لم يفاجئ “اللؤم” الأمريكي، الرافض لتمكين دولة فلسطين من العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، إباء الجزائريين في مسعاهم لمنح هذه المنظمة وَقارها، بعد أن كانت ومازالت تحت نير “باطل” النقض، الذي صار عارا على الإنسانية.
ولا أحد في العالم يعرف كيفية فكّ القيود السياسية وبلوغ الأمم المتحدة، مثل الجزائر، فبقدر ما كانت اليد الممتدة إلى الأعلى لأمريكا الطاعنة في إرادة النزهاء، ماكرة، سترتفع أيدي هؤلاء ومعهم الجزائر أعلى في المواعيد القادمة، بل وفي القريب العاجل.
لم يكن مرور وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف في مجلس الأمن، ولا ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، بردا وسلاما على الكيان الصهيوني، فقد شرَّحا أمام العالم الصورة الحقيقية لهذا الكيان الذي مازال يحلم بأن يمدّ رجليه في الوطن العربي ويلغي وجود فلسطين، ظنا منه بأن الدفء الذي وجده من بعض الملوك والأمراء العرب، يمنحه الطريق الآمن لأجل تحقيق مبتغاه.
وجاءت كلمة وزير الخارجية الجزائري، دقائق قليلة بعد كلمة مندوب الكيان الصهيوني، الذي جلد مجلس الأمن واعتبر غوتيريش فردا من القسام وكتائب الأقصى، قبل أن يحوّل أحمد عطاف حلم إسرائيل الكبرى إلى أضغاث أحلام، في كلمةٍ ترجم بها جدّية الجزائر في طلب العضوية الكاملة لتوأم روحها فلسطين.
من انتصارات طوفان الأقصى، برغم آلام الجرائم الصهيونية وتمدد الحرب إلى إيران، هو إعادة القضية الفلسطينية إلى قلب الشأن العالمي، وهناك عددٌ من البلدان التي أدّت أدوارا تاريخية خلال العدوان الذي دخل شهره السابع، وكانت الجزائر ضمن هذه البلدان، ففتحت ملفًّا أرادوا إغلاقه وهو عضوية فلسطين في مجلس الأمن كاملة الحقوق، حتى ولو رفضت الولايات المتحدة بـ”نقضها” لبعض الزمن، وليس كله.
حالة التخبُّط والتيهان التي يوجد فيها الكيان الصهيوني، والتي وصل فيها الأمر إلى أن يقول مسؤولٌ في الكيان إن إسرائيل لها الحرية بأن تقوم بما تشاء، وفي المكان الذي تشاء، تعليقا على حادثة العثور على مقبرتين في مستشفى الشفاء بغزة، والمفرقعات التي قاربت حدود أصفهان، هو اقتراب من النهاية، فلم يعد على لسان الصهاينة في الفترة الأخيرة سوى نغمة، “الحرب الوجودية”، وهي جملة لا يقولها إلا غير الموجود.
من غير المعقول أن تبقى تقارير منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وقرارات محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة، مثل أوراق الخريف التي تُطيّرها الرياح الصهيونية، فكلُّ الطواغيت الذين عرفهم التاريخ، كلما ازدادت قسوتهم، اقترب أكثر موعد كسرهم.
تردّدت الكثير من البلاد العربية والإسلامية، خوفا من الذين ما خافتهم المقاومة الفلسطينية الصامدة، ومع مرور الأسابيع والأشهر ظهر أهل الحق، وبدا أن الجزائر التي صاحت منذ عقود بأنها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، هي فعلا مع فلسطين، حتى ولو ظلمها العالم كله.. وحتى ولو ظلمها الأقربون.. وقد ظلموها.
تقييم:
1
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.