أ. د. عبد الرزاق قسوم/...وإن عادت الحية، عدنا لها…
على بصيرة
وإن عادت الحية، عدنا لها…
: 2023-12-12
أ. د. عبد الرزاق قسوم
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/
وما المقصود بالحية هنا، سوى ما يرمز إليه هذا الكيان الصهيوني البربري المتوحش، وهو يشن حربه الإبادية على شعبنا الفلسطيني في غزة، فيقطف الأرواح، ويتفنن في استخدام أحدث السلاح، لتعميق الجراح، والتصدي لأبطال كتائب القسام الأشباح.
استخدم العدو الجبان كل أسلوب المناورات، من تجنيد الخونة العملاء، واللجوء إلى الهدنة للتمكين من إدخال الغذاء والدواء، والماء، وآخر تعليقاته، التهديد بتصفية الزعماء الشرفاء في كل الأرجاء.
ولقد نبّهنا القرآن الكريم إلى مختلف أنواع المكر الصهيوني، فقال: ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾
[سورة البقرة –الآية 100].
وقال في آية أخرى:﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾ [سورة التوبة -الآية 10].
شهد الله أن علامات زوال الكيان الإسرائيلي، قد أصبحت بادية للعيان، وويل لمن لا يزال يطاول – من البعض منا- في الآجال، ويداوي الحلال بالمحال.
ليس لهذه الحية، الخبيثة من علاج سوى الاستئصال، باقتلاع أورامها وإحراق رموزها وأعلامها، وإن عادت الحية عدنا لها، يحدونا قول الشاعر:
لا تقطعن ذنب الأفعى وتترك رأسها إن كنت شهما، فأتبع رأسها الذنبا
ولقد تكفل بهذه الرسالة النبيلة مجاهدو كتائب القسام وباقي أبناء المقاومة، فهم في كل يوم وفي كل ساعة يلقنون جنود العدو، وضباطه ألوانا من الهزائم، ويذيقونه مرارة الموت والخوف فيتركونه يلعق جراحه.
فهل رأى المراقبون المحايدون أبلغ ما يمليه على العالم شعب غزة، وحماته المقاومون من دروس الصمود، والثبات، والإباء والصبر على البلاء؟
ومن كان في شك من ذلك، فليعد إلى الإحصائيات العلمية، التي تقدم في الغرب لجميع أجزائه، من شباب وفتيات الغرب بإقبالهم على الإسلام إعجابا بدروس غزة، واعتزازا بتوديع الآباء لأبنائهم الشهداء.
أعز الله الإسلام، فالإسلاموفوبيا التي نسج الصهاينة خيوطها، ووضعوا لإديولوجيتها شروطها، هي التي قلبت السحر على الساحر، وأيقظت الضمائر، وهاهي تدفع بالطيبين من أبناء وبنات الغرب إلى أحضان الإسلام الدافئ، الذي يعمل على صيانة القيم الإنسانية، وحماية الأسرة البشرية، ويشيع من أبناء البشر معاني السلم والحب، والوئام، والسلام، عكس ما يدعو إليه الصهاينة النازيون، من تعصب أعمى ضد الأطفال والعزل من النساء والرجال.
شاء الله -إذن- أن تكون غزة بالصمود والمقاومة، هي المأذنة الإنسانية، التي تبعث إلى العالم بنداء العزة، والكرامة، ومنهجية الدفاع عن الأرض، والمحافظة على العرض.
وإن لكم في الشهادات التي قدمتها أسيرات العدو، التي أطلق سراحهن من كتائب القسّام لعبرة، فقد شهد شاهد من أهلها على سمو المعاملة للأسيرات، وحسن المقابلة للضعيفات.
وبالمقابل ما لقيه الأسرى الفلسطينيون رجالا ونساء من عنف، وتعذيب، وملاحقة لأسرهم حتى بعد الخروج من السجن ذلك إذن هو الفرق بين الإسلام كمعاملة، والصهيونية كممارسة، فمن أحق الفريقين بالبقاء؟
نريد – بعد كل هذا- أن يفيق العالم المخدر من غيبوبته، فيرى الحقيقة بعين العقل، وينظر إلى الواقع بعين الحكمة، وسيكتشف أن البقاء لن يكون إلا للأصلح.
وأن هذه الحية الإسرائيلية التي أسست على الباطل من أول يوم، قد آن أوان زوالها، فقد تطور العقل الإنساني، وتقدم العقل البشري، ولا مجال لبقاء الباطل إلى جانب الحق.
ونريد أن يفيق من بين المخدرين بعض كبرائنا ومثقفينا، وعلمائنا، الذين لا يزالون في ضلالهم القديم، كي يدركوا أن هذه الحية الإسرائيلية الخبيثة، ما خلقت لتبقى، لأنها لا تملك مقومات البقاء.
فأي لوك لمفاهيم التطبيع المغلوطة، أو التعايش المزيف، إن هو إلا ضرب من الكتابة على سطح الماء، وكم يلزم من وقت لهؤلاء كي يعودوا إلى الصواب، وإلى الحس المشترك التي يتميز به كل العقلاء، ومن مختلف الديانات والثقافات؟
هذه يا قارئي العزيز، نفثات قلب جريح، يحول القلم في التعبير عنه إلى ما يشبه السكين كما يقول الشاعر المبدع نزار قباني:
يا وطني المسكين
حولتني من شاعر يكتب للحب وللحنين
لشاعر يكتب بالسكين
فاقرؤوا يا إخواني وأخواتي تاريخ الواقع الفلسطيني والصهيوني، بقلب مفتوح وبعقل مشروح، فإن القادم أحلى، وأعلى، وأغلى، وويل لمن لم يتعلم من جراح المحن! ولم يتعظ من دروس الزمن !
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.