لقد ابْتُلِيَ الفلسطينيون عموما، وأهل غزة المجاهدة، بصفة خاصة؛ ابتُلوا ببعض الحكام العرب هم أشْأَمَ عليهم من أَشْقَى ثمود، لأنهم من أَسْوَإِ ما خُلِقَ من بشر، فقد كان مفترضا منهم أن يقفوا مع إخوانهم الفلسطينيين في محنتهم، وأن يُمِدُّوهُم بكل ما يساعدهم على الصمود على أرضهم، وفي وجه عدوهم وحلفائه من العَالِين في الأرض بغير حق كهذه الدولة الإرهابية المسماة “الولايات المتحدة -على الباطل- الأمريكية”، وهذه الدولة الأوروبية، وقبل ذلك كان مفترضا أن يعملوا بِمَثَلِ أجدادهم القائل: “انصر أخاك ظالمًا أو مظلوما”، الذي صححه رسول الرحمة -عليه الصلاة والسلام- بعد ما ذَكَرَ هذا المَثَلَ فسُئِل: “ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ فقال ما معناه: تحجزه عن الظلم”. ويعلم الله، ويشهد التاريخ أن الفلسطينيين ما ظَلَمُوا ولكنهم ظُلِمُوا..
ولكن هؤلاء الحكام “العرب” منذ نَجَمَت قضية فلسطين وهم يخذلون أهلها، وينصرون عدوَّها، رغم علمهم أنه سيأتي عليهم بعد ما يفرغ من قضية فلسطين، لأنه عدوٌّ لئيم، لا يعرف مبدأ إنسانيا، ولا يعترف بخُلُقٍ، وقد أخبرنا الله -عز وجل- في قرآنه الكريم أن هؤلاء اليهود مبدأهم هو: “ليس علينا في الأميين سبيل”، وأن شعارهم هو: “أرضكِ يا إسرائيل من الفرات إلى النيل، ومن الأَرْز إلى النخيل”. ويقصدون بالفرات أرض العراق، بالنيل أرض مصر، وبالأَرْز أرض لبنان، وبالنخيل منطقة الحجاز في الجزيرة العربية التي لم يَبق لها من العروبة إلا الاسم، فعربيتهم اليوم لا تشبه العربية، ودينهم أكثره عادات جاهلية، وسَحَنَاتهم كَثَوْب ضم سبعين رقعة، فمنهم من جاء من الهند، ومنهم من جاء من السند، ومنهم من جاء من الزنج، وقلّما تجد عربيا في شوارع مدن الجزيرة التي كانت عربية.
كان يعيش في مدينة قسنطينة في عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات وخمسينيات القرن الماضي شخصٌ يقول “الحكمة” ويعمل بها، هو الشيخ محمَّد الطاهر لونيسي، نجل الشيخ حمدان لونيسي، أستاذ الإمام عبد الحميد ابن باديس، رحم الله الجميع.
هاجر محمد الطاهر مع والده الشيخ حمدان إلى الحجاز في 1920، ولكنه لم يمكث طويلا وفَضَّلَ الأوْبَةَ إلى وطنه.. وفي أربعينيات القرن الماضي أخرجت بريطانيا للعرب “عِجْلاً” ليعكفوا عليه، وهو “جامعة الدول العربية” للقضاء على فكرة أنبل هي “الجامعة الإسلامية”.. ووجدت من حكام العرب “قابلية الاحتقار” -كما يقول الإمام الإبراهيمي- فكانُوا “عَبِيداً” للغرب، إذ لا فرق بين “العرب” و”الغرب” إلا نقطة، بَدَلَ أن يكونُوا “عِبَادًا” لله -عز وجل- وكان الشيخ طاهر من أكثر الناس إدراكاً لمكر الغرب وكيده، فكان يردد في مجالسه “العروبة طُوبه مخروبة”، وكان يقول عن حكام العرب “عبيد الغرب، قرود في يد اليهود”. وقد روى لي هذا وغيرَه الأستاذُ المجاهد مصطفى بوغابة رحمه الله.
وقد أثبتت الأيام أن هذه “العروبة” تلعنها العروبة الحقيقية، وأن هؤلاء الحكام “العرب” هم أقسى على الفلسطينيين ممن قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة، أعني عُبَّاد العجل، الذين قَرَّبَ مجاهدو غزة ساعتهم، وعَجَّلُوا آزفتهم.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.