فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3366.35
إعلانات


البشرى بالقبول لمحبِّ وخادم الرسول

على بصيرة

البشرى بالقبول لمحبِّ وخادم الرسول

2023-09-18

أ. د. عبد الرزاق قسوم
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/

ما فتئت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تطالعنا، بفتح القلوب والعقول، وإعداد الأجيال الجديدة للمستقبل الزاهر، بتزويده بأدوات ووسائل الحلول. فمن خلال متابعتي، لما تقوم به نوادي جمعية العلماء، لا سيما القرآنية منها، استوقفتني المحطات المضيئة التي تنير دروب الزاحف بالمصاحف، والمتفوق في شتى المعارف.

فمن تقرت إلى بئر العاتر، ومن برج بوعريريج ذات العلم الوافر، إلى المسيلة وقسنطينة، وتلمسان، وعنابة، وسكيكدة وغيرها وكلها تزخر بالمفاخر.
إننا لا نكاد نلقي عصا الترحال من ولاية حتى تبادر ولاية أخرى، مطالبة إيانا بشد الحقائب، للمساهمة في مسابقة علمية لحفظ القرآن، وتشجيع المواهب.
سبحانك اللهم، أنعمت على أبناء وبنات جمعية العلماء، بالتفوق في نيل الشهادات، والتميز في مسابقة الحفظ والتلاوة، بمختلف القراءات، واحتضان مختلف المفكرين والمثقفين لإلقاء المحاضرات.
إن من حسن الصدف، في جزائر الشهداء، وبلد العلم والعلماء، أن يصادف افتتاح السنة الدراسية هذه السنة تنظيم مناسبات قرآنية، تعززت بيوم الجائزة في السيرة النبوية، ليكون ذلك براعة استهلال وترجمة للروح الإيمانية.
فبعد مسابقة الماهر بالقرآن، في مدينة العلمة، التي خصصنا لها وقفة تأملية في الأسبوع المنصرم، ها نحن نستعد لحفل آخر، حفل جائزة القبول للمتفوق المحب وخادم الرسول.
تفتح مدينة سكيكدة –إذن- يوم 27 من الشهر الحالي أبوابها، لتظاهرة ثقافية عظيمة هي تظاهرة يوم الجائزة، التي ستكشف فيها، عمن غاصوا في التاريخ الإسلامي فأيقظوا العقل من سباته وأعادوا الإنسان المسلم إلى حقيقة حياته.
وأسوة بما فعلناه مع الماهر بالقرآن في مدينة العلمة، مبينين الأسباب التي دعت إلى القيام بالفعل الإيجابي وهو الحفاظ على المصحف ومحتواه، حفظا وفهما، وتطبيقا، في مقابل ردّ الفعل المجرم وهو حرق المصحف، فإننا سنسلط الضوء اليوم على الدوافع والحوافز التي حدت إلى العناية بسيرة الرسول، وانتقاء من اصطفاه الله بالقبول.
إن شعبة سكيكدة عندما قامت بعملها الريادي المتميز بتخصيص جوائز معتبرة لمحبي وخادمي الرسول، فإنما كان يحدوها الامتثال لأمر الله تعالى في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ – سورة الأنفال-الآية24.
وامتثالا أيضا لنداء إمامنا عبد الحميد بن باديس في مقاله الشهير: «إلى محمد أيتها الإنسانية!».
إن الاستجابة للأمر الإلهي، والامتثال لنداء ابن باديس إنما تكمن معانيهما العميقة في مجموعة من المعطيات لعل أهمها:
1- إن محمدا هو الأسوة الحسنة، واتخاذه قدوة من خادم الرسول في جميع المجالات، هو جهد لاستعادة الإنسان لإنسانيته الكاملة.
2- أن في دعوة محمد إلى الإسلام، تحقيقا للعالمية في معالجة مختلف قضايا البشر، ذلك أن ينبوع الدعوة المحمدية هو القرآن ولذلك حفظ الله القرآن من التحريف والتزييف، والتخريف.
3- إن العناية بالرسول هي عناية بالقرآن، وبالتالي فإن خدمة الرسول هي تعبد بالقرآن ولقد عنى القرآن بالكشف عن هذه الخصائص الإنسانية المثلى في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم، فقال عنه: ما ضل صاحبكم وما غوى، وهذا يعني أن منتهى الكمال والصلاح هو إثبات الرشد والهدى لشخصية النبي الكريم.
4- إن في شخصية محمد عليه السلام كما يقول مصطفى صادق الرافعي المعنى التام للإنسانية كما أن فيها المعنى التام للحق، ومتى اجتمع فيه هذان الخلقان، يكتمل فيه المعنى التام للإيمان.
5- في ضوء هذه المعاني كلها يكون النبي الكريم بمثابة المعجم النفسي الحي، الذي ألفته الحكمة الإلهية بعلم من علمها، وقوة من قوتها، لتتخرج به الأمة التي تُبدع العالم إبداعا جديدا (وحي القلم جـ 2-ص 32).
فهذه الصفحة الإلهية المصنفة أحسن تصنيف وأدقه، إنما هي ترجمة لمعنى الحديث النبوي الشريف: «أدبني ربي فأحسن تأديبي».
من هنا نستنبط، كيف كان الصواب مصاحبا لأبناء وبنات جمعية العلماء في سكيكدة الذين نظموا مسابقة التغني بشمائل «خادم الرسول».
فقد جاءت هذه المسابقة لتبعث الناس من حياتهم المادية التي انغمسوا فيها، فتوقظهم من حلمهم المزيف، لترسل بهم إلى رحلة عبر التاريخ لتصحيح الوعي فيهم، وتحصن ضمائرهم وذواتهم ضد وباء التزييف والتضليل والتنميق.
إن المسابقة، بأحسن إجابات متسابقيها هدفها إعادة التاريخ إلى الكلمة الصحيحة، ذلك أن محمدا أصدق قائد للإنسانية ليعيدها إلى عالم الحب والإيمان والآمان ويخرجها من زيف التيه، والضلال، كما صرح بذلك إمامنا ابن باديس في دعوته إلى الإنسانية كي تعود إلى محمد.
وإذن، فهنيئا لجمعية العلماء بهذه المكاسب، وأملنا أن تكون الشعب السائرة على طريق الكتاب والسنة، مثلا يقتدى، لباقي الشعب ولكامل أبناء وبنات جمعية العلماء، ففي ذلك تصحيح للمعتقد، وتحصين للبلد، وإصلاح للبنت والولد.
فيا أبناء وبنات جمعية العلماء، هكذا كونوا أو لا تكونوا.

البشرى بالقبول لمحبِّ وخادم الرسول


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة