فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3371.38
إعلانات


الجن والملائكة و.. البق!

الجن والملائكة و.. البق!

الجن والملائكة و.. البق!

عندما يقول وزير الصحة الجزائري، عبد الحق سايحي، إن مصالح قطاعه، متواجدة على مستوى مختلف الموانئ والمطارات والمعابر الحدودية، لمواجهة أيِّ طارئ قد يأتينا من باريس، التي انتشرت بها حشرة “البق”، ويشرح بأن هذا الوباء قديم وأصاب فرنسا في أربعينيات القرن الماضي، ثم يقدّم التشخيص الدقيق للحالة، وأسبابها، بالقول إن انتشار هذه الحشرة الطفيلية الخطيرة، لأنها تتغذّى من دم الإنسان، له علاقة بالنظافة، فعلينا أن ندرك بأن الذين كانوا يحملون مطارياتهم كلما أمطرت في باريس، عليهم الآن أن يحتاطوا صحّيا كلما انتشر الوباء أو الحشرات الضارة الغريبة في هذه العاصمة الأوروبية، التي سمّت نفسها “عاصمة النور والجن والملائكة”، قبل أن تصبح عاصمة للبق.
كل العواصم العالمية والبلدان عرضة للأوبئة وللظواهر السلبية، وحتى لجنون بعض أفراد المجتمع، وكلها مطالبة بأن تكون طرفا مساعدا للمصابين، لأن ما حدث هناك يمكن أن يحدث هنا، ولا يمكن أن نتهم ألمانيا بالإرهاب المزمن، لأن هتلر من أبنائها، ولا أن نقرن ذكر اسم إيطاليا بالمافيا أو بالطاعون الدملي الذي قتل مائتي ألف إيطالي وانتشر في أوروبا، ولا أن نصف كولومبيا بالمخدرات لأن بابلو إسكوبار يحمل دمها وجنسيتها، تماما كما لا يمكن أن نقرن “البق” بباريس ولا حتى النور والملائكة.
لكن ما يحزّ في النفس هو أن فرنسا نفسها، تتهم العامة بما اقترفه فردٌ منها، بل وتسارع سفاراتها في العالم لتحذير مواطنيها من دخول هذا البلد أو ذاك بسبب مرض عابر أو حادث معزول، وتضع الكثير من العقبات لطالبي التأشيرة، وهي لا تُعامَل بالمثل بالرغم من أن باريس كانت على مدار شهور ساحة لعنف العمال والمتقاعدين والغاضبين، والآن لجائحة “البق”، التي غزت فنادقها ووسائل نقلها وطبعا مؤسساتها ومنازلها.
في أحد الربورتاجات التي بثها موقعٌ فرنسي شهير، قال صاحب فندق ضمن سلسلة عالمية في باريس، إن سائحا يابانيا، سأل إدارة الفندق على موقعها، إن كان “البق” قد غزا الغرف؟ وهل صحيح أنه يتواجد في الدولاب ويتسلل إلى حقائب النزلاء؟ وبقدر ما تحسّر صاحب الفندق من الصورة السياحية المهزوزة لبلده ولفندقه الراقي، بقدر ما يجب أن يتذكر الفرنسيون ما فعلوه مع أمم كثيرة أصيبت ببعض الأوبئة والظواهر السلبية.
لا أحد وقف إلى جانب الصين في مصيبتها مع كورونا، بل لا أحد انتقد الرئيس الأمريكي السابق ترامب وهو يحاول إقناع العالم، بأن الفيروس الذي قتل أكثر من مليون أمريكي تم تصنيعه في مخابر صينية، ولا أحد وقف مع الجزائر ومع بلدان عربية وإسلامية كثيرة في مأساتها مع الإرهاب، ولا أحد انتقد فرنسا وهي تتهم الإسلام بصناعة الإرهاب والحث على العنف وكره الآخر، والآن بعد أن صارت باريس عاصمة لوباء البق الخطير القابل لعبور القارات، والسفر في الحقائب عبر البواخر والطائرات، تريد فرنسا أن تقنعنا بأن “البق” مختلفٌ عن الإرهاب وعن كورونا وبقية الأوبئة والآفات الاجتماعية.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة