الكاتب والمحلل السياسي الدكتور رائد ناجي لـ"الشروق": المقاومة قلّبت الموازين وأثبتت أنها قادرة على استهداف العمق الصهيوني
العالم
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور رائد ناجي لـ"الشروق":
المقاومة قلّبت الموازين وأثبتت أنها قادرة على استهداف العمق الصهيوني
عبد السلام سكية
2023/10/07
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور رائد ناجي
وصف الكاتب والمحلل السياسي الدكتور رائد ناجي، عملية “طوفان الأقصى” أنها رد طبيعي على جرائم الاحتلال، وأكد في حوار مع “الشروق”، أن المقاومة اختارت شعار “نغزوهم ولا يغزوننا”.
كيف تقرأ العملية النوعية للمقاومة “طوفان الأقصى” وفي قلب الكيان الصهيوني؟
العملية رد طبيعي على جرائم الاحتلال وخاصة في ظل هذه الأعياد الدينية التي يحتفل بها الصهاينة من شهر سبتمبر وحتى شهر أكتوبر ومازلت مستمرة، وفي كل مرة يحاول الاحتلال أن يفرض خارطة جديدة وأن يفرض أحداثا وواقعا جديدا وبالقدس تحديدا، والجمعة فقط كانت قطعان كثيرة من المستوطنين في الأقصى تقوم بطقوس تلمودية وذبح القرابين تمهيدا للتقسيم الزماني والمكاني وجعل القدس خالصة للصهاينة ومن دون ديانة أخرى.
أي تأثير للعملية على القضية الفلسطينية وعلى الكيان الصهيوني؟
الرسائل كثيرة ومنها أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الرد واختراق صفوف العدو وقادرة على الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وقادرة على حماية الشعب الفلسطيني والرد بالمثل، وبالتالي كان عنوان العملية: نغزوهم ولا يغزوننا، ونقل المعركة إلى قلب الكيان، وهذه رسالة مهمة، وهذا ما جعل نتنياهو في الساعات الأولى للعملية مرتبكا وتبدو عليه علامات الحيرة.
في كل عملية تعود القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية والإعلامية، وتعيد الأنظمة والحكومات ووسائل الإعلام طرح القضية الفلسطينية في عدة سيناريوهات، وإن كان هنالك تآمرٌ على القضية الفلسطينية سواء من أبناء جلدتنا أو الغرب الذي زرع الكيان لكن هذا الملف مؤرق، وما يحصل من تطورات تتزامن وتحولات دولية عميقة جدا وظروف خاصة في أوروبا وأمريكا، ما يجعل الأمر مزعجا ويتم وخز تلك الدول التي زرعت هذا الكيان بضرورة اتخاذ موقف من القضية الفلسطينية وحل الملف وهذا لمسناه من بعض التقارير الإعلامية في شهور مضت.
أكيد أن الغرب وحلفاء الصهاينة سيتحركون ضد المقاومة، كيف يمكن لها مواجهة أي ضغط أو عمل معاد لها؟
أعتقد إلى درجة التأكيد أن هنالك ردا صهيونيا ولكن هناك ارتباك في آلية وكيفية الرد خاصة أن العملية نوعية ومختلفة وحتى أن أجهزة الاستخبارات عجزت عن كشف العملية، حيث تمت العملية بطريقة غير مألوفة عبر إنزال إلى داخل المدن الفلسطينية المحتلة، وتمت المعركة على مستوى الصفر والاشتباك مع المستوطنين مباشرة وليس مع الجيش.
نعم، سيكون هنالك تحرك، والتحرك الغربي في اعتقادي سيكون محدودا جدا لأن المصالح الغربية مازالت مجتزأة، هنالك أزمات تقع على الغرب من ذلك الحرب في أوكرانيا، وباعتقادي أن الجانب البراغماتي سيطغى بشكل كبير على المصالح الغربية وحتى الدول المُطبِّعة.
الرد سيكون من جانب الاحتلال، ربما تكتفي دول الغرب بالتنديد وعقد جلسات في مجلس الأمن، من الممكن أن الاحتلال سينسق مع دول الجوار لضمان عدم وصول إمدادات للمقاومة لحسم المعركة.
في رسالة القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري محمد الضيف حديث عن الدول المطبِّعة، كيف سيكون موقفها مما حصل؟
دول التطبيع مواقفها دائما تود أن تجعل الشيء طبيعيا، وستكون مواقفها محرجة، هنالك من يكتفي بالصمت وهنالك من سيُدين وهنالك من يدعم الاحتلال ويكون خادما أكثر لمصلحة الصهيونية، والأمر مقرف لتلك الأنظمة أمام شعوبها، ويثبت أن تلك الحكومات ليست وصية على الشعب الفلسطيني، كما أن الشعب الفلسطيني ليس قاصرا.
دخول دول عربية جديدة إلى خط التطبيع أعطى طمأنة للاحتلال وحافزا للقيام بمزيد من العنف والاستفزازات وتدنيس المقدسات، فجاءت العملية لقلب الموازين أن التطبيع لا يعني إسقاط القضية الفلسطينية، بل إن التطبيع يعني المطبِّعين وحدهم لا غير، والفلسطيني يستطيع في معركة الحسم أن يقوِّض كل برامج الاحتلال ويسقط كل اتفاق لا يكون الطرف الفلسطيني فيه فاعلا وفي أي تفاهمات أخرى.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.