فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3371.38
إعلانات


إسرائيل.. الأميرة المدللة

إسرائيل.. الأميرة المدللة

عبد الناصر بن عيسى

2023/10/13

عندما نتابع حال الرئيس الأمريكي، وخاصة وزير خارجيته الذي اعترف بيهوديته، وهما لا يكادان يتنفسان غير “إسرائيل”، وينسيان تماما انشغالاتهما الخارجية في أوكرانيا والملف النووي الإيراني، والداخلية على مرمى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ندرك بأن هذا الكيان هو أهمُّ شيء بالنسبة لأي رئيس دولة أمريكي من هاري ترومان إلى جو بايدن، يرى فيه صورته وحاضره ومستقبله، بل وحتى ماضيه، كما قال بايدن عندما ذكّر العالم، بأن صداقته مع نتانياهو عمرها تجاوز الأربعين سنة، يعني حتى قبل أن يفكر في أن يُصبح رئيسا لأقوى دولة في العالم، وكما بصم وزيرُ خارجيته على ذكرى جدّه اليهودي.

لو توقف الأمر عند الولايات المتحدة الأمريكية، لهان، ولاعتبرناه استثناء أو لغزا غير مفهوم، لكن ما دخلُ ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا وزيلندا الجديدة، وغيرها في الولاء الكامل والأعمى لكيان لم يترك جريمة إنسانية إلا واقترفها في غزة، من قصف سيارات الإسعاف والمستشفيات ورياض الأطفال والصحافيين ودور العبادة والمسنين والأيتام، بل أبان عن عدم اهتمامه المطلق بصفة القتلى، حتى لو كانوا أمريكيين أو فرنسيين، بمن فيهم الأسرى الإسرائيليين؟

هناك بلدانٌ غربية صرنا نشعر بأن قادتها يعملون للمشروع الإسرائيلي أكثر من العمل لصالح بلدانهم، وقد يكون أوَّل من عرف هذا الأمر، الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي لاحظ منذ أول عملية لرجال المقاومة الفلسطينية يوم السبت الماضي، بأنه في الدرجة الثانية من الاهتمام بعد الكيان الصهيوني، بل إنه من دون أي درجة، عندما تئنُّ الدولة العبرية وتتباكى أمام حوائط هذه البلدان، التي لا يهمها أن تُدمَّر الكرة الأرضية وتُباد البشرية جمعاء، المهم أن لا يُقتل إسرائيليٌّ واحد.

الكيان الصهيوني مدينٌ بوجوده لبريطانيا، وفي زمن “بناء” هذا الكيان، كانت إيطاليا وألمانيا تكنَّان العداء لبريطانيا، وفرنسا تتصارع على قمة أوربا مع بريطانيا، ولم تكن أمريكا أكثر من بلاد تريد الخروج من الثوب البريطاني الذي يلفُّها، ولكنهم جميعا عادوا إلى خدمة هذا الكيان، من العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، إلى أن بلغ الأمر ما هو عليه حاليا، غير آبهين بأي خطر ممكن من بلاد العرب والمسلمين، في المستقبل البعيد، لأن الصور القادمة من غزة، ستزرع “قنبلة” في كيان كل من يشاهدها، ولا بد وأن تنفجر يوما ما، قصُر الأمدُ أم طال.

تمرُّ قرابة السنتين عن الحرب الروسية – الأوكرانية، وبحسب الغربيين، فإن ما لا يقل عن مئة وخمسين ألف من الأوكرانيين قُتلوا، ويصرّ الغرب على أن سقوط أوكرانيا هو تلطيخٌ لشرفهم وكرامتهم وتضييعهم لسلطتهم المطلقة، على القارة الأوروبية والعالم، ومع ذلك، ما إن نادى الصهاينة: “حيّ على النجدة”، حتى هبّوا إليها بأموالهم وأبدانهم، وبلغ الأمر بالرئيس الأمريكي أن قال إنه سيكون تحت تصرُّف الإسرائيليين مهما طلبوا من مساعدات تعجيزية.

سيحتفل الصهاينة، بعد أيام، بأول عملية تطبيع مع العرب في 17 سبتمبر 1978، عندما جمع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، بيغن وأنور السادات، والتي تلتها عملياتٌ أخرى مازالت متواصلة إلى حدّ الآن، برعاية أمريكية خالصة، ووفاء بين كيانين ظالمين، بينما يعجز المظلومون عن التطبيع مع أنفسهم.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة