جِنين.. الثورة تَعُم فلسطين!
جِنين.. الثورة تَعُم فلسطين!
محمد سليم قلالة
2024/05/21
ما يحدث اليوم في جِنين المجاهدة يُبيِّن بوضوح أنَّ المعركة واحدة في فلسطين، في كل شبر من أراضيها بما في ذلك الأراضي المحتلة سنة 1948. وهذا الذي يحدث بين أعيننا منذ السابع من أكتوبر على الأقل، ليس أقل من ثورة مسلحة عارمة لأجل التحرير التام من ربقة الاحتلال مثلُها مثلُ كل الثورات التَّحررية التي عرفَها العالم في القرن العشرين ويعرفها اليوم وحَقَّقت غايتها. وهو الأمر الأساس الذي يترك الصهاينة لا يترددون في القيام بكل شيء، بما في ذلك الإبادة الجماعية للسكان ومحاولة التهجير القسري، لعلهم يَمنعون وقوع هذا التحول الحتمي في طبيعة المعركة القائمة في أكثر من مكان من أرض فلسطين…
وما “جنين” سِوى الحلقة التالية من حلقات هذه الثورة…
ساعات قليلة وفي مخيمها المجاهد ارتقى أمس 7 شهداء من بينهم طفل وأُصيب 8 آخرون، وتم تدمير أكثر من منزل وملاحقة العشرات أمنيا، كما تم استهداف الصحفيين بالرصاص الحي وأصيب اثنان منهم، ومحاصرة المستشفى الحكومي، وقنص مَن حوله، بما في ذلك الأطباء حيث استشهد الطبيب الجراح “أسيد كمال جبارين” وهو متجه إلى عمله، ودُمّرت المساكن على ساكنيها..
وفي المناطق الأخرى من الضفة الغربية اشتدت المقاومة أكثر بين أبناء فلسطين وجيش الاحتلال في مدن وبلدات عدة (طوباس، ياطا، سنجل، تقوع، سعير، وترقوميا…الخ) الأمر الذي رفع عدد الشهداء منذ السَابع من أكتوبر إلى أكثر من 506 والمصابين إلى نحو 5 آلاف والمعتقلين إلى 8800 معتقل بنفس الأسلوب المُتَّبع في قطاع غزة، مِما يُبرز اتساع نطاق الثورة لِتشمل كافة الأراضي الفلسطينية رغم كل الحصار المفروض لِمنع انتشار لهيبها.
وهذا يدل بالفعل أن معركة طوفان الأقصى، تحولت إلى ثورة عارمة تعم كل فلسطين، وهي تزداد انتشارا كل يوم، نُتابعها دقيقة بدقيقة ولحظة بلحظة، ليتأكد لنا، أن هناك إصرارا لدى الشعب الفلسطيني في الضفة أو القطاع، على العمل لأجل افتكاك حقوقه هذه المرة من خلال الكفاح المسلح، بعد أن فشلت جميع الأساليب الأخرى وتَبيَّن له وللعالم أن الصهاينة إنما يريدون إبادَتَه إبادة جماعية أو على الأقل تهجيره من أرضه بالقوة لينفردوا بكل فلسطين، وهذان هما الهدفان الرئيسيان لكل هذه الحرب المسعورة على قطاع غزة والضفة الغربية بعيدا عن تلك الأهداف المُعلَنة، مثل تحرير الرهائن أو القضاء على حركة حماس أو غيرها من الأهداف الدعائية الأخرى التي يصنعها الإعلام الصهيوني ويحاول إقناع العالم بها كمكافحة الإرهاب أو التخريب أو غيرها من التَسميات…
وقد وقَفَتْ كل شعوب العالم على هذه الحقيقة بعد أن تابعت لأكثر من 228 يوم على المباشر تضحيات شعب أعزل يكافح من أجل حريته، وباتت كل القارات تهتف بالحرية لفلسطين، وتُحاصر الكيان الصهيوني في كل المحافل الدولية، وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ مواجهة هذا الكيان تَنْظَم المحكمة الجنائية الدولية لِهذا المسار ويُطالب المُدَعي العام بها إصدار مذكرة توقيف بحق مجرمي الحرب “نتن ياهو” ووزير دفاعه “يوآف غالانت” باعتبارهما المسؤولين عن الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وفي هذا دليل آخر على أن انتصار الشعب الفلسطيني قادم بإذن الله، وأن الشدائد التي يعرفها في الضفة والقطاع إنما هي ثمن عودة الحق لأصحاب الحق…
البداية كانت بِغزة واليوم بجنين والضفة الغربية، وغدا تمتد الثورة إلى كل فلسطين…