5 أهداف لم يحققها الصهاينة
5 أهداف لم يحققها الصهاينة
محمد سليم قلالة
2023/11/25
الإصرار الفلسطيني على الانتصار لا مثيل له.. صمود غزة والضفة الغربية وكل فلسطين أمام الطغيان الصهيوني ـ الأمريكي الغربي المتحالف لا نظير له.. تحدي المرأة الفلسطينية والشاب الفلسطيني والطفل الفلسطيني للاحتلال لا يُمكن أن يقارَن بأي تحدّ آخر… بالفعل لا يمكن للعالم إلا أن يعترف لهذا الشعب العبقري والفذ والفريد من نوعه بأنه استطاع أن يواجه، ومازال يواجه، أبشع استعمار استيطاني عرفته الشعوبُ المستضعَفة عبر تاريخنا المعاصر، أبشع من الإنجليزي والفرنسي والأمريكي ومن كل أشكال الاستعمار الغربي للعالم.
لقد جسَّد الصهاينة في فلسطين الطبيعة المُرَكَّبة لأدوات الاستعمار القديم والحديث في شكل واحد من أشكال الاستعمار ومزج بين جميع الأدوات التي استُخدمت من قبله قديما وحديثا: الإبادة، التهجير، الاستيطان، الاستعلاء، الاستقواء بالغرب، امتلاك أرقى أنواع السلاح والتكنولوجيا العسكرية، امتلاك أكبر دعم مالي عالمي، امتلاك أكبر دعم إعلامي عالمي… الخ، ومع ذلك لم يستطع هزيمة هذا الشعب الفذ، بل بالعكس ما فتئ يدفعه نحو مزيد من الإصرار على الصمود والنصر، ويتجلى ذلك في أكثر من موقع وموقف:
ـ أولا: إفشال الهدف الرئيس من الحرب على غزة؛ أي دفع الفلسطينيين إلى مغادرة أراضيهم والهجرة إلى أي مكان في العالم، وإفشال مشروع الأرض البديلة في سيناء أو في الأردن.. العكس هو الذي يتحقق اليوم، عودة الفلسطينيين إلى غزة من مصر عبر رفح غير آبهين بالموت وغير طالبين للحياة خارج أرضهم، في رمزية واضحة أنَّ اتجاه سهم الهجرة سيكون نحو داخل فلسطين وليس خارجها مهما كانت همجية ووحشية الاحتلال ومهما كانت قوة ترسانته العسكرية.
ـ ثانيا: إفشال الهدف الرئيس الثاني من الحرب على غزة: تقسيمها إلى شطرين وتمكين الاحتلال من إعادة سيطرته على شمالها في انتظار استكمال البقية: العكس هو الذي حدث، بمجرد دخول وقف إطلاق النار المؤقت حيّز التنفيذ، وبرغم تهديدات العدو الإسرائيلي بعدم التوجُّه نحو الشمال.. سارت جحافل الفلسطينيين الغزاويين نحوه في تحدٍّ واضح لسياسة العدوّ، وفي شجاعة لا نظير لها أمام آلة الموت الصهيونية، وفي إصرار تام على عدم التخلي على أرضهم حتى وإن كانت محروقة، أو مساكنهم وإن كانت حطاما على حطام.
ـ ثالثا: إفشال الهدف الرئيس الثالث من الحرب على غزة: فصل المقاومة عن الشعب.. العكس هو الذي حدث؛ تلاحمٌ أكبر بينهما واعترافٌ بدورها في إعادة الروح للقضية وفي تحرير الأسرى وفي كسب تعاطف أكثر من 98 بالمائة من سكان المعمورة، بدلالة تزايد المسيرات المؤيدة لتحرير فلسطين عبر العالم والاختفاء التام للمسيرات المؤيدة للكيان في جميع دول العالم بما في ذلك تلك التي تؤيد الاحتلال وتدعمه.
ـ رابعا: إفشال الهدف الرئيس الرابع من الحرب على غزة: استعادة هيبة الجيش الصهيوني المهزوم، العكس هو الذي حدث، لم يكسب هذا الجيش سوى مزيد من الاستهجان على المستوى العالمي، ولم يتمكَّن من تحقيق أيِّ هدفٍ عسكري بالمعنى الدقيق، كل ما أصبح يُعرَف به أنه قادرٌ على تدمير المباني على رؤوس المدنيين الأبرياء واحتلال المستشفيات وأسْر المرضى والأطباء، وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء الذين احتموا بمدارس الأمم المتحدة، أو استهداف سيارات الإسعاف والرَّاجلين عبر الطرقات… أي أنه جيش لم يستطع مواجهة مقاومة مسلحة، فصَبَّ جام غضبه على المدنيين الأبرياء..
خامسا: إفشال الهدف الرئيس الخامس من الحرب على غزة: إبراز التفوق التكنولوجي والعلمي للصهاينة.. العكس هو الذي حدث، إذ برزت حدود التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ووسائل التنصت والاستعلام الإلكترونية والأقمار الاصطناعية، وتبين للعالم أن المعارك عبر ساحات الميدان ليست هي ذاتها المعارك على شاشات الكمبيوتر.. وأن مرحلة بيع وهم السحر التكنولوجي الصهيوني للعالم قد انتهت باعتبار ما كشفته نِدِّية المقاومة في هذا المجال وقدرتها هي الأخرى على امتلاك التكنولوجيا المضادة..
بما يعني اختصارا أن مساحة الأمل في انتصار قادم لفلسطين قد اتسعت بعد أن ظن الصهاينة وحلفاؤهم أن هذا الملف قد طُوي إلى غير رجعة وإلى الأبد.
5 أهداف لم يحققها الصهاينة
محمد سليم قلالة