الجمعة 13 ..ل-عمار يزلي 2023/10/13
الجمعة 13
عمار يزلي
2023/10/13
بالتأكيد، كل الأيام هي أيام الله، لا علاقة لها بالتطير، لا خوفا ولا طمعا ولا أمنا ولا أملا، إنما هذا اليوم المقرون بهذا الرقم، ولكونه خرافة اسطورية مرتبط بالتاريخ الميثولوجي الإغريقي الروماني الذي أثر حتى في الديانة المسيحية فيما بعد، فقد صار مثلا سيء السمعة لارتباطه بخيانة يهوذا للمسيح باعتباره رقم 13 في عدد الحاضرين “للعشاء الأخير”.
الجمعة 13، هذه المرة، صادف عندنا يوم نصرة القدس والمقاومة والشعب الفلسطيني وأهالي غزة الذي يصب عليهم العدو الصهيوني جمّ غضب وانتقام غاشم، غير إنساني، وما في ذلك شك مادام أن وزير الحرب في الكيان، يتهم علانية وصراحة بلا رقيب ولا حسيب ولا حتى تنديد، بأنه “بقطع الماء والكهرباء والطعام عن سكان غزة، فإنما يفعل ذلك لأنهم يحاربون “حيوانات بشرية”، هكذا، بكل وقاحة وعنصرية مقيتة وبدون أن يعرف أن الحيوان الحيواني هو من يقتل بلا رحمة ولا شفقة، الأطفال والنساء والرضع والشيوخ.. ويكذب ويشرد شعبا بأكمله محدثا نكبة جديدة لا تختلف عن تلك التي حدثت عام 48.
جمعة الغضب الشعبي العربي، هي جمعة 13ـ ضد الكيان الصيهوني وجرائمه غير الإنسانية التي يقترفها منذ سبعة عقود، بدعم غربي أمريكي أوروبي بدا واضحا اليوم بعد دعمه المطلق لهذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين وقدس الأقداس. الغرب المسيحي، الذي باع إرثه الديني للكيان الصيهوني طمعا في مال الدينا وزينته وطمعا في تفتيت المجتمع العربي الاسلامي. الغرب الذي لم يعد له لا دين ولا ملة يدافع عنها حتى دينه وكنائسه في القدس التي يبصق عليها من طرف هذه “الكائنات” التي تحتفل معهم، مع عدوهم المسيحي بعيد “العُرش” على طريقتهم بالبصق أمام كنيسة المسيح في القدس بهذه المناسبة التي يحتفل بها كل من اليهود والمسيحيين، كل على طريقته وكل على هواه وكلاهما على النقيض من الآخر. مع ذلك، لا نخوة مسيحية تحركت ضد ذلك، بل على العكس تماما إنهم يحاربون اليوم مع هؤلاء شذاذ الأفاق، الذين اجتمعوا هنا في هذه البقعة بفعل أفاعيل الغرب المسيحي الاستعماري وبالذات فرنسا وبريطانيا عبر وزيري خارجيتها، “بيكو” و”سايكس”..الدولتان الاستعماريتان التي منحتا ما لا تملك لمن لا يستحق، من أرض شعب هم اليوم جميعها ينكلون به وينتقمون منه فقط لأنه، أراد الحياة تحت الشمس، على أرض أجداده: شعب أعزل، لكنه مقدام، مغوار، لا يرضي بالذل ولا بالعار الذي مس كل الشعوب وأنظمتها التقليدية التي ركست وخنعت وهي اليوم تبيع وتطبع مع القاتل والمجرم، لا بل أكثر من ذلك، “تندد بعدوان حماس على المدنيين في إسرائيل”، وهي تعلم، إن كانوا يعلمون ويفقهون وهم للفقه منه أبعد منهم على العقل والأخلاق والنخوة والشهامة العربية التي لم يورثها فيهم حتى أجدادهم من الجاهلية الذين كانوا يتصفون بكثير من الصفات الحميدة ومكارم الاخلاق ومنها الكرم والمروءة والشهامة.
يوم الجمعة 13، سيكون بداية لتحرك كرة ثلج شعبية عربية إقليمية من الشعوب التي لم تخذل يوما القضية ومن دول لم تنحن ولم تطبع وتكفر بالإبراهيمية دينا جديدا بنوا له الكنائس في دبي، ولم يبق لهم إلا نبيا يعلنونه في مجلس الأمن.
الجمعة 13، هو يوم غضب غزة وعزة وكرامة ودعوة للانخراط في مقاومة شاملة وتحالف إسلامي عربي ودولي، لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، كما تعلن أمريكا وبريطانيا وفرنسا دعمها للعدو حتى بالسلاح والبوارج الحربية ضمانا لأمن الكيان الغاصب.. غير الآمن بالمطلق.