فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3358.33
إعلانات


هذه هي حماس الإرهابية الداعشية!

هذه هي حماس الإرهابية الداعشية!

حسين لقرع

2023/10/24

مرَّة أخرى، تحقِّق حركة حماس نصرا أخلاقيا كبيرا على الاحتلال الصهيوني والغرب المنحاز بشكل صارخ إلى الباطل والظلم، من خلال إطلاق سراح أسيرتين صهيونيتين بلا مقابل، ولدواعي إنسانية بحتة أثبتت أنّ الحركة حريصةٌ على حياة أسراها كما تحرص على حياة الفلسطينيين، وليست “وحشية وإرهابية وداعشية” كما يزعم الاحتلال وعرّابوه من دول الغرب المتصَهْينة، وفي مقدّمتها سداسي الشرّ: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا.

خلال فيديو قصير، ظهرت الأسيرتان الصهيونيتان المفرَج عنهما، وهما سعيدتان بقرار إطلاق سراحهما، وقبل مفارقة عنصرين من القسّام كانا برفقتهما لتأمين تسليمهما للوسطاء الدوليين، عادت الأسيرة المحرّرة يوشفيد ليفشيتز (85 سنة) وصافحت أحدهما بحرارة ثم انصرفت. وبعد عودتها، تحدّثت يوشفيد عن المعاملة الطيّبة التي تلقّتها من رجال المقاومة طوال 17 يوما، وكيف كانوا يحرصون على توفير الطبيب والأدوية بانتظام للأسرى، وكذا الأكل الجيّد وحتى الشامبو والبلسم… فهل يوفّر الاحتلالُ أدنى الضروريات لأزيد من 5300 أسير فلسطيني في سجونه؟ أم أنّهم يقتلهم بالإهمال الطبي والتعذيب بشتى الأشكال؟

إنّها صورةٌ إنسانية راقية تدحض رواية الاحتلال وداعميه عن “حماس الوحشية الإرهابية” كما وصفوها تضليلا وتدليسا، لكنّ أنّى يعترف هؤلاء الحاقدون بهذه الحقيقة وقد سمعنا الرئيسَ الفرنسي مانويل ماكرون يصف شريطا سابقا لإطلاق سراح سيدة صهيونية وابنيها الصغيرين بـ”المُقرف”؟!.. بل حتّى تصريحات يوشفيد أوّلوها بأنّها مجرّد مهادنة لحماس حرصا على حياة زوجها الذي ما زال أسيرًا.. لو أخرجت حماس يدها خضراء من الجنة، كما يقول المثل، لما صدّقها هؤلاء الصليبيون العنصريون الذين ما زالوا يصرّون على الدعم المطلق للاحتلال، وتشويه صورة الحركة التي “تحتجز” أزيد من مائتي “رهينة” في أنفاقها، على حدّ وصفهم، ويتحدّثون عن مخالفة ذلك للقانون الدولي الإنساني، فلماذا لم يرَ هؤلاء المنحازون الفجرة، هذا القانونَ حينما اعتقل الاحتلالُ أزيد من 5300 فلسطيني في سجونه ليعرّضهم هناك إلى أسوإ المعاملات منذ سنوات عديدة تتجاوز الأربعين سنة أحيانا لدى بعض الأسرى؟ ولماذا لم يروا القانونَ الدولي الإنساني والاحتلالُ يتعسّف في اعتقال عشرات الفلسطينيين إداريا سنوات بلا محاكمة، ويحرم الأسرى من أدنى حقوقهم، ويضيّق عليهم، ويحرم مرضاهم من العلاج حتى يموتوا بالإهمال الطبي؟ لماذا بلع هؤلاء ألسنتهم حينما رأوا الوزير المتطرّف بن غفير يُصدر الأمر تلو الآخر للتضييق على الأسرى وحرمانهم من الماء الساخن وضربهم وإهانتهم باستمرار؟ وأين هؤلاء الأدعياء الذين يتباكون على “المدنيين” الصهاينة من اعتقالِ 36 امرأة فلسطينية في سجون الاحتلال؟

ولكن أنّى لشياطين الأرض أن يندّدوا بانتهاكات الاحتلال، وهم يرفضون حتى التنديد بالمجازر المهولة التي يرتكبها يوميًّا بحقّ أطفال غزة ونسائها وعجائزها، ويصفون ما يجري من محارق متواصلة بـ”حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟!”.. ألا قبّح اللهُ وجوهَكم جميعا يا أدعياء الحضارة والإنسانية والمتحدّثين باسم القانون الدولي الإنساني، أين هو “الدفاعُ عن النفس” في قصف الأطفال والنساء والشيوخ وتمزيق أجسادهم أو حرق جلودهم بمثل هذه القذائف الأمريكية الجديدة التي تُجرَّب على أجساد هؤلاء الأبرياء؟! أين هي مظاهرُ “الحضارة” في العقاب الجماعي لـ2.3 مليون فلسطيني بغزة وتدمير بيوتهم وإزالة أحياء سكنية من الوجود لتهجيرهم قسرا إلى مصر؟ وأين هو “القانونُ الدولي الإنساني” المزعوم وهؤلاء يُحرَمون من الغذاء والماء والدواء والوقود ومستشفياتُهم تُقصف لحرمانهم من العلاج وقتل مرضاهم وإجبارهم على الرحيل؟

أخيرا نودّ أن نقارن بين إطلاق الأسيرتين الصهيونيتين وإقدام الاحتلال على اغتيال أحد قادة الحركة في السجن بالضفة الغربية من خلال تعذيبه حتى الموت انتقاما من حماس التي أذلّته يوم 7 أكتوبر المجيد، فمن هو الإرهابيُّ الداعشيُّ الآن؟ الذي يعامل الأسرى بإنسانية ويوفر لهم الأطباءَ والأدوية والأكل وحتى الشامبو في عزّ الحصار الخانق، ويطلق سراح بعضهم لأسبابٍ إنسانية، أم الذي يعذّبهم في سجونه حتى الموت ويقتلهم بالإهمال الطبي، ويبعث طائراته لتقتل الأطفال والنساء والمدنيين بلا رحمة؟ هي هزيمةٌ أخلاقية كبيرة أخرى للاحتلال بعد هزيمته العسكرية المدوّية في ذلك اليوم التاريخي المشهود. والله يقصم ظهور البُغاة الظالمين.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة