة. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: الجهاد باب من أبواب الجنة: ففي الحديث. قال النبي صلى الله عليه وسلم: [وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلاَ أَنَّ رِجَالًا مِنَ المُؤْمِنِينَ لاَ تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَلاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ.] (البخاري:2797) وفي الحديث أيضا: [تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادًا فِي سَبِيلِه، وَإِيمَانًا بِه، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِه، فَهُوَ ضَامِنٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يُرْجِعهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ] (مسلم:1876) والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثالثا: (ما هي أحكام الاستشهاد في سبيل الله؟ وما ذا يعني التضحية في سبيل الواجب الوطني؟) يقال: ضَحَّى بنفسه، بذَل نفسَه في سبيل الله دفاعا عن المصلحة العامة للأمة، في خدمة الإسلام والمسلمين، ضحّى، أفرغ طاقته في هذا السَّبيل الذي يريد من ورائه أن يَبذُل روحَه في سبيل الله، لتحقيق غاية ترضي الله وتخدم الأمة. بالإضافة إلى ما ذكرناه في الفقرة الأولى من هذه الفتوى. فإنني أذكر السائل بأمور:
1 ـ أن الجهاد في سبيل الله أمانة، ومهمة تقتضي علم الشرع، وعلم الواقع، وعلم التقنيات الحربية، والتضحية الخالصة لله وحده لا شريك له. لا يقاتل من أجل غضب لنفسه، أو لعشيرته، أو لعرقيته، أو لمصلحة عصبية، ففي الحديث. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من قاتل تحت راية عِمِّيَّةٍ، يدعو إلى عصبية، أو يغضب لعصبية، فَقِتْلَتُهُ جاهلية.] (ابن ماجه: 3948) ولا يقتل مؤمنا أبدا، ولا مسالما، ففي الحديث أيضا: [مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا، وَفَاجِرَهَا لَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا فَلَيْسَ مِنِّي، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ، يَدْعُو إِلَى عَصَبِيَّةٍ، أَوْ يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةٍ فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ] (النسائي: 4114).
2 ـ أن الذي يضحي بنفسه هو الْمُكَلَّفُ، الذي يكلفه إمام الأمة، ولا يندفع عن غضب يخبط خبط التعصب في غير هدى ولا بصيرة.
3 ـ تدبر هذا الحديث. عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الرَّجُلُ: يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: [مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ] (البخاري: 2810) والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.