الجزائر - وفد حكومي وإطارات دولة يودعون أول فوج نحو البقاع المقدسة
تعليمات صارمة للرئيس تبون.. كل الرّاحة للحجاج الجزائريين
إيمان كيموش
2024/05/20
انطلقت مساء الاثنين أول رحلة للبقاع المقدسة من مطار هواري بومدين عبر طائرة الخطوط الجوية الجزائرية، تضم 250 حاج على أن يصلوا ليلا إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بحضور وفد وزاري رفيع المستوى، على رأسه وزراء الشؤون الدينية والأوقاف والخارجية والاتصال والنقل والأمين العام لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وممثل وزارة المالية ونائب محافظ بنك الجزائر والرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية والمدير العام لمطار الجزائر والمدير العام للجمارك وإطارات مدنية وعسكرية، حيث أكد الوفد تلقيهم تعليمات صارمة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مفادها “لا غبن لحجاج 2024، وإلزامية توفير كل الإمكانات اللازمة لراحتهم”.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي فرحة الجزائر بتوديع أبنائها لزيارة أحسن البقاع، والتي قال إنها ستكون رحلة استثنائية، مليئة بالأجر العظيم، مخاطبا إياهم بكلمة رئيس الجمهورية الذي يتابع العملية شخصيّا، واصفا إياها بالمهمة الوطنية التي جعلت السلطات العليا للبلاد تجند كل قواها لمرافقة الحجاج.
وذكر بلمهدي في هذا السياق أنه بأمر من الرئيس تبون تم التكفل هذه السنة بالحجاج في المدن البعيدة ونقلهم على نفقة الخطوط الجوية الجزائرية الداخلية لمطارات الإقلاع، وتم نقلهم أيضا عن طريق البر إلى العاصمة، للتوجه بعدها لتأدية الحج على أحسن وجه، مضيفا: نريد كمسؤولين تحسين ظروف الحج والتكفل بكل احتياجات الحجاج، حتى يتفرغوا للعبادة، فنحن جميعا في خدمتهم كقطاعات وحتى كحكومة، التي وضعت كل ثقلها لإنجاح الموسم، تنفيذا لتعليمات الرئيس الذي قال “لن نتخلى عن أي مواطن أينما كان، فما بالك بـ41 الفا و300 جزائري بالبقاع المقدسة”.
وطلب بلمهدي من الحجاج أن يتذكروا الجزائر بدعوة صالحة، وأن يخدموها، بالدعاء والكلمة الجميلة واستقامة حالهم ومقامهم، وأن يكونوا أحسن سفراء لها، قائلا: “يجب ان تكونوا على عظمة الجزائر وكبرها، فلنرفع سقف التحدي ولنكن سفراء الخير والكلمة الطيبة في البعثة الوطنية التي يمثلها كل القطاعات”، مطمئنا: “بعثة الجزائر تعد من أحسن البعثات التي تقدم أحسن الخدمات في العالم”.
10 أشهر من التحضيرات
وفي السياق، يقول المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة صالح بوطرفة، بمناسبة انطلاق أول فوج للحجاج الجزائريين نحو البقاع المقدسة، إن هذا المشهد العظيم والفوج الكبير، يدفعه اليوم لاستحضار ما مرت به العملية التنظيمية للحج في الجزائر، والتي استغرقت 10 أشهر، حيث بدأت التحضيرات شهر جويلية 2023 أي قبل نهاية موسم الحج الماضي، بمجرد صدور وثيقة الترتيبات الأولية الصادرة عن المملكة العربية السعودية، والتي تضمنت لأول مرة آجالا مبكرة ومحددة لمختلف العمليات التعاقدية والتنظيمية.
وأوضح بوطرفة “لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أشيد بالتجاوب الفعال والسريع لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف تحت إشراف الوزير بلمهدي، حيث كانت الاستجابة سريعة وفعالة لبدء التحضير، وتم طرح الطلب على الحكومة للترخيص بتجديد التعاقدات على مختلف الخدمات للحجاج خاصة مع المتعاملين السعوديين الذين أثبتوا جدارتهم والتزموا بعقودهم تجاه حجاجنا الميامين، وفعلا منحت الجزائر ترخيصا للبعثة بتجديد التعاقدات وتم تشكيل فوج تحضيري يضم مختلف القطاعات، والتحق ممثل وزارة المالية بهذا الفوج، كما تم إتمام التعهدات في وقت وجيز”.
ويضيف المتحدث: “لذلك نحن اليوم في الموعد نتيجة العمل الشاق والتنسيق على أعلى المستويات”، مردفا: “بفضل الجهود سيتوجه الفوج الأول للبقاع المقدسة، في الرحلة الأولى لمدينة رسول الله، ومكة المكرمة بمرافقة مجموعة من أعضاء البعثة يمثلون مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات، هؤلاء الإطارات يعملون بروح الفريق الواحد وراية واحدة هي راية الجزائر، نحن كلنا ثقة في خبرتهم وتجربتهم”.
كما اغتنم المتحدث الفرصة لتوجيه توصياته للحجاج، قائلا: “نتمنى أن تكون الدروس التكوينية التي تلقيتموها خلال 7 أسابيع قد أفادتكم في تعلم كيفية أداء شعيرة الحج، نستحضر رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يؤكد أنكم سفراء للجزائر، نتمنى لكم رحلة مباركة، مطلوب منكم التعاون والتنسيق وتسهيل أداء مهام البعثة بالاستماع للنصائح والتوجيهات في شتى المجالات سواء الفقهية أو الصحية وحتى الأمنية”.
وختم مدير الديوان الوطني للحج والعمرة تصريحاته بالقول: “ندعوكم للالتزام باللوائح والقوانين الصادرة عن السلطات السعودية، حتى لا تقعوا في المخالفات والحرج”.
من جانبه، اعتبر السفير السعودي في الجزائر الدكتور عبد الله بن ناصر البصيري أن البعثة الجزائرية للحجاج مصنفة ضمن أحسن البعثات بشهادة السعوديين، مثمنا الجهود المبذولة لذلك، على رأسها توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وكافة المسؤولين والإطارات الجزائرية، في حين أوضح أن السعودية مستعدة بصفة كاملة لاستقبال الحجاج من كافة بقاع العالم، وأن الجزائريين سيجدون هناك كل الظروف المناسبة ليكملوا الحج بسلاسة ويعودون إلى وطنهم سالمين.
“الجوية الجزائرية”.. طائرات حجم كبير ورقمنة وخط أخضر
وفي ذات السياق، حضر حفل توديع أول فوج للحجاج الجزائريين الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية حمزة بن حمودة، الذي أكد: “نحن هنا لتوديع أول فوج للحجاج سيتنقل عبر طائراتنا، حيث أن الخطوط الجوية الجزائرية برمجت هذه السنة 84 رحلة عبر 12 مطارا، مع زيادة ثلاثة مطارات مقارنة مع السنة الماضية لضمان أحسن الخدمات، مع العلم أن هذه الرحلات تتوجه إلى مطاري جدة والمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية”.
ويشدد بن حمودة على أن الجوية الجزائرية وفرت كل الإمكانات المادية والبشرية لتطبيق توجيهات السلطات العليا على رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لإراحة الحجاج، حيث خصصت الطائرات ذات السعة الكبيرة لضمان نقل مريح لكافة الحجاج، مع العلم أن هذه الأخيرة ستنقل 20 ألفا و303 حاج عبر 84 رحلة، بطائرات 250 مقعد، وطائرات أخرى تم تأجيرها للعملية.
ويقول المسؤول الأول للخطوط الجوية الجزائرية أن أول رحلة عودة ستكون بتاريخ 20 جوان المقبل، وآخر رحلة عودة ستكون قبل 14 جويلية، في حين طمأن بأن كافة الإجراءات التنظيمية تم اتخاذها بجلب الطائرة وتجريبها وتوفير الأكل والشرب للحجاج في أحسن الظروف، ووضع بوابة إلكترونية بالتنسيق مع الديوان الوطني للحج والعمرة لاستكمال عملية حجز وبيع واقتناء التذاكر إلكترونيا.
وأضاف المتحدث: “الحجاج كانوا مرتاحين جدا لكافة الإجراءات، فعملية الاقتناء تمت عن بعد حتى من دون مغادرة مكان إقامتهم”، مشددا في ذات السياق على أنه تم توفير كافة شروط السلامة والجودة، وتقديم خدمات أكبر هذه السنة.
وكشف بن حمودة عن رقم أخضر لتسهيل تواصل العائلات من الجزائر وحصولهم على كافة المعلومات حول الرحلات، وميعاد الإقلاع والوصول وهذا لخدمة أهالي الحجاج، مضيفا: “كل الاجراءات التنظيمية كانت جاهزة لمواكبة شروط السلامة، كما أن كافة معايير الأمن اتخذت”.
واعتبر المتحدث أن عملية نقل الحجاج ليست عملية تجارية لشركة الجوية الجزائرية، تقتصر على بيع التذاكر وتحقيق أرباح، بل هي عملية مشاركة في البعد المواطناتي والديني للجزائريين، خاتما حديثه: “نحن في خدمة المواطنين، ونتمنى أن نكون في مستوى التطلعات”.
هذا وقام الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية حمزة بن حمودة بالصعود إلى الطائرة لتفقدها ومعاينة التحضيرات قبل ركوب الحجاج في أول رحلة.
من جهته، اعتبر الرئيس المدير العام لشركة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر مختار سعيد مديوني أن المؤسسة التي يسيرها بصفتها أكبر مطار سينطلق منه الحجاج نحو البقاع المقدسة، بما يصل 16 ألفا و600 حاج، مع 49 رحلة، شهدت تحضيرات كبرى، بتوفير كل الظروف لإعادة تشغيل المطار، واستقبال الحجاج القادمين من مختلف الولايات، بالتنسيق مع كافة الجهات، كما تم توفير حتى أماكن لمرافقي الحجاج، وفضاءات للصلاة والوضوء وموزعات آلية للأكل والشرب، وأماكن لبيع المستلزمات في مواقف السيارات، قائلا: “رئيس الجمهورية وجه لنا تعليمات صارمة مفادها لا غبن لأي حاج هذه السنة، ونحن نجتهد لتطبيق ذلك”.
كما كشف مديوني عن التحضير اليوم لعودة الحجاج وبذل مجهود أكبر حتى لا يستغرق استخراج أمتعة الحجاج وقتا على مستوى المطار.